الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بكوفيد-19

تلوث الهواء أصبح الآن أحد أكبر التهديدات البيئية لصحة الإنسان ويتسبب سنويا في 7 ملايين وفاة مبكرة.  إلى جانب تغير المناخ، يعد تلوث الهواء أحد أكبر التهديدات البيئية لصحة الإنسان. تلوث الهواء الداخلي أخطر بكثير من تلوث الهواء الطلق.  ينجم عن التعرض للهواء الملوث داخل المنزل 3.8 مليون حالة وفاة مبكرة سنويا.ً تتسبب الجسيمات التي تُستنشق من الهواء الملوّث داخل المنزل في نسبة تزيد على 50% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسبب الالتهاب الرئوي.
تبين حديثًا أن مرضى كوفيد-19 الذين يحتاجون إلى عناية مركزة وأجهزة التنفس الصناعي كانوا أكثر عرضة للعيش في أحياء ذات مستويات تلوث هواء أعلى. التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بكوفيد-19،و يزيد  من خطر الوضع على جهاز التنفس الصناعي ثلاث مرات ، و يضاعف احتمالات الإقامة في وحدة العناية المركزة. يشير مؤشر PM2.5 إلى الجزيئات الصغيرة في الهواء التي يبلغ قطرها أقل من 2.5 ميكرومتر. ويرتبط هذا النوع من التلوث بحرق الوقود الأحفوري وينطلق من محركات ومصانع السيارات.
يسبب التعرض طويل الأمد للهواء الملوث إلى أمراض الرئة والربو وزيادة خطر الوفاة بسبب الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي، علاوة على أنه يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بحالات كوفيد الحادة. تعتبر أمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية من أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة المبكرة التي تنجم عن تلوث الهواء. هناك أدلة تظهر أيضا على تأثيرات أخرى لتلوث الهواء على مرضى السكري وحالات التنكس العصبي.
تلوث الهواء عامل خطورة بالغ الأهمية للإصابة بالأمراض غير السارية. تقر منظمة الصحة العالمية بأن تلوث الهواء هو عامل خطورة بالغ الأهمية للإصابة بالأمراض غير السارية في إقليم شرق المتوسط، متسبباً في أكثر من ربع الوفيات من البالغين: 45% من مرض الانسداد الرئوي المزمن؛ 30% من سرطان الرئة؛ و28% من أمراض القلب، و25% من السكتة. ويتسبب تلوث الهواء أيضاً في 52% من الوفيات الناجمة عن الأمراض السارية مثل التهابات الجهاز التنفسي السفلي الحادة.
جزيئات ملوثات الهواء الصغيرة قد تعمل كحوامل لفيروسات الكورونا، مما يساعده على الانتشار بشكل أسرع في المناطق الملوثة. في أمريكا ، وجد أن المصابين بكوفيد-19 الذين يعيشون في مناطق ذات حركة مرور كثيفة ومياه صرف صحي ملوثة كانوا أكثر عرضًة للوفاة في المستشفى. هناك حاجة ماسة لتوجيه السياسات وحماية البيئة، لتقليل تأثير كوفيد-19 في المجتمعات عالية التصنيع.
ارتبط التعرض لملوثات الهواء سابقًا بالعدوى الفيروسية التنفسية، بما في ذلك الأنفلونزا والحصبة والنكاف وفيروس الأنف والفيروس المخلوي التنفسي. بينت الدراسات الوبائية أيضًا أن التعرض لتلوث الهواء مرتبط بزيادة حالات عدوى فيروس الكورونا المسبب مرض كوفيد-19، والوفيات الناجمة عنه.
التأثير المحتمل لتلوث الهواء في مرضى كوفيد-19 يشمل التعرض لثاني أكسيد النيتروجين (NO2) والأوزون (O3) والجسيمات العالقة في الهواء الجوى. التعرض للملوثات قد يؤثر على مراحل مختلفة من دورة حياة فيروس الكورونا المستجد ، بما في ذلك إعاقة عمل الأهداب التنفسية، و زيادة المستقبلات الخلوية لفيروس الكورونا، و زيادة الإنزيمات المطلوبة لدخول الفيروس الخلايا ، وقلة إنتاج المضادات المناعية للفيروسات، و تعزيز تكاثر الفيروس داخل الخلايا المصابة ، و انخفاض نشاط الالتهام الذاتي للفيروس داخل الخلايا،     وقلة فرص التهام الخلايا المناعية للفيروس،وتعزيز زيادة نفاذية الخلايا الطلائية التنفسية للفيروس مما يسبب انتشار الفيروس لخلايا  سليمة .التعرض للملوثات الجوية يحرف الاستجابات المناعية ضد البكتيريا و الحساسية. يمكن أن يؤدي التعرض لملوثات الهواء أيضًا إلى تضليل مناعة المصابين لتولد استجابة مناعية مفرطة وتتحول لما يشبه النيران الصديقة مما يعزز التهاب الأنسجة الناجم عن الفيروس وتلفها.
تلوث الهواء يزيد من احتجاز الأطفال فى المستشفيات. أمراض الجهاز التنفسي السفلي هي أكثر الأسباب شيوعًا لاحتجاز الأطفال فى المستشفيات فى جميع أنحاء العالم، خاصة البلدان النامية. ترتبط المستويات اليومية لتلوث الهواء بأمراض الجهاز التنفسي السفلي. أغلب ملوثات الهواء الجوى ترتبط بشكل إيجابي مع الحاجة لاحتجاز مرضى الربو فى المستشفيات خاصة الرضع والأطفال أقل من خمس سنوات، مما يعنى أن كلما زاد تلوث الهواء كلما امتلأت المستشفيات..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط