الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنجيلا ميركل ..حكاية نادلة حكمت ألمانيا 16 عاما |ونصيحة غيرت مجرى حياتها

أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل

قالت أنجيلا ميركل ذات يوم، إن «الحياة بدون أزمات ستكون بالطبع أبسط، لكن عندما تظهر، لا بد من التغلب عليها»، مضيفة أن «هذه الأزمات التي يأتي الكثير منها من الخارج تُظهر أن الألمان جزء من كلّ عالمي».

مقولة ميركل لم تأتي من فراغ أو من فترة توليها منصب المستشارية طوال 16 عاما «2005 - 2021» في دولة ذات تاريخ عريق مثل الدولة الألمانية، ولكن جاءت من التجارب والسنوات الصعاب وكم الأزمات التي واجهتها منذ نعومة أظافرها.

وفي التقرير التالي نرصد بعض من المحطات الصعبة التي عاشتها المرأة الأقوى في أوروبا بل والعالم سواء في طفولتها أو في شبابها قبل أن تلتحق بالعمل السياسي:

الانتقال إلى الشرق الشيوعي 

ولدت ميركل باسم أنجيلا دوروتيا كاسنر في عام 1954، في بلدة هامبورغ، بألمانيا الغربية، وانتقلت إلى الشرق الشيوعي بعد ولادتها بـ6 أسابيع، وكان والدها الذي عمل قسا قدم إلى الغرب من الشرق ولكن عمله أعاده إلى الشرق مرة أخرى خلال عهد ما قبل بناء سور برلين حيث كانت مثل تلك الانتقالات عادية. 

وخلال طفولتها تعلمت أنجيلا بسرعة كيف تتحدث ولكنها استغرقت وقتا أطول لتعلم المشي، وظلت ميركل لفترة طويلة تخشى النزول على السلالم أو المنحدرات، وقالت ميركل عن هذا الأمر: «كنت أتحول إلى حمقاء للغاية عندما يتعلق الأمر بالتحرك، اضطر والداي أن يشرحا لي كيف أهبط منحدرا، وكان عليً أن أفكر في داخلي في الأشياء التي يمكن للشخص العادي أن يفعلها بشكل تلقائي واتمرن عليها».

ورطة بسبب عمل والدها

وفي صغرها واجهت أنجيلا ميركل التي كانت تبلغ من العمر 6 سنوات عندما بني حائط برلين في عام 1961 مشكلات في الشرق الشيوعي وهي الدولة الملحدة وذلك لأن والدها كان قسا، حيث نصحها أحد الأصدقاء بإخفاء عمل والدها تجنبا للمشكلات «أبلغي الناس أنك ابنة سائق».

وكانت والدتها تعمل في تدريس اللغتين الإنجليزية واللاتينية في ألمانيا الغربية ولكنها منعت من العمل بسبب ذلك وبسبب عمل زوجها في الكنيسة، وحثت الوالدة ابنتها على التفوق في المدرسة «وإلا فإنهم لن يسمحوا لك أبدا بدخول الجامعة». 

تخرجت ميركل من المدرسة الثانوية بدرجات متفوقة، وقالت أنها «كانت ترغب في أن تصبح معلمة ولكنها حرمت من ذلك بسبب والديها».

دراسة الفيزياء وتغير حلمها

وسمح لأنجيلا بدراسة الفيزياء وتركت منزلها في تيمبلين شمالي برلين وانتقلت إلى لايبزيج، حيث تغيرت حياتها «لم تقض كل وقتها في دراسة الفيزياء، فقد استمتعت بالحياة الطلابية مع الزملاء ومن خلال الرحلات والعمل بالوظائف الجزئية».

وتزوجت أنجيلا من زميل لها يدعى أولريش ميركل في عام 1977، كان يبلغ من العمر 24 عاما بينما كانت هي تبلغ من العمر 23 عاما. 

وفي إشارة نادرة إلى زواجها من الرجل الذي لا زالت تحتفظ باسمه حتى الآن قالت ميركل: «يبدو ذلك حمقا، لكنني لم اتجه الى الزواج بالدرجة الكافية من الجدية».

ولم تنخرط ميركل في الحياة السياسية إلا بعد سقوط حائط برلين في عام 1989، حيث عملت في البداية في المساعدة في ربط أجهزة الحاسوب في مكتب حزب ديمقراطي جديد، ثم التحقت فيما بعد بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل شهرين من توحيد ألمانيا.

عمل ميركل في ملهى ليلي

عملت أول مستشارة في تاريخ ألمانيا أثناء دراستها الفيزياء كنادلة في إحدى الحانات، وكانت ميركل خلال مرحلة المراهقة الطالبة الأولى على مدرستها وكانت ترغب في أن تصبح معلمة، لكن هذا الحلم تبدد بعدما اعتبرت الحكومة الشيوعية أسرتها مشتبها بها، لذلك فقد درست الفيزياء ومارست عملا لبعض الوقت في حانة.

قالت ميركل: «نعم، عملت نادلة في حانة، كنت أحصل على أجر يتراوح بين 20 و30 فينينج "عملة ألمانية" عن كل مشروب أبيعه وهذا منحني دخلا إضافيا تراوح بين 20 و30 ماركا في الأسبوع، وساهم إلى حد كبير في دفع الإيجار».

وأضافت ميركل التي درست في لايبزيج من عام 1973 وحتى عام 1978، قائلة: «مع الأخذ بعين الاعتبار أن أجري كان 250 ماركا قرابة "15 دولارا" في الشهر، فقد كان هذا الدخل الإضافي هام للغاية».

انخراط ميركل في السياسية 

وحصلت ميركل على درجة الدكتوراة في برلين الشرقية عام 1986 تحت أشراف البرفسور يواخيم زاور الذي أصبح فيما بعد زوجها الثاني، وتحتفظ ميركل بكثير من التفاصيل الغامضة حول حياتها الخاصة حتى بعد صعودها المفاجئ من متحدثة باسم آخر حكومة في ألمانيا الشرقية في عام 1990 إلى زعيمة الحزب المحافظ في عام 2000، وصولا الى المستشارية في نوفمبر 2005.

وتم بشكل جيد توثيق التفاصيل الأساسية لسيرة ميركل الذاتية منذ تركها الحياة الأكاديمية في برلين الشرقية وانخراطها في العمل السياسي خلال الأيام المثيرة التي شهدت توحيد ألمانيا في عام 1990، لكن لم يتكشف سوى القليل عن حياتها قبل ذلك.