ركزت الصحف السعودية الصادرة اليوم، الأربعاء، على العديد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والإقليمي والدولي.
وقالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان “واشنطن وحلفاؤها”: “على الرغم من أن تركيز الإدارة الأمريكية الراهنة على الشؤون المحلية أولاً، وعلى العلاقات بين القوى العظمى ثانياً، إلاّ أنها لم تنجح لغاية الآن في خلق استراتيجية شرق أوسطية تضع مصالح حلفائها في عين الاعتبار، ولكي يتم تبديد شكوك حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ومواجهة الخصوم بشكل أفضل، سيتعين على إدارة بايدن القيام بدمج استراتيجياتها الخاصة بكل بلد في نهج شامل لتحقيق أهداف أكبر، من خلال تغيير القناعات ورفض الإذعان للمطالب المستهجنة الإيرانية بخصوص الاتفاق النووي، وإيجاد أساليب مبتكرة لإظهار الالتزام الأمريكي تجاه الحلفاء والأصدقاء في محاربة الإرهاب والهيمنة الإيرانية في المنطقة”.
وأضافت: “لكن المؤسف في الأمر أن سياسة ونهج الإدارة الأمريكية في المنطقة لا يزالا يفتقران إلى استراتيجية شاملة وواضحة للمنطقة بأسرها بعيداً عن الشعارات، استراتيجية فعلية تراعي مصالح حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها، ولا ترضخ لمزيد من العدوان والتوسع الإيراني، ومن دون استراتيجية شاملة وسريعة يشارك فيها الحلفاء، سيساهم الفراغ الناتج عن غيابها في تدهور الوضع في الشرق الأوسط، حيث شهدنا عبث الميليشيات الإيرانية في العراق وسورية واليمن ولبنان، عدا عن مصرع مئات الآلاف من سكان هذه الدول ونزوح الملايين، حيث لم يكن ذلك ليحصل لولا استغلال إيران ووكلائها الثغرات في ظل غياب استراتيجية أمريكية رادعة”.
النهضة السياحية
وذكرت صحيفة "البلاد" في افتتاحيتها بعنوان “النهضة السياحية”: “أولت رؤية المملكة الطموحة اهتماماً كبيراً بقطاع السياحة في إطار تنويع مصادر الدخل واستثمار الإمكانات والموارد الطبيعية الهائلة والوجهات والمواقع الفريدة والتنوع الجغرافي والتاريخي لتحقيق 100 مليون زيارة بحلول عام 2030، تتضمن 55 مليون زيارة من الخارج، و45 مليون زيارة من الداخل مع توفير مليون فرصة وظيفية؛ وزيادة 10% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، لتصبح المملكة من بين أكثر خمسة دول تستقبل السياح على مستوى العالم”.
وأضافت: “هذه الانطلاقات القوية لخارطة السياحة ضمن قائمة الصدارة العالمية، ترتكز على تنمية وإنجازات غير مسبوقة للقطاع الحيوي بمشروعات ضخمة في الدرعية، والقدية والعلا وسواحل البحر الأحمر، وغيرها من المناطق الجاذبة، اتساقاً مع التنمية الشاملة والمتوازنة التي تنتظم جميع المناطق، مما يسهم في توليد الفرص الاستثمارية المجدية للمستثمرين بالداخل والخارج”.
سوق العمل.. المهارة ثم المهارة
وبينت صحيفة “الاقتصادية” في افتتاحيتها بعنوان “سوق العمل.. المهارة ثم المهارة”: “تعد سوق العمل ركيزة أساسية لأي اقتصاد في العالم، لأنها توفر أحد أهم عناصر الإنتاج، فهي القوى البشرية القادرة على تحريك العمل وقيادته، وأن النظرية الاقتصادية تؤكد أن لهذا العنصر سوقا تحدد قيمة قوة العمل فيها من خلال المنافسة، كما أن المنافسة هي الضامن الوحيد للجودة، سواء كانت هذه القوى وطنية أو أجنبية، أو بين القوى البشرية وقوة الآلة، وإذا كانت هناك منافسة وجودة فلا بد من تأسيس تنظيم للسوق، خاصة عندما تصل المنافسة إلى مستويات تؤثر بشكل جوهري في رفاهية الإنسان والمجتمعات”.
