قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

منبهات وعلامات لـ الإنسان ليعود إلى ربه.. علي جمعة يوضح

منبهات وعلامات ليرتدع الإنسان ويعود إلى ربه
منبهات وعلامات ليرتدع الإنسان ويعود إلى ربه
×

قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق، إن هناك بعض المنبهات التي نبهنا الله إليها في الكون وفي الآفاق وفي الأنفس وفي التاريخ ، علامات يُستدل بها على ما وراءها.

وأضاف علي جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن هذه المنبهات قد تتعلق بالإنسان؛ فالإنسان يُولد صغيرًا لا يعلم شيئا ثم يشُب ويصبح بعد ذلك شديد القوى ثم يعمر {لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} ، {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ}.

وأشار علي جمعة الى أنه عندما يبدأ الشيب في الرأس والهشاشة في العظام ؛ فإنها تنبه الإنسان على أنه ينبغي أن يخلع نفسه من العصيان .. يخلع نفسه لله رب العالمين وأن يستعد ليوم الرحيل ويقدم في هذا الدنيا ما أراده الله منه {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

ونوه الى أن هناك علامة من العلامات ومنبه من المنبهات وهو بلوغ الأربعين جعلت العاقل يعود إلى ربه {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً}.

وتابع: وهن العظم وهشاشته وخط الشيب في الرأس علامة من العلامات ومنبه من المنبهات لعل الإنسان أن يرتدع وأن يعود .. المرض بعد الصحة منبه من المنبهات يوقظ هذا وذاك من أجل أن يعود إلى ربه.

واستطرد: جعل الله من المنبهات الزلازل ، حتى يعود الناس إلى ربهم حتى يتذكروا الزلزال الأكبر {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} كأنه يحدث نفسه ولا يخاطبها {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}.

إذن الزلازل من المنبهات الغرض منها في الكون أن تعود إلى الله ،وأن تتذكر أن هذه الدنيا فانية ،وأنه يمكن أن تنتهي الحياة في أي لحظة ،فإذا تذكرت ذلك هانت عليك الدنيا واستحضرت الموت أمام عينيك.

يقول تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} وبعد ما بلغ أحدنا أشده ماذا يكون؟ {وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى} وهو قد بلغ أشده وفي عز الشباب {وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}

يذكرنا ربنا بالقيامة ويذكرنا {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ} ويذكرنا بأنه قد خلقنا أطوارا، ويذكرنا سبحانه وتعالى بتلك العلامات وأنه قد أنشأ في الكون علامات وأنشأ في النفس علامات {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}.

وجعل الله العلامات في السماوات { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ }.

القمر يظهر هلالاً ويتم بدرًا وينقص بعد ذلك إلى أن يكون هلالاً، وكل ذلك جعله الله علامات.. علامات للبدء والتوسط والانتهاء }يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ {.

إذن

لكل شئٍ إذا ما تم نقصانه ** فلا يُغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول ** من سرّه زمن ساءته أزمـــــــــان

يقولها أبو البقاء الروندي عندما يرى الأندلس تنهار؛ بعد أن وصلت إلى قمتها تنحط كما ينحط البدر في السماء إلى أن يصير هلالاً.

إذن في الكون وفي الآفاق وفي أنفسكم وفي التاريخ منبهات وعلامات تزيد من إيمانكم .. تنزع الخوف من قلوبكم ، منبهات تهون عليكم أمر الدنيا .. منبهات تنزعكم نزعًا من العصيان إلى طاعة الرحمن ..

والعاقل خصيم نفسه .. العاقل هو الذي يلتفت إلى العلامات ويعود إلى ربه.