EN
حالة من الجدل وملامح غير واضحة لموقف طالبان من زراعة الأفيون والمخدرات على رغم من إعلان ذبيح الله المتحدث باسم حركة طالبان بتوقف أفغانستان عن زراعة نبات الخشخاش إلا أن الخبراء لا يرجحون توقفها عن زراعته.
تمثل زراعة المخدرات أحد المصادر الرئيسية للدخل لطالبان، وتنتج أفغانستان أكثر من 80 بالمئة من الأفيون في العالم وبذلك تعتبر أفغانستان أكبر مورد غير مشروع للمواد الأفيونية في العالم.
*معاناة الدول المجاورة
وفي تصريحات خاصة لـ " صدى البلد"، قالت نهلة عبد المنعم باحثة في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي إن طالبان تعتمد على المخدرات وزراعة الأفيون لأن أفغانستان دولة زراعية وأغلب مواردها تأتي من الزراعة والتعدين لذلك تعتبر مصدر دخل بالنسبة للجماعة للإنفاق على احتياجاتها من اسلحة أو غيرها.
وتابعت الباحثة في شؤون الجماعات المتطرفة: أما عن فكرة التخلي عن زراعته فإن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله قال إن أفغانستان لن تكون مركزا لزراعة المخدرات ولكن أعتقد أن الحركة لن تتخلى عن زراعة الأفيون لعدة أسباب منها عدم خسارة مصدر دخل في ظروف صعبة خاصة في ظل الحجز على الأرصدة الأفغانية في الخارج لذلك فهي تحتاج للدخل المادي من المخدرات، وسبب اخر يمنع طالبان من التخلي عن زراعة الافيون أنها ليست مستعدة لحالة صدام مع المزارعين والمواطنين الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل في الوقت الحالي. واضافت الباحثة: تتصنع طالبان بانها ستتوقف عن زراعة الافيون لتظهر أمام العالم كدولة تلتزم بالمواثيق الدولية ولكنها لن تفعل ذلك. وقالت نهلة: ربما تلجأ أفغانستان الي انها لن تديره بشكل مباشر ولكن عن طريق وكلاء وربما تتخلى عنه بعد تفاهمات مع الدول الآسيوية المجاورة لها والتي تعاني من هذه التجارة كسوق مفتوح لتجارة المخدرات ولكن هذه الخطوة لن تأتي في الوقت الحالي.
*مصدر دخل رئيسي للدولة
وقال سيزار غودس رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في كابول لوكالة "رويترز": "طالبان تعتمد على تجارة الأفيون الأفغانية كأحد مصادر دخلها الرئيسية، المزيد من الإنتاج يجعل المخدرات متاحة بسعر أرخص وأكثر جاذبية، وبالتالي سهولة الوصول إليها على نطاق أوسع. وبحسب الخبراء، حظرت طالبان زراعة الخشخاش في عام 2000 سعيا وراء الشرعية الدولية، لكنها واجهت ردة فعل شعبية كبيرة وغيرت موقفها في الغالب في وقت لاحق وعادت لزراعته مرة أخرى. ولهذا يقول الخبراء إنه من غير المرجح أن تحظر طالبان زراعة الخشخاش في حالة وصولهم إلى السلطة.
*ارتفاع سعر الأفيون
وفي خطوة غريبة، قال سكان بعض المناطق الرئيسية لزراعة الخشخاش في أفغانستان لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن قادة طالبان الذين يسعون للحصول على قبول دولي بعد الاستيلاء على السلطة، طلبوا من المزارعين التوقف عن زراعة الخشخاش الذي يتم إنتاج الافيون من خلاله، وقد تسبب هذا في ارتفاع أسعار الأفيون الخام في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف السكان وفقا لما ذكرته الصحيفة: أن أسعار الأفيون الخام تضاعفت ثلاث مرات، من حوالي 70 دولارا إلى حوالي 200 دولار للكيلوغرام. وأشار السكان إلى أن سعر الأفيون تضاعف في مدينة مزار الشريف بشمال البلاد، حيث تتم معالجة الأفيون الخام وتحويله إلى مادة الهيروين.