وأضافت: “ونلاحظ أن المنظم للاقتصاد السعودي منذ البداية، اهتم بهذا الموضوع بشكل أساسي كدعامة أساسية، وفي وقت كان الاقتصاد الوطني يعتمد فيه على النفط فقط، وكان تطوير الكوادر السعودية يرتكز على ذلك بجهود شركة أرامكو، ثم ظهر القطاع البتروكيماوي ومن ثم جامعة الملك فهد البترول والمعادن، ثم توسع القطاع البنكي والمؤسسات التعليمية، وكلاهما يتطلب تنامي الطلب على الكوادر المؤهلة لهما حتى تشبعت السوق، في وقت كان فيه الاقتصاد العالمي والمحلي يتحركان بشكل قوي نحو قطاعات صناعية وهندسية وطبية ترتكز على الآلة والذكاء الاصطناعي”.
وتابعت: “ولأن الاقتصاد لا ينتظر التعليم فقد تم ملء الفراغ بالعمالة الأجنبية، خاصة في المناصب القيادية والعالية المهارة، ومع التشبع هنا والمنافسة الحادة من الجانب الأجنبي هناك، فإن سوق العمل كانت بحاجة إلى إطار عمل جديد تماما، ولهذا أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، برنامجا جديدا ضمن برامج رؤية المملكة 2030 لتنمية الموارد البشرية من أجل إصلاح الخلل في جانب العرض وتعزيز الطلب على الكادر السعودي المؤهل في قطاعات المستقبل خصوصا”.
واستطردت: “ويختلف برنامج تنمية الموارد البشرية عن كل الجهود السابقة في عدة جوانب، أولها وأهمها أن خطط العمل السابقة كانت مقصورة على مفهوم التوطين، أو السعودة، وكانت المبادرات تعتمد على الضغط النظامي بفرض الغرامات على القطاع الخاص، عندما لا تتحقق نسب معينة في السعودة ودونما معالجة أساسية لجانب العرض من تأهيل وخلافه”.
الخطط المستقبلية.. والقدرات البشرية
وأكدت صحيفة “اليوم” في افتتاحيتها بعنوان “الخطط المستقبلية.. والقدرات البشرية”: “الخطط المستقبلية لبرنامج تنمية الـقدرات البشرية في المملكة العربية السعودية تهدف إلى أن تكون تهيئة أبناء وبنات الوطن للوظائف المستقبلية في مختلف القطاعات الواعدة ومنها الصناعة والتعدين وذلـك من خلال تزويدهم بأحدث المعارف والمهارات العالية التي تتناسب مع نوعية الوظائف المستقبلية، وتركز بشكل كبير علـى مجالات الابتكار والمهارات الـرقمية، ومواءمتها مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وذلـك بهدف رفع كفاءة ومهارات القدرات البشرية في القطاعين بما يتناسب مع نوعية وظائف المستقبل التي تتطلب مهارات خاصة قائمة على التفكير النقدي والتحليل وحل المشكلات والتعليم المستمر، وهو ما يراعيه البرنامج بما يضمن لشباب وبنات الوطن العمل في أي مكان في الـعالـم، بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 الـتي ترتكز علـى تنويع الـقاعدة الاقتصادية وتطوير البنى التحتية والأنظمة والاستثمار في العنصر البشري، وهو ما يحققه برنامج تنمية الـقدرات البشرية المبني على العنصر البشري لقيادة التنمية الوطنية المستدامة”.
وأفادت: “ما أكده وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بأن برنامج تنمية الـقدرات الـبشرية يشكل استراتيجية شاملـة لتنمية الـقدرات الـبشرية، انطلاقا من مرحلة رياض الأطفال مرورا بمرحلة التعليم العام والجامعي والتدريب التقني والمهني، ثم مرحلة الدخول لسوق العمل وحتى مرحلة ما بعد التقاعد التي يشارك في تنفيذها كثير من الجهات الحكومية بالشراكة مع القطاع الخاص وغير الربحي، بما يحقق تكامل الجهود وتعظيم الأثر في تأهيل المواطن لسوق عمل متطور، جميع هذه التفاصيل تأتي ضمن أطر المشهد المتكامل في المملـكة الـساعي لضمان الجاهزية للمستقبل من خلال القدرة على سد احتياجات سوق العمل المتغيرة، بما يؤكد أيضا أن ركيزة النجاح هي تنمية قدرات المواطن لينافس عالميا، وفق طموح وتطلعات رؤية 2030”.