نبيلة عبيد.. لماذا التجاهل!

هذا الأسبوع بدء عرض فيلم cry macho بطولة وإخراج أسطورة هوليوود كلينت ايستوود "91 عاما"، لم تتجاهله هوليوود ولم تغلق شركات الإنتاج أبوابها أمامه! ومنذ عامين أيضا كانت تجربة سينمائية هامة حيث جمع المخرج سكورسيزي كبار هوليوود دينيرو وآل باتشينو في فيلم Irishman ، باختصار لم يجبرهم أحد على الاعتزال أو تم تجاهلهم في إنتاجات هوليوود، يتم مشاركتهم باستمرار في أعمال نجوم ونجمات الجيل الحالي أو تصنع أعمال من بطولتهم.
أتحدث معها كثيرا ولكن هذه المرة وجدتها تسألني لماذا هذا التجاهل يا أحمد ؟! وقبل أرد مستفسرا، قالت أعني تجاهلي في العمل  وعدم ترشيحي !؟ انا لم أعتزل ولازلت قادرة على العطاء، ثم قالت ساخرة "دول طفوا النور علي وعلى نجوم زملاء أخرين" أنا مستغربة جدا،  هل هم يخشون من لقب نجمة مصر !؟ لا أعرف، هكذا تحدثت معي النجمة الكبيرة نبيلة عبيد وهي بالمناسبة من النجمات القليلات جدا في السينما اللاتي كنا ينافسن بقوة في شباك التذاكر وتشاهد "طوابير" طويلة من الجماهير امام السينمات وقت عرض أفلامها، وأضيف على المستوى الفني نجحت في تحقيق المعادلة الفنية الصعبة النجاح الجماهيري والنقدي معا وصنعت تنوعا كبيرا ومهما في أفلامها التي تقترب من 90 فيلما، ولذلك هي واحدة من أبرز وأهم نجمات السينما المصرية والعربية في تاريخها.
بالطبع احزنني ما سمعته من واحدة من أفضل ممثلات السينما المصرية في تاريخها بل وصنعت نجومية فريدة كبطلة سينمائية تتصدر الأفيشات. 
نبيلة كانت محظوظة بالطبع حيث ولدت بطلة سريعا في الفيلم الشهير "رابعة العدوية" ورغم صعوبة التجربة نجحت في أن تتطور سريعا وقدمت تنوعا فريدا في شخصيات البطلة السينمائية "الجماهيرية" مستعينه بنصوص لكبار الكتاب وباقتدار تقنع المشاهد بتقديمها الشخصية بأكثر من وجه الراقصة مع الطبال غير الراقصة مع السياسي! قدمت شخصيات المرأة بكل وجوهها، وكانت دائما تبحث عن الجديد ولا تخشى من المغامرة، فنجدها قدمت دور الأم مبكرا وهي في قمة نجوميتها لفتاة شابة بفيلم العذراء والشعر الابيض عام 1983 ونجحت جدا وعادت وقدمته مع يوسف شاهين وفيلم " الأخر " حينما سعت للعمل معه وبالفعل قدمت واحدة من أفضل شخصياتها وتحدثت عن أداءها الصحافة الفرنسية وقت عرض الفيلم في "كان" ممكن القول أنها نجحت في صناعة تاريخ فني متميز وسط نجوم ونجمات السينما المصرية  ولذلك من السهولة أن تذكر عشرات الأفلام المهمة من بطولتها. 
المتابع لأفلام نبيلة عبيد يجد أنها قدمت تنوعا شديدا في أعمالها من النادر أن تكرره بطلة أخرى. 
تميز موهبتها جعلها محط أنظار جميع المخرجين ودائما كانت على قمة ترشيحاتهم ويكفي أنها عملت مع صلاح أبوسيف، يوسف شاهين، عاطف سالم، محمد خان، عاطف الطيب ، حسين كمال، سعيد مرزوق، سمير سيف وغيرهم ، بالتأكيد حلم لأي فنانة أن تكون بطلة لأحد هؤلاء المخرجين، بدون مبالغة هي بطلة سينمائية من النادر أن تتكرر. 
لا أجد إجابة قاطعة على تجاهل صناع السينما الحالية لنجمة مثل نبيلة عبيد ربما كما قالت " صناع السينما " الحاليين يخشون التعامل مع النجوم والنجمات الكبار !؟ ولكن لما لا يبادرون بالعرض عليهم أدوارا في أعمال النجوم والنجمات الشباب ! لماذا أيضا لا يبادر المؤلفين بكتابة أعمال لهؤلاء النجوم والنجمات.