الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيهاب كاسب يكتب: هكذا تغيرت استراتيجيات النجاح بسبب كورونا

صدى البلد

كورونا الذي لم يستطع أحد أن يوقفه حتى الآن، جعلنا نهرول ففقدنا شيء من التوزان، لكن استطعنا خلال وقت وجيز أن نعيد ترتيب أوراقنا وتنظيم صفوفنا مرة أخرى، الأمر الذي جعلنا نحول الجائحة والمحنة إلى منحة كبيرة، فحققنا خلالها المزيد من الإنجازات والنجاحات، والمتمثلة أولًا في إعادة اكتشاف النفس والأمور، والاهتمام بالمواهب والاستفادة من الوقت باستثماره، والأهم من ذلك هي مساحة الوقت المفقودة والتي أعدناها لمنازلنا وأسرنا وأصدقائنا مرة أخرى، فبعضنا عاد للقراءة وآخرون تعلموا عبر الانترنت، لكن الكثير وجد لأسرته الوقت الذي لم يكن متاحًا قبل أشهر قليلة، لذلك فلا أعتبر المكاسب من الجائحة مادية فحسب مثلما حققه العاملون في القطاعات المنتجة والمتاجرة في أدوات الواقية والخدمات الطبية المختلفة وإنما في مجمل هذه التغيرات التي حدثت لنا جميعًا في تفاصيل يومنا واهتمامتنا التي تغيرات جذريًا.

قبل نحو عشرة أعوام كنت أحرص على قراءة الصحف الدولية والمحلية يوميًا، وفي مساء اليوم أخذ رحلة مع فنجان قهوتي السادة، في كتاب من كتب السياسية أو التنمية الذاتية أو إحدى الروايات، ثم تغير الحال، وفقدت هذا الوقت بسبب ضغط العمل، فبقيت بلا قراءة لفترة كبيرة، الآن عُدت إلى هذه الرحلة الممتعة مرة أخرى، بل زاد عليها كتابة المقالات التي كنت قد توقفت عنها لسنوات كثيرة، ثم التوسع في تنفيذ برامج التدريب المتخصصة لطلاب الجامعات والشباب من العاملين في مجال العلاقات العامة، بهدف تمكين الشباب من الأدوات الأساسية للعمل في مجال العلاقات العامة عملًا بمقولة «خيركم من تعلم العلم وعلمه».

رسالتي في هذا المجال هي التطوير من أجل التأثير، أي صناعة القيمة المضافة على كل ما نفعله في الحياة سواء أفراد أو مؤسسات، والمؤثرة في حياة من حولنا وكذلك الفئات المستهدفه من خلال ما نقدم من خدمات ومنتجات وأفكار، القيمة هي أن تترك أثرًا في حياة الآخرين، حتى المنتجات، فلا يجب على الشركات وفق استراتيجيات التسويق الحديثة وخطط العلاقات العامة المتطورة أن تعمل من أجل تحقيق الربح المادي فقط، بل يجب عليها أن تبحث عن القيمة التي يمكن أن تضيفها لحياة المستهلكين من خلال ما تقدم من خدمات ومنتجات، وهو بطبيعة الحال سيقودها لتحقيق بل ومضاعفة مكاسبها المالية.


استراتيجية التسويق في ظل جائحة فيروس كورونا تطورت كثيرًا وتغيرت، خاصة بعد توغل الانترنت بشكل أكبر في تفاصيل حياتنا اليومية، فلا يمكن الآن تجاهل ما يمكن نشره على الانترنت، سواء عبر الحسابات الرسمية للمؤسسة ذاتها والعاملين فيها أو ما ينشره المستهلك بشكل مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي"السوشيال ميديا"، دون النظر إلى حجم التفاعل على هذه المنشورات التي تعد أحد أشكال التأثير المباشر في بناء أو هدم الثقة بين الشركات والمؤسسات وبين الجمهور الحالي والجمهور المستهدف.

لذلك، وفي ظل ما نواجه من تحديات، فلابد على الشركات عمومًا والشركات الصغيرة ورواد الأعمال خصوصًا التركيز أثناء وضع استراتيجيات بناء الهوية والعلامة التجارية وصياغة الصورة الذهنية الإيجابية الاهتمام بأدوات التسويق الحديثة، ليس فقط بإنشاء حسابات وصفحات رسمية وموقع الكتروني وانما بخلق مجتمع افتراضي تستطيع من خلاله هذه الشركات أن تجد المساحات المباشرة للحديث مع جمهورها، فهؤلاء هم الرصيد الحقيقي لأي علامة تجارية، خاصة إن كانت في مهدها، والاستماع لهم ولأفكارهم وملاحظاتهم ومشكلاتهم قد يساعد الشركات على سرعة النمو من خلال فهم دقيق لاحتياجات عملائهم.