افتتح وزير الثقافة علي العايد اليوم الخميس، معرض عمان الدولي للكتاب 2021، الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، وأمانة عمان الكبرى ضمن احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية وفق الاشتراطات الصحية.
ويحتفي المعرض الذي تستمر فعالياته حتى الثاني من أكتوبر المقبل في قاعة عمان الدولي للسيارات - طريق المطار هذا العام بالشاعر الأردني الراحل مصطفى وهبي التل "عرار" الذي تم اختياره من قبل اللجنة الثقافية للمعرض شخصية المعرض الثقافية للعام2021، حيث ستقام ندوة خاصة بمشاركة عدد من الأدباء تبرز دور الشاعر في إثراء الحركة الشعرية.
كما خصص المعرض الذي حافظ على شعار "القدس عاصمة فلسطين" لهذا الدورة، كما في الدورات الماضية، ندوة أخرى ضمن البرنامج الثقافي حول "القدس في التوثيق الدرامي" تأكيداً لموقف الأردن، قيادةً وشعباً، في رفض المخططات التي تستهدف عروبة القدس والوصاية الهاشمية.
وتشارك في المعرض أكثر من 360 دار نشر محلية وعربية ودولية من 20 دولة بشكل مباشر، وعبر التوكيل، ومن الدول المشاركة إضافة إلىالأردن، وفلسطين، ولبنان، والسعودية، وقطر، والإمارات، وعُمان، والعراق، وسوريا، والكويت، والمغرب، وتونس، ومصر، والسودان، وتركيا،واميركا، وكندا، وبريطانيا، والهند، وايطاليا، والصين.
ويقام ضمن فعاليات المعرض الذي تم اعتماد شعار المئوية شعارا رسميا له، برنامج ثقافي منوع يحتفي بمئوية تأسيس الدولة الأردنية،يتضمن أمسيات شعرية، وقصصية وفعاليات شبابية، إضافة إلى ندوات خاصة حول واقع الثقافة والإعلام في الأردن خلال مئة عام،والتحديات التي تواجه صناع النشر ومستقبلها، ودور الجوائز الأدبية في تنشيط حركة النشر، كما سيتم تكريم الرواد في قطاع النشر.
وقال وزير الثقافة، في تصريح صحفي، "إننا فخورون بإقامة معرض عمّان الدولي للكتاب في ظل هذه الظروف، وبالتوازي مع مهرجان جرش للثقافة والفنون، وضمن احتفالاتنا بدخول المئوية الثانية"، مضيفا أن المعرض يشكل فرصة أمام القارئ للاطلاع على الإنتاج الفكري العربي والمحلي وكل ما هو جديد في عالم المعرفة، ومتنفسًا لبث روح الفرح والإيجابية، وعودة الحياة إلى طبيعتها، مع الالتزام بالبروتوكولات الصحية وشروط التباعد الاجتماعي.
وأضاف، إنه تم في هذه الدورة من المعرض اختيار الشاعر الكبير مصطفى وهبي التل "عرار" ليكون شخصية المعرض، لمكانته الوجدانية التي تشكلت لدى الشعب الأردني منذ بدايات تأسيس الدولة الأردنية، والتي شكلت امتدادا للحركة الثقافية والمشهد الثقافي الأردني.
وأكد وزير الثقافة اعتزازه بالجهود الكبيرة المبذولة من اتحاد الناشرين الأردنيين في إقامة المعرض، وحرص وزارة الثقافة على المشاركة فيه،مبينا أن نجاحه هو نموذج وعلامة فارقة في الفضاءات الثقافية، خاصة بوجود التحديات التي فرضتها الجائحة على العالم أجمع، ليكونبمثابة العلاج الذي سيسهم في محو الآثار النفسية التي سببتها.
وبين العايد "أننا نحتفي في هذه الدورة التي عنوانها "القدس عاصمة فلسطين" كدأبنا دائمًا، لفخرنا واعتزازنا بالقدس التي تعيش فيوجداننا، وهي نهج السياسة الخارجية الأردنية".
وقال رئيس اتحاد الناشرين، ومدير المعرض جبر أبو فارس، في تصريح صحفي خلال حفل الافتتاح، إن المعرض يمثل حدثا ثقافيا أردنيا بارزا في المشهد الثقافي الأردني، ومحطة مهمة للقاء أطراف صناعة النشر في العالم العربي، مبينا أن الاهتمام الملكي من خلال الرعايةالسامية للمعرض طوال السنوات الماضية، ساهمت بشكل فاعل في إعطاء المعرض صفة الاستدامة والاستمرارية، وساهمت في ترسيخه علىخارطة المعارض العربية والدولية.
وأكد أن اللجنة الفنية للمعرض عملت على الارتقاء في شكل الأجنحة وترتيبها، وعملت على توسعة مساحته لتوفير ممرات واسعة حفاظا علىصحة الجمهور والمشاركين، مشددا على التزام المعرض والقائمين عليه بكافة الإجراءات الصحية التي تفرضها جائحة كورونا والمعتمدة منالجهات الرسمية من حيث التباعد وتوفير المعقمات، والكمامة داخل المعرض، إضافة لتلقي العاملين في الاتحاد لدورات متخصصة في التوعية من أجل تطبيق إجراءات السلامة داخل المعرض.
