الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر الحاضر دائمًا

28 سبتمبر كان أخر فعاليات القمة العربية الاستثنائية لمناقشة أحداث أيلول الاسود الذي اكتمل سواده برحيل زعيم الامة جمال عبد الناصر الذي لم يحتمل قلبه الشقاق بين الاخوة وهو أحد دعاة فكرة القومية العربية انطلاقاً من إيمانه بأن الدائرة العربية هي أهم الدوائر وأوثقها ارتباطاً بمصر.

وما ان تم علان وفاة الزعيم حتي انطلق النحيب والدموع في كل بيت مصري وعربي وكانت الجنازة المهيبة والدارس لتاريخ الحركة الثورية والاجتماعية في مصر يلاحظ ان المصريون لم يخرجوا إلى الشارع فى العصر الحديث بالملايين إلا مرات قليلة ومعظمها فى عهد ناصر سواء تعبيراعن ثقتهم فيه اوحبا له.

المرة الاولي كانت  عام1956 حينما خرج الشعب بالملايين مؤيدا لقرارناصر بتأميم قناة السويس والثانية لتجديد الثقة فيه عقب اعلان ناصر التنحي بعد هزيمة 67 فجمال عبدالناصر لديهم أكبر من النكسة والثالثة عقب سماعهم خبر وفاة زعيمهم وملهمهم فكان خروجهم امام العالم تاييدا مرتان وتشيعا ثالثة في جنازة اسطورية كانت الاكبر في تاريخ البشرية بهذة الاعداد التي لم يكن يعتادها احد في ذلك الوقت.

ولم يقتصر تشيع ناصرعلي العاصمة المصرية التي اتي اليها المصريون بالملايين  من كل محافظة ومدينة وقرية ونجع وماتم عزاء امام كل بيت وفي كل شارع في انحاء مصر العزاء الذي امتد الي كافة شوراع الوطن العربي غير المصدق لوفاة الزعيم  فخرجوا في مسيرات بالاف البشر يودعون ناصرهم ولا يعرفون ماذا سيفعلون بعده أو أي مصيرٍ سيواجهون في بيروت ودمشق وبغداد والقدس وافريقيا ودول العالم الثالث في اسيا وامريكا والكل يبكي وفاة الزعيم.

ومشاهد لن ينساها التاريخ  فنادرا ما يجتمع العالم علي محبة زعيم فناصر رجل اتسعت همته لآمال أمته وكان انعكاسا صادقا وأصيلاً لضمير الامة قاد نضالها وبات الفارس والمخلص الذي جاء الي مخزون تاريخي اسيرا مقهورا مكبوتا ليحرره من عقد الخوف والتبعية وينطلق به من الامال الحبيسة الي الفضاء الرحب.

فلم يكن جمال عبد الناصر مرحلة بل محورا هاما  فزعامته لم ينتهي بريقها برحيله بل ازدادت قوة واتسع تاثيرها وانتقلت لاجيال لم تعاصره ليس تملقا بل افتتانا بمشروعه السياسي كزعيم مناهض للتبعية ومساند لحركات التحرر في المنطقة وداعم لاستقلال الشعوب فهو الفكرة الحالمة لوطن افضل والنموذج الثوري والاصلاحي الرومانسي لشعوب طامحة الي الخروج من النفق المظلم  لذلك انطبعت صورة عبد الناصر في قلوب ملايين العرب والمصريين  قبل ان تكتب علي صفحات التاريخ .

فالتجربة الناصرية طبعت بصمة خالدة في التاريخ الحديث فمبدعها الخالد شكل حلماً لجميع السياسين المحب له والكاره فظلت الفكرة وصاحبها حاضرة بقوة  في دائرة الضوء بالرغم من مروراكثر من نصف قرن علي رحيله.

اعطي الزعيم الراحل للملايين من المقهورين والمظلومين الكثير حتي ما لم يستطع تحقيقه أعطاهم أملاً وهو مالم يكن يملكه المهمشين من قبل ولان الأمل لايموت فان مانحه لا يموت ايضا ويبقي حيا في وجدانهم  اعطاهم الامل وهم منحوه الخلود .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط