هل تجزئ قراءة الإخلاص ثلاث مرات عن ختم القرآن؟ .. سؤال أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك أثناء لقائه ببرنامج "السائل والفقيه" المذاع عبر موجات إذاعة "القرآن الكريم".
وقالالشيخ عويضة عثمان،إن الإنسان إذا ما لم يستطع أن يقرأ القرآن كله فعليه أن يقرأ أجزاء من القرآن، فإن لم يستطع فليقرأ وردًا من بعض السور القصيرة، ومنها "قل هو الله أحد"، فهى سورة لها فضل عظيم لأن فيها معاني التوحيد لله تبارك وتعالى.
وأضاف أن البعض يعتقد أن قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات تجزئ عن ختم القرآن كله، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ فهي لا تجزئ عن قراءة القرآن، وإلا فلا كان أحد تعب نفسه وأقدم على ختم القرآن كما هو شأن الصالحين إلى الآن.
الإفتاء: قراءة سورة الإخلاص "3 مرات" لا تُعادل ختم المصحف
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات بنية ختم المصحف عقب كل صلاة لا تُغني عن قراءة المصحف.
وأوضح وسام، في إجابته عن سؤال: "هل قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات بنية ختم المصحف عقب كل صلاة تُغني عن قراءة المصحف؟"، أن مسألة ختم المصحف تختلف عن ثوابه، فبالفعل سيحصل الشخص على ثواب كأنه ختم المصحف إذا قرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات بهذه النية، إلا أنه لن يكون بذلك قد ختم المصحف، فثوابه يختلف عن ثواب قراءة القرآن كله وختم المصحف فعليًا.
وأوصى بأن يكون للإنسان ورد يومي من الأذكار، في كل حالة من حالاته عند الخروج من المنزل والدخول وعند النوم والاستيقاظ، وللرقية، وما نحوها، ويُستحب للمسلم كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون كالحال للمرتحل، بمعنى ألا يمل من قراءة القرآن، فلا يحرم نفسه ولو من قراءة صفحة واحدة كل يوم.
أسهل طريقة للحصول على ثواب قراءة القرآن كاملا في 5 دقائق
قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن قراءة سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-ذلك.
وأضاف الجندي لـ«صدى البلد»، أن من قرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات كان بمثابة من ختم القرآن، فينبغي الإكثار من قراءتها، لكن لا يهجر بقية القرآن، ويجتهد في قراءة القرآن كله حتى يحوز الأجر الأكثر من أوله إلى آخره.
واستشهد بحديث أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: كيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن». وهذا لفظ مسلم، وفي حديث آخر عنده: «إن الله جزَّأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل (قل هو الله أحد) جزءًا من أجزاء القرآن».
تعرف على بشرى الرسول لرجل يحب قراءة سورة الإخلاصقال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه لا ينبغي للإنسان أن يؤنب نفسه لتفضيله سورة من القرآن عن الكل، أو آية بعينها، حيث إن هذه الأفضلية هي نسبية وليست مُطلقة.واستشهد «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما حُكم تفضيل الشخص سورًا وآياتًا بالقرآن عن غيرها؟»، بما روي أنه جاء أحدهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يقرأ من القرآن إلا سورة الإخلاص، وعندما سأله -صلى الله عليه وسلم- عن السبب، قال: أحبها يا رسول الله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «حبك لها أدخلك الجنة»، مشيرًا إلى أن الأفضلية نسبية، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول إن سورة الإخلاص تُعادل ثلث القرآن، وسورة يس قلب القرآن، وآية الكرسي سنام القرآن.
وأوضح أن القرآن كله كلام الله تعالى، ولكن الأفضلية نسبية وليست مُطلقة، تتحدد بمدى تفاعل الشخص مع آيات بعينها، والتي تختلف من شخص لآخر، منوهًا بأنه ينبغي ذكر الأربعة أمور الخاصة بالنسبية وهي : «المكان، الزمان، الأشخاص، والأحوال».