الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأمل فى عودة السياحة..حصير الحلف التراثي يقاوم الاندثار أمام منافسة البلاستيك والقماش ..شاهد

حصير من نبات الحلف
حصير من نبات الحلف

قرون عديدة ظل الحصير المصنوع من نبات الحلف، متربعاً على عرش الأدوات المخصصة للجلوس أو النوم عليها، خاصة الفئات التى لم تكن تقوى على شراء أقمشة أو مفارش من القماش، لكن تطور الحياة وبحث المواطنين عن الرفاهية خلال  النوم أو الجلوس بالدواوين والمنازل تسبب فى تراجع أهمية حصير الحلف والبحث عن وسائل أخرى أكثر راحة ورفاهية.

 

 محافظة قنا واحدة من المحافظات التى تنتشر على جوانب الطرقات والترع بالقرى نباتات الحلف بكثافة، ما دفع الكثير لاستثمار هذه النباتات فى عمل مفيد يعود عليهم متقنوه بالفائدة و يخلص المواطنين من نباتات الحلف التى يصفها البعض بـ الشيطانية ، خاصة و أن حصير الحلف يعتبره بعض المواطنين والمتخصصين أنه الأنسب و الأفضل لعلاج آلام الظهر التى باتت لا تفرق بين صغير أو كبير.

محاولة الحفاظ على بقاء حصير الحلف على قيد الحياة يتطلب من صناع الحصير جهداً كبيراً فى صناعة الحصير و ابتكار جماليات وزخارف متنوعة تضفى عليه نوعاً من الجمال لكى يكون مرغوباً من فئات غير تقليدية ، قد تستخدمه فى زخرفة مداخل الكافتريات أو الدواوين العائلية.

 

اندثار وتراجع صناعة حصير الحلف، من أبرز أسبابه المنافسة الشرسة من قبل الحصير البلاستيك الذى يتساوى حالياً فى السعر مع الحلف ، إضافة لسهولة الجلوس على البلاستيك وجماليات الألوان التى يتميز بها، إضافة للمفارش القماش أو الكليم التى باتت أكثر راحة من حصير الحلف، إلا أن السياحة تمثل بارقة أمل لصناع الحصير.


قال محمد شريف " حرفى "، أعمل فى صناعة الحصر منذ 50 عاماً أو أكثر فقد وجدت والدى يعمل فى هذه الحرفة ولم ألتحق بالتعليم ، فوجدت نفسى مضطراً للعمل بها ، وفى البداية كانت حصر الحلف مرغوبة و مطلوبة من الأهالى، سواء لرخص ثمنها أو تماشيها مع طبيعة المنازل البسيطة فى الصعيد، إضافة إلى أن البعض كان يستخدمها لتخفيف آلام الظهر لاحتواء الحصير الحلف على مسام وفتحات وتعرجات طبيعية لا تتوافر فى أى منتج مشابه.

 

و تابع شريف ، العمل فى حرفة و صناعة الحصير الحلف كان بمثابة دخل ثابت للكثير من الأسر التى تمتهن حرفة الحصر والتى كانت تكلف كل فرد فى الأسرة بعمل معينة لاكتمال صناعة الحصير، بعض الأشخاص يعملون فى إحضار نبات الحلف من على جوانب الطرق أو الترع، أو يتولى بعضهم شرائه إذا لم يتاح لهم إحضاره بأنفسهم، وفريق آخر يتولى نقع الحلف فى المياه حتى يكون سهل أثناء العمل.

 

و أضاف شريف، بعده يأتى دور الحرفى أو كبير الصنعه لينسج من نبات الحلف القاسى لوحة فنية رائعة وبساط جاهز للجلوس، ويستغرق هذا الأمر ما بين 5 إلى 6 ساعات يومياً بالنسبة للحجم الصغير، أما الكبير فيستغرق وقت أطول، وقد يحتاج أكثر من شخص للعمل، لشد الحبال التى تتوسط الحصير بشكل جيد.

 

و أشار سيد عبدالرافع "عامل" ، بدأت فى جمع الحلف من على الجسور والطرقات منذ الصغر، وكنت أتعرض للجروح نتيجة قسوة الحلف أو جود مخلفات زجاج يلقيها الأهالى على جوانب الطرق، و فى بعض الأحيان كانت تهاجمنا العقارب أو الثعابين السامة، لكننا مضطرين لاستكمال مهامنا فى هذه الحرفة الشاقة حتى نتمكن من توفير لقمة عيش حلال لنا ولأولادنا.

 

و أضاف عبدالرافع ، ما يعلمه الجميع أن نبات الحلف يصنع منه الحصير فقط ، لكن هناك منتجات أخرى نصنعها من الحلف مثل المقطف وبعض المنتجات البسيطة التى يطلبها المزارعين ، ويتراوح حالياً سعر الحصير من 50 إلى 150 جنيهاً حسب المقاس المطلوب، فصناعة الحصير لا تتم حالياً إلا بناءًا على طلب مسبق ، بعكس الفترة السابقة التى كنا نصنع خلالها كميات كبيرة ونبيعها لأحد الباعة الجائلين  والذى يتولى بيعها فى أماكن متفرقة.

 

و أوضح عبدالرافع، بأن السياحة هى الأمل الوحيد الباقى لصناعة الحصير، فالكثير من الكافتيريات السياحية والمقاهى تطلب صناعة حصر بأشكال و أحجام معينة لوضعها فى الأسقف أو على الجوانب كنوع من الديكور والزينة وهو ما ساهم فى بقاء هذه الحرفة حتى الآن لكن فى أماكن محدودة، بعدما هجرها الكثير من الحرفيين.