تحديد النسلأوضبط النسل، ويُعرف أيضاً بـ"منع الحملوتنظيم الخصوبة،وتنظيم النسل"، هي وسائل أو أجهزة تستخدم لمنعالحملأو تقليل احتمالات الحمل، ويُطلق على التخطيط لوسائل تحديد النسل وتوفيرها واستخدامها"تنظيم الأسرة".
تُستخدم وسائل تحديد النسل منذ زمن بعيد، إلا أن الوسائل الفعالة والآمنة لم تتوفر إلا بحلول القرن العشرين، وتعمد بعض الثقافات إلى الحد من الاستعانة بوسائل تحديد النسل حيث تعتبره أمراً غير مرغوب أخلاقياً أو سياسياً أو دينياً.
حُدّد يوم26 سبتمبركيومٍ عالمي لوسائل منع الحمل، ويكرّس هذا اليوم لزيادة الوعي وتحسين التعليم حول الصحة الجنسية والإنجابية، وهو ما يتوافق مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحديد النسل والاكتفاء بطفلين فقط.
الرئيس: تحديد النسل لن يُحل بقانون
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، ردا على سؤال حول سن قانون لتحديد النسل: "إن الموضوع لن يُحل بقانون ولو كان الحل في التشريع لأصدرنا القانون من سنوات، فهناك دول سنت قوانين لتحديد النسل ونجحت بسبب الثقافة السائدة في تلك الدول، واحترام المجتمع للقوانين.
وتسائل الرئيس، إذا أصدرنا قانونا لتحديد النسل في مصر، هل سيتم تنفيذه على الأرض؟، ولو قصرنا الدعم على طفلين فقط في كل أسرة، فما مصير الباقي في متطلبات حياتهم الأساسية، من غذاء وتعليم؟، مستدركا أن هناك بطاقات تموين بها أكثر من 10 أفراد، مطالبا وسائل الإعلام بضرورة إلقاء الضوء على مثل تلك القضايا لتشكيل الوعي فيما يتعلق بقضية تحديد النسل من أجل حياة أفضل لأطفالنا ومستقبلنا، وكرر الرئيس جملته المعتادة: بتسألوني عن التعليم وأنا بسألكم عن تحديد النسل.
تنظيم النسل في الدول النامية
في الدول النامية، توجد 222 مليون سيدة ممن يرغبن في تجنب حدوث الحمل لا يستخدمن وسائل حديثة لتحديد النسل، لكن استخدام وسائل تحديد النسل عموماً فيالدول النامية خَفَض عددحالات الوفيات بين الأمهات أثناء الحملبنسبة 40% "أي نجاة ما يقرب من 27,000 أم من الوفاة عام 2008"، وكان من الممكن رفع هذه النسبة إلى 70% إذا تمت تلبية الطلب الكلي على وسائل تحديد النسل، ويمكن أن تحسّن وسائل تحديد النسل نتائج عمليات الولادة عند الإناث البالغات وعلى زيادة فرص بقاء المواليد على قيد الحياة،كلما زاد استخدام النساء لوسائل تحديد النسل في العالم النامي، كلما تحسّن مستوى الدخل والوضع الصحي بما فيهوزن الجسم، اضافة إلى تحسّن المستوى التعليمي والصحي لأطفالهن، ويُساعد استخدام وسائل تحديد النسل على رفع كفاءةالنمو الاقتصادي، حيث ينخفض عدد الأطفال المُعالين، ويشارك عدد أكبر من السيدات ضمنالقوى العاملةبالإضافة إلى خفض استهلاك الموارد النادرة.
تنظيم النسل من المنظور الديني
من جانبه، أكد مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، على أهمية استخدام وسائل تنظيم النسل، مشيرا إلى انها ليست شيئا مستحدثا في العصر الحديث، موضحا أنوسائل تنظيم النسلكانت حاضرة منذ العهد النبوي، حيث كان الصحابة يطبقون "العزل"، الذي لم ينههم النبي عنه.
