الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النهضة التونسية تستعد للإطاحة بالغنوشي |موجة من الاستقالات والانشقاقات تضرب الحركة

راشد الغنوشي زعيم
راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية في تونس

يوما بعد يوم تثبت حركة النهضة التونسية تفضيل مصلحتها الشخصية على مصلحة الوطن كعادة كل الحركات والجماعات التي على شاكلتها وتنتمي لما يسمى بـ جماعات الإسلام السياسي.

ومنذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد احباط مخطط حركة النهضة لاسقاط الدولة التونسية نتيجة للقرارات الخاطئة التي اتخذتها، وإعلانه تجميد عمل البرلمان، وإقالة الحكومة، وتولي منصب النائب العام في 25 يوليو الماضي، والحركة لا تتوقف عن التشكيك في قرارات الرئيس ودعوة أنصارها لإشاعة الفوضى في البلاد.

وفي هذا الإطار شهدت شوارع العاصمة التونسية، تظاهرات  دعت لها حركة النهضة في خطوة للانقلاب على قرارات الرئيس قيس سعيد وإدخال البلاد في حالة من الفوضى والعودة بها إلى المربع صفر وزعزعة الاستقرار والأمن الداخلي.

ولم تكتفي حركة النهضة بهذه الخطوة بل شرعت في الإعداد للتخلص من زعيمها راشد الغنوشي في إطار تصحيح مسارها الخاطئ بعد الصفعة التي وجهها لها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو الماضي.

كما ارتفع إجمالي عدد أعضاء حركة النهضة الذين تقدموا باستقالاتهم إلى 131 عضوا، بينهم قياديون، وذلك بعد أن تقدم 18 عضوا آخر باستقالاتهم، حيث حمل المستقيلون من حركة النهضة قيادتها، وخاصة رئيسها راشد الغنوشي مسؤولية تردي الأوضاع في الحركة.

وكان من بين موقعي بيان الاستقالة، قيادات من الصف الأول، على غرار عبد اللطيف المكي وسمير ديلو ومحمد بن سالم، وعدد من أعضاء مجلس النواب المعلق مثل جميلة الكسيكسي والتومي الحمروني ورباب اللطيف ونسيبة بن علي.

كما شمل البيان عددا من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي مثل آمال عزوز، وبعض أعضاء مجلس الشورى الوطني ومجالس الشورى الجهوية والمكاتب الجهوية والمحلية.

وعن الأسباب التي دفعت هؤلاء الأعضاء للاستقالة، فهي «الاعتراف بالفشل في إصلاح الحزب من الداخل، والإقرار بتحمل القيادة الحالية المسؤولية عما وصلت إليه الحركة من عزلة».

سقوط مشروع النهضة 

وفي هذا الصدد قال منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إن ما تشهده حركة النهضة التونسية من هزات واستقالات وتهم بعدم القدرة على الإصلاح، تأكيد لـ سقوط مشروع الإخوان المسلمين.

وتابع أديب في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد هي انعكاسا حقيقيا لحركة الشارع ومطالب الشعب التونسي، لافتا: «قرارات الرئيس ترتب عليها قرارات اخرى لها علاقة بالبنية الداخلية لحركة النهضة، ومنها استقالة أكثر من 131 عضوا من الحركة ومبرراتهم في ذلك، أنه يصعب الإصلاح داخل الحركة وأن الحزب أصبح عبئا على الحياة العامة في تونس».

أهداف نزول النهضة للشارع

وأضاف: «الآن نتحدث عن سقوط جديد للنهضة ولكن داخل الحركة نفسها، وأن هناك العديد من أعضائها وقياداتها حكموا على الحركة أنها فاسدة سياسيا وليس لديها ما تستطيع أن تقدمه للشعب التونسي، لذلك استقال 131 عضوا من الحركة».

ولفت أن «المشهد في تونس لن ينتهي عند استقالة أعضاء الحركة الإخوانية بل سيتطور إلى سقوط أكبر للإخوان وسيكون هناك محاكمات لقيادات الإخوان المصرة على إثارة الشارع وزيادة حالة الاحتقان في تونس».

وأكد أن «خروج أنصار حركة النهضة إلى الشارع التونسي لا يهدف فقط إلى العودة للحكم وإنما الهدف الأكبر لهم إسقاط الرئيس قيس سعيد والمؤسسات التونسية».

وأشار إلى أن حركة النهضة الإخوانية أدركت أن عودتها إلى الحكم لن تتم إلا من خلال مشروع جديد، وهو الدخول في صدام مع مؤسسات الدولة التونسية، وبدأت ملامح هذا الصدام مع المظاهرات التي خرجت في تونس.

الاستقالات ليست الأولى

ولم تكن استقالات أعضاء حركة النهضة الأولى من نوعها، فـ الحركة تشهد انشقاقات منذ عامين، إلا أن الوضع هذه المرة مختلف عن السابق، كون عدد المستقيلين كبيرا.

وقد تنال هذه الخطوة من بنية حركة النهضة وتساهم في تفككها، وتطرح تساؤلات بشأن قدرة هذا الحركة على الصمود أكثر والاستمرار في المشهد السياسي بتونس.