قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نفسها تقابل شيخ الأزهر.. "ندا" تتحدى إعاقتها بحفظ القرآن الكريم وتعلم نفسها ذاتيا.. فيديو

ندا أحمد برديسى
ندا أحمد برديسى
×

التحدى لم يكن للإعاقة التى حرمتها من حياة طبيعية فحسب، لكن التحدى الأكبر كان موجهاً لفئات مريضة من المجتمع ترى أن ذوى الإعاقة ليس لهم أن يحيوا حياة طبيعية كأقرانهم من الأصحاء، وتحبط محاولاتهم للإبداع والخروج من قوقعة العزلة التى تفرضها الظروف الصحية للإعاقة، وهو ما تجسد واقعياً فى نموذج ندا أحمد صاحبة الـ 16 عاماً والتى تعيش فى منطقة قروية بمحافظة قنا .

بلوغها سن الـ 16 عاماً كان بمثابة الإعلان الرسمى عن موهبة مدفونة مثل مئات المبدعين المنسيين داخل النجوع و القرى بـ قنا ، فكان أول قراراتها بعد الحصول على بطاقة الرقم القومى ، هو التقدم لهيئة تعليم الكبار بقنا ، للحصول على شهادة محو الأمية بعد أداء الامتحان والاستكتاب حتى تتمكن من استكمال تعليمها والالتحاق بالشهادة الإعدادية تمهيداً لاستكمال تعليمها الجامعى .

حصولها على شهادة محو الأمية ونجاحها فى الاختبار من أول مرة لم يكن هو التحدى، لكن التحدى كان فى إصرارها على تعليم نفسها دون الإعتماد على أى مدرس أو مساعدة من أحد، حيث استطاعت من خلال الهاتف المحمول تعليم نفسها ذاتياً ، حتى تمكنت من إجادة القراءة والكتابة ، لتثبت لنفسها و غيرها أنها قادرة على تحقيق المستحيل و سطر صفحات مضيئة من النجاح.

تحدى الأمية والتحرر من ظلمات الجهل ، لم يكن الأول لـ " ندا " لكنها تمكنت من حفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم بأحكامهم و تسعى لاستكمال حفظ القرآن كاملاً ، فضلاً عن إتقانها التسويق الشبكى عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة وكلها أمل أن توفر من وراء ذلك عائد يمكنها من أداء العمرة وزيارة قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

رغم الإعاقة التى تصنفها من " قصار القامة" والتى تجعلها من أوائل المستحقين لدعم الدولة، إلا أنها لم تحصل حتى الآن على أى معاش من الضمان الاجتماعى أو الخدمات التى خصصتها الدولة لذوى الإحتياجات الخاصة، ليس تقصيراً من الدولة، بقدر ما هو جهل بالخدمات التى تقدمها الدولة لهذه لفئة ذوى الإعاقة.

قالت ندا أحمد عطاالله برديسى، 16 عاماً ، شاء الله تعالى أن أكون من فئة ذوى الإعاقة ، لكنها طالما بعيدة عن العقل فلابد أن يكافح الإنسان و يصر على التحدى و تحقيق المستحيل، و أكرمنى المولى عزوجل بحفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم حتى الآن ، إضافة إلى تعليم نفسى القراءة والكتابة ذاتياً من خلال الهاتف المجمول الذى حصلت عليه من خلال مشاركتى فى التسوق الشبكى.

و تابعت " ندا"خلال رحلتى مع الكُتاب وحفظ القرآن الكريم كان و مازال والدى هو من يتولى حملى و توصيلى إلى كُتاب القرية و ينتظرنى حتى انتهى من حصة الحفظ، لذلك أتمنى أن توفر لى الدولة كرسى متحرك يساعدنى على التنقل من المنزل إلى مكتب تحفيظ القرآن الكريم أو التنقل داخل قريتى لتخفيف العب ء عن والدى.

وتتمنى " ندا" أن تتمكن من أداء العمرة و أن يكون لديها مكتب لتحفيظ القرآن الكريم و أن تحظى بمقابلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فضلاً عن تفعيل الدولة لقوانين مكافحة التنمر حتى يتمكن ذوى الإعاقة من ممارسة حياتهم بعيداً عن أى مضايقات يسببها الآخرين بكلماتهم أو نظراتهم.

فيما قال أحمد عطاالله برديسى" مدرس لغة عربية" تأخرت فى إلحاق ابنتى " ندا " لفصول محو الأمية للحصول على الشهادة حتى حصلت على بطاقة الرقم القومى بعد إتمامها سن الـ 16عاماً ، و خلال الفترة القادمة سوف أقدم لها أوراق الالتحاق بالمرحلة الإعدادية حتى تستكمل رحلتها التعليمية التى تحلم بها.

و أضاف برديسى ، بأن " ندا " رغم عدم التحاقها بمدارس، إلا أنها تجيد التحدث باللغة الانجليزية و التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، لدرجة أنها من أنشأت لى حساب على موقع " فيس بوك" ، فضلاً عن حفظها لـ 7 أجزاء من القرآن الكريم وتعليم نفسها القراءة و الكتابة .

و قال ياسر السمهودى، مدير فرع تعليم الكبار بمحافظة قنا ، نستقبل بشكل دائم الراغبين فى التحرر من الأمية، و خاصة الحالات والنماذج الفريدة من ذوى الهمم التى تحظى باهتمام و رعاية من الدكتور عاشور عمرى، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، والتى نسعى لتذليل كافة العقبات أمامهم و مساعدتهم فى استكمال رحلتهم التعليمية.