وتابع علام، أن تنظيم النسل لا حرج فيه قياسا على "العزل" الذي كان معمولا به في العهد النبوي وما بعده، مؤكدا أن "الفتوى فيدار الإفتاء المصريةاستقرت على أنتنظيم الأسرة من الأمور المشروعة، وكذلك التماس الوسائل الطبية للإنجاب إذا كانت هناك أسباب تمنع ذلك، وأكدت عبر صفحتها الرسمية، أن القائم بتنظيم النسل أو مؤيده "ليس متدخلا في قدر الله أو معترضا عليه لأنه من باب الأخذ بالأسباب، مشددا على أن الشريعة الإسلامية تدعو دائما للتوازن بين عدد السكان وتحقيق التنمية، حتى لا تؤدي كثرة السكان إلى الفقر.
ولفت إلى أن النصوص الشرعية تدعم هذا التوازن، دام الغرض منه المحافظة على صحة المرأة، أو تهيئة الجو المناسب لتربية الأولاد، إذا اتفق على ذلك الزوجان وارتضياه لمصلحة الأسرة، مشيرا إلى أن استناد بعض المعارضين إلى عدد من النصوص من القرآن والسنة للقول بمنع تنظيم الأسرة "استناد غير صحيح"، لأنهم لم يفهموا هذه النصوص على حقيقتها، بل إن جمهور الفقهاء للمذاهب الأربعة متفقون على جواز تنظيم النسل مع الاختلاف في بعض الشروط بينهم.
حقائق حول وسائل منع الحمل
على الرغم من أهمية وسائل منع الحمل، إلا أنه يتخللها عدد من الخرفات والشائعات الخاطئة، وهو ما وضحه عدد من الأطباء للوصول إلى مرحلة الأمان.
أولا.. يمكن للمرأة المرضعة أن تكون حاملا، إذا كانت ترضع طفلها رضاعة طبيعية، لأن الرضاعة الطبيعية تزيد من مستويات الهرمون الذي يكبح التبويض، وبالتالي، صحيح أن الحمل يكون نادرا في غضون أول 6أشهر بعد الولادة، لكنه لا يمنعه بنسبة 100%.
ثانيا.. يعتقد الكثير من الناس أن أفضل أشكال منع الحمل هو اقتصار العلاقة الزوجية فقط خلال الأيام الآمنة قبل الدورة الشهرية، ولكن هناك دائمًا هامش للخطأ في هذه الطريقة، لأنه من الصعب جدًا تحديد فترة التبويض الصحيحة للمرأة بدقة، نظرًا لأن دورات الحيض قد تختلف من شهر لآخر، من ناحية أخرى الحيوانات المنوية يمكن أن تعيش داخل جسم المرأة لمدة تصل إلى 5 أيام، ويمكن بسهولة الحمل في الأيام التي سبقت الإباضة.
ثالثا: حبوب منع الحمل لا تمنعه 100%، فالأمر يحتاج إلى 7 أيام على الأقل لبدء عملها، لأنها تحتوى على هرمونات ترتبط بالهرمونات الطبيعية للمرأة لمنع التبويض، لذلك يجب دائمًا استخدام تقنية إضافية مثل الواقي الذكري لمنع الحمل غير المرغوب فيه.
رابعا: استخدام وسائل منع الحمل لا يسبب زيادة الوزن، صحيح أن موانع الحمل الفموية يمكن أن يكون لها بعض الآثار الجانبية، ولكن هذه ليست هي نفسها بالنسبة للجميع، أيضًا، لم يتمكن العلماء حتى الآن من إثبات أي صلة بين استخدام موانع الحمل الهرمونية الفموية وزيادة الوزن.
خامسا: لا توجد وسيلة منوسائل منع الحمل تجعل الرجل يعاني من العقم، هذه أسطورة أخرى مرتبطة بتحديد النسل، حيث تساعد وسائل منع الحمل على منع غير المرغوب فيه، ولكن عندما تكون مستعدًا لإنجاب أطفال، فما عليك سوى التوقف عن استخدامها.