سعى أولافشولتس، في فترة عمله نائبًا للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير المالية في الحكومة الألمانية، إلى تسويق صورة المرشح الأوفر حظًا لتولي مقاليد الحكم في ألمانيا، ويبدو أنه قد نجح بالفعل، ولكن السؤال الأهم الآن بعد فوزه بالانتخابات الألمانية “من هو أولاف شولتس؟”.
إنه “لاعب البوكر” الذي سيدخل في مفاوضات شاقة لتشكيل ائتلاف حكومي، حيث أعلن تخليه عن تحالف ميركل “المسيحي الديمقراطي” المحافظ، ودعاه إلى البقاء في صفوف المعارضة.
وُلد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 يونيو 1958، وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي في سن 17، وهو يميل أكثر إلى الأفكار اليسارية للحزب؛ وأصبح محاميا متخصصا في قانون العمل وانتخب نائبا في العام 1998.
وخلال ولايته كأمين عام للحزب (2002-2004) توجب على شولتس أن يشرح كل يوم أمام الكاميرات تفاصيل الإصلاحات الليبرالية غير الشعبية للمستشار غيرهارد شرودر.
وبعد سلسلة من الإخفاقات الانتخابية، تخلى شولتس عن منصب الأمين العام للحزب عام 2004. وفي العام 2007 تسلم وزارة العمل.
وكانت تربطه علاقة قائمة على الثقة مع ميركل التي دعمته علنا عام 2017 بعد الاحتجاجات العنيفة في قمة مجموعة العشرين في هامبورج.
ونجح أولاف شولتس، الذي يسخر منه الناس بانتظام بسبب ملامحه الصارمة وخطبه التي يلقيها بنبرة آلية أكسبته لقب شولتس ومات، بفضل ذلك في وضع نفسه في موقع الصدارة في الانتخابات التشريعية الأحد.
ويعتبر انتعاش الحزب الاشتراكي الديموقراطي في نوايا التصويت غير متوقع بالنسبة إلى حزب كان ينهار قبل عام.
وفي العام 2018، خلف فولفغانغ شويبله المسيحي الديموقراطي في وزارة المال.واختلفت لهجة الوزير عن لهجة سلفه القاسية والواعظة في بعض الأحيان، خصوصا ضد دول جنوب أوروبا. لكنه كان حريصا على عدم تغيير إدارته المالية غير المرنة.
محليا، قد يبدو شولتس المتزوج عضوا في الحزب الديموقراطي الاجتماعي والذي ليس لديه أطفال، متعاطفا جاعلا من الأطفال الصغار والإسكان الاجتماعي من أولويات ولايته في هامبورغ.
لكن رغم أن هذا المسؤول المنتخب رفع ميزانية مدينته بين عامي 2011 و2018 بشكل كبير، فقد بقي متمسكا بمبدئه "نحن لا نعطي إلا ما لدينا".
وقد ساهم موقعه الوسطي في تهميشه داخل حزبه، لدرجة أنه في عام 2019، فضّل الناشطون أن يقوده ثنائي غير معروف نسبيا لكنه يميل إلى اليسار.
وبعد عقد من تراكم الفوائض، تكبدت ألمانيا ديونا جديدة بمئات المليارات من اليورو، في انحياز عن قواعدها الدستورية الصارمة جدا.
وقال شولتس في تعبيره عن معارضة للإعفاء من الضريبة على الثروات الكبيرة التي وعد بها المحافظون مقابل زيادة الحد الأدنى للأجور "كل هذا مكلف، لكن عدم القيام بأي شيء كان سيكون أكثر كلفة".
ورغم نكسة عام 2019، اختار الحزب الديموقراطي المسيحي، أحد أقدم الأحزاب الأوروبية، أولاف شولتز للدفاع عن ألوانه، رغم الانتقادات التي استهدفت الوزير بعد الإفلاس المدوي لشركة فايركارد المالية.
أول مهمة لمستشار ألمانيا الجديد
قال أولاف شولتس، إن بناء اتحاد أوروبي قوي سيكون المهمة السياسية الرئيسية لألمانيا، وأن هذه المهمة ستحدد الاستراتيجية الدولية للبلاد والسياسة الخارجية.
وشارك شولتس وجهة نظره حول علاقات ألمانيا مع الولايات المتحدة، قائلاً إن الشراكة عبر الأطلسي لها أهمية قصوى بالنسبة لبرلين.
وتابع وفقًا لما نقله عنه الإعلام الألماني، قائلا: “الشراكة عبر الأطلسي ضرورية بالنسبة لنا”.
وأضاف أن العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة تخدم مصالح ألمانيا ، وتعهد بضمان الاستمرارية.
واسترسل شولتس، قائلا: "العالم أصبح أكثر خطورة، وعلينا أن نعمل معا، على الرغم من وجود بعض الاختلافات".