وأضاف، إنه تم تخصيص ركن خاص داخل المعرض لحفلات توقيع الكتب انسجاما مع البروتوكول الصحي المعتمد، حيث تم تخصيص أربعةأروقة متباعدة لحفلات التوقيع بشكل متزامن لخدمة الناشرين والمؤلفين.
وأشاد بجهود اللجنة الاستشارية العليا للمعرض التي تضم وزارة الثقافة، وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي،وأمانة عمان الكبرى، إضافة إلى اتحاد الناشرين التي تعمل بشكل موصول، ومؤسسي من أجل الارتقاء بهذا الفعل الثقافي الوطني المهمعلى المستوى المحلي والمستوى العربي الذي يقدم صورة حضارية عن الاردن، تتجسد على أرض الواقع من خلال التعاون الدائم والتشبيك المستمر، مبينا أن حضور مؤسسات ثقافية مثل مؤسسة عبد الحميد شومان، ومجمع اللغة العربية الاردني، وغيرها، يعكس الصورة المثلى للتعاون من أجل انجاح المعرض الذي يقام ضمن الإطار العام للاحتفاء بمئوية تأسيس الدولة الأردنية.
وأوضح أبو فارس، أن معرض عمان الدولي للكتاب أقيم منذ عام 2016 في مكان ثابت في معرض عمان الدولي للسيارات على طريق المطار،وفي موعد محدد هو نهاية سبتمبر من كل عام، وستكون هذه الدورة الأخيرةَ بالنسبة له في هذه المكان بسبب إلغاء أرض المعارض واستثمارهافي مجال آخر، داعيا الجهات الرسمية إلى تخصيص أرض معارض للمملكة تقام عليها الفعاليات الكبرى على مدار العام، ومنها معرضعمان الدولي للكتاب، كي لا يظل الأردن الدولة العربية الوحيدة التي لا يوجد فيها أرض للمعارض.
بدوره، أشاد رئيس اللجنة الإعلامية للمعرض غسان حسين، بجهود أمانة عمان الكبرى وتعاونها مع إدارة المعرض، ولجانه المختلفة من حيث تقديمها الخدمات اللوجستية للمعرض الذي يحمل اسم العاصمة عمان في هذه الدورة تحديدا دورة عام 2021 التي تحمل الدورة العشرين لمعرض عمان، والدورات الماضية أيضا، مبينا أن هذه الشراكة التي ترسخت خلال السنوات الماضية مع الأمانة نموذج يحتذى به بين المؤسسات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل الارتقاء بفعل ثقافي يليق بسمعة الأردن.
وقال مقرر اللجنة الثقافية أحمد اليازوري، إن اللجنة عملت طيلة الشهور الماضية وبجهد تطوعي من أجل إعداد برنامج ثقافي متميز، يقام ضمن نشاطات المعرض الذي يعود بعد غياب فرضته جائحة كورونا، مضيفا أن البرنامج الذي أقرته اللجنة جاء وفقا للتطلعات من حيث التنوع بين الأمسيات الشعرية، والقصصية، والندوات المتخصصة حول صناعة النشر، وحول شخصية المعرض التي تم اختيارها لهذا العام،إضافة الى حفلات التوقيع.
وقال رئيس لجنة التسويق في المعرض وائل عبد ربه، إن اللجنة خاطبت من خلال إدارة المعرض كافة الجامعات الحكومية والخاصة،والمؤسسات الوطنية من أجل التفاعل مع المعرض وزيارته، وتزويد مكتباتهم بأحدث الاصدارات من خلال الشراء من الناشرين المحليينوالعرب، وخاطبت العديد من المؤسسات الوطنية من أجل دعم المعرض الذي يقام ضمن احتفالات وطنية، مضيفا أن اللجنة أقرت خصومات للجمهور الزائر للمعرض تقديرا منها للظروف الاقتصادية التي يمر بها المواطن، كما عملت توفير خدمة الاستعلام عن مكان ورقم أجنحة دورالنشر المشاركة، ومعلومات أخرى من خلال مجموعة من المتطوعين.
ومن المقرر أن يبدأ اليوم الخميس البرنامج الثقافي للمعرض بمسابقات ثقافية فنية للأطفال بمشاركة فرقة النينجا – خالد البوريني، يليه حفلإشهار كتاب "الحكمة في إدارة الندرة" بمشاركة الدكتور محمد العدينات، الدكتور محي الدين توق، الدكتور بشير الزعبي، والدكتور رعد التل، تتبعه ندوة حول "صناعة النشر..التحديات والمستقبل" بمشاركة وليد مصطفى من مصر، والدكتور أيمن غزالي من سوريا، وماهر كيالي، وخالد البلبيسي من الاردن.