تلمعين كنجمة وكنت صغيرة وتنامين وحيدة.. 3 قصائد لـ موسى حوامدة

خص الشاعر الفلسطيني الكبير موسى حوامدة صدى البلد بـ 3 قصائد لم ينشروا من قبل، وألقاهم في مهرجان جرش الدولي للثقافة والفنون، وأسماهم "القصائد القاهرية"، لأنه كتبهم خلال فترة تواجده بالقاهرة، وإلى نص القصائد:

تلمعين كنجمة الصبح البعيدة

وأنا خلف العتمة أنتظر 

لأقرأ عليك تراتيل النور

وأملأ كأسي من مطرك السري

أشربه قطرةً قطرة

ويداي تتشهيان غيمك البض 

أحسد السماء لأنها تحتويك

لن أفقد الرغبة بتحولي إلى مجرة 

تتخطفك مرة واحدة

أو قبسًا قبسًا من أنوارك 

ثم أعود إلى ما كنت عليه

أبتهج لأني أجد علي يدي آثار بياض خفيف 

وبقايا حليب سماوي

2020-6-4 القاهرة

كنت صغيرة وكنت صغيرا

كنت صغيرة 

وكنت عاقلأ بما يكفي لأبني من لمسة يدك سهلًا فسيحًا وشجرُا كثيفًا 

وظلالًا عميقة تأوينا من عيون المحرومين 

كنت صغيرة لا تعرفين معنى القبلة 

ولا معنى الطيور التي ترفرف في صدري

لكنك وبغريزة حواء الأبدية

منحت لي يدك الصغيرة لأرسم بها وطنًا من عصافير تغرد

شلالًا من صبابات لا تني تتوالد 

حريرًا يمسد شهوة الجبل النافر 

وطيش الوادي الوديع.

كنت صغيرة

وكنت مجنونًا بما يكفي لأجمع الأنهار في يديك 

والبحار في أساورك الفضية 

والنجوم في سمائك الباسمة

كنت صغيرة وكنت صغيرا 

لكني كبرت على يديك أربعين حولًا وبركانا

وصرت مولعًا بتقريب أصابعك من أصابعي 

لن أكشف سر الأصابع الآن 

ولن أبوح للتضاريس بما فعلته يداك الصغيرتان 

ساحتفظ بتلك الغبطة في وهج النار الحمراء 

وأتذكر تلك الأيدي الناعمة 

وهي تكتب على جسدي بخطها المرتعش 

حكمة الحريق الداخلي

للشجر الأخضر الذي كنت أظنه لا يشتعل.

8-5-2020

القاهرة - الجيزة - فيصل

تنامين وحيدة

تنامين وحيدة ورأسك مليء بالصور

رجال مروا من هناك ولم يعلقوا في قبضة الندى

سامحيهم فهم لم يدركوا سر الوردة فيك

لم يتذوقوا حليب نهديك الصباحي

لم يلمسوا حرير يديك وقلبك

لم تطقق أضلاعك بين أيديهم

وتحت أنفاسهم

سامحيهم فهم ذكور مغرورون بلا سبب

طواويس تنفش ريشها بلا هدف

فقاقيع من زبد وكلام

وأنت أجمل من فكرة الأنوثة ذاتها

انت أجمل من قسوة الشهوة

أنت ملاك تواضع فصار جسدًا لامرأة

ورأسًا مليئا بالصور والحسرات.

القاهرة 5-6-2020