حذرت روسيا مما قد تجلبه صفقة "أوكوس" الدفاعية المبرمة مؤخرا بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا من العواقب إلى نظام منع انتشار الأسلحة النووية في العالم.
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، في تصريحات أدلى بها اليوم الجمعة في مركز جنيف للسياسات الأمنية، عن قلق موسكو إزاء الشراكة الثلاثية الجديدة، محذرا من أن هذه الصفقة تمهد طريقة لحصول أستراليا، بعد 18 شهرا من التشاور وجهود فعلية ستستغرق بضع سنوات، على عدد كبير من الغواصات النووية.
وأوضح ريابكوف أن أستراليا ستصبح بذلك بين خمس دول في العالم تتمتع بمثل هذه القدرات العسكرية، مضيفا: "إنه يشكل تحديا ملموسا لنظم منع انتشار (الأسلحة النووية)".
كما أبدى الدبلوماسي الروسي قلق موسكو إزاء إعلان بريطانيا في وقت سابق من العام الجاري عن فرص توسيع ترسانتها النووية، لافتا إلى أن العلاقات بين القوى النووية في العالم "بعيدة عن المستوى الذي يمكن اعتباره جيدا".
وقال ريابكوف إن الوضع حول هذه المسألة تفاقم بشكل ملموس نتيجة "تدمير ركائز نظام الرقابة على الأسلحة النووية"، محملا إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أكبر قدر من المسؤولية عن ذلك بسبب "سعيها المطلق إلى كسب التفوق العسكري وغيره".
في الوقت نفسه، لفت نائب الوزير إلى أن "بوادر أمل" ظهرت على الصعيد الدولي لاحقا، مشيرا إلى أن الانفراجة التي تم تحقيقها بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن خلال قمتهما في جنيف في 16 يونيو أفصحت مجالا للتعاون البناءة.
وأعلنت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا في 15 سبتمبر عن إبرام الشراكة الدفاعية "أوكوس"، بما يشمل تبادل التكنولوجيات العسكرية وتزويد الجيش الأسترالي بثماني غواصات تستند إلى التكنولوجيات الأمريكية وصواريخ مجنحة أمريكية الصنع.
في الوقت نفسه، ألغت أستراليا لدى تشكيل هذا التحالف الجديدة صفقة غواصات هائلة مع فرنسا، ما أسفر عن أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الطرفين.