الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا.. العودة الحتمية

عند الحديث عن القارة الأفريقية تكون الصورة الذهينة مرتبطة ببعض المظاهر التي تميز قارتنا عن غيرها من قارات العالم ، وأيا كانت تلك المظاهر فهي تعبر عن خصوصية القارة في جميع النواحي السياسية والثقافية والاقتصادية وكافة الأنشطة الأخري لكن في الغالب الثابت في تلك الصورة يذهب إلي العادات والتقاليد الأفريقية وكذلك حالة الفقر والعوز وانتشار الصراعات والأمراض في معظم ربوع القارة علي الرغم من الجهود المبذولة من قبل الأنظمة السياسية للتغلب علي تلك المشاكل ولكن هذه الجهود تنقصها الارادة الحقيقية للوصول إلي التنمية التي غابت كثيرا ، أما عن بقية المظاهر فالحديث عنها يطول ولكنها بداية للوصول إلي الكثير من المعرفة عن قارتنا التي تستحق منا الكثير من الاهتمام بحكم الانتماء وكونها تمثل العمق الاستراتيجي لمصر ، وسيتم تناول العلاقات المصرية الأفريقية في قالب عام وكذلك التجمعات الإقليمية وعلي مستوي العلاقات الثنائية بما يؤدي في النهاية إلي فهم تلك العلاقات وطبيعتها بما يحقق المصالح المصرية الأفريقية علي كافة المستويات بما يؤدي إلي تبني شراكة فاعلة مع القارة ومنظماتها الإقليمية وكذلك علي مستوي العلاقات الثنائية.

تتبني الادارة المصرية الحالية إطارا تعاونيا واضحا مع دول القارة بل يمثل هذا الاطار ركيزة النظام السياسي المصري في علاقاته بالمحيط الإقليمي والدولي من أجل الوصول إلي حالة التأثير أو العودة للتأثير علي مستوي القارة الأفريقية وعلي صعيد العلاقات الثنائية بعد غياب طويل نسبيا منذ حقبة التسعينات التي شهدت تراجعا للدور المصري داخل القارة ، كما تتبني الوصول إلي حالة التأثير والفاعلية في العلاقات مع الدول وسط ادراك حقيقي بالتنافس الإقليمي والدولي في ربوع القارة ، هذا التنافس الذي يرجع إلي عصور قديمة بداية من الكشوف الجغرافية واستعباد الأفارقة الذين تم شحنهم في مراكب الاتجار بالبشر لاعمار العالم الجديد وبناء وتشغيل المصانع في الدول الكبري آنذاك ، ثم بدأت حقبة الاستعمار التي شهدت حضور الدول بمعداتها العسكرية ونيران المدافع التي حولت القارة إلي مخزون للموارد الطبيعية التي هي أساس تشغيل مصانع الغرب عقب الثورة الصناعية ، وحتي مع رحيل هذا المستعمر بشكله التقليدي ومعداته لم تزل التبعية للأصل الاستعماري وهو ما نراه في كافة الأنشطة الثقافية والسياسية والاقتصادية وسيادة لغة المستعمر والانكشاف الاقتصادي والتبعية السياسية وخاصة بعد رحيل آباء الاستقلال.

وفي ظل هذا التوجه نحو القارة ينبغي التأكيد أن الوصول إلي دول القارة يعتبر أحد التحديات أمام صانع القرار المصري لارتباط ذلك بمصالح دول إقليمية ودولية استطاعت التوغل داخل القارة وتعظيم العلاقات علي كافة المستويات وينبغي أن نصل إلي أهداف نحددها سويا نحن الأفارقة لتحقيق الأمن والتنمية والوصول للتكامل الإقليمي الذي سيضمن لنا فاعلية الدور الأفربفي علي المستوي الدولي وخصوصا في وسط عالم متغير ويشهد الكثير من التغيرات علي كافة المستويات مما يؤدي إلي حتمية الوحدة والتكامل لمواجهة تلك التغبرات وحتي لا نستمر في سلسلة المعاناة التي امتدت طويلا.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط