الصلاة النارية.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، سؤالأً حول الصلاة النارية وحكمها والرد على القائلين ببدعيتها؟.
حكم الصلاة النارية
قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الصلاة النارية ثابتة من القرآن والسنة فمن القرآن يقول تعالى: "يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"، ومن السنة أمرنا النبي بالصلاة عليه في مواطن عديدة.
وتابع وسام، ينبغي أن نصلي على النبي بصيغة مباركة قريبة من القلب، موضحاً أن الصلاة النارية هي صلاة مباركة تقال بهذا العدد كما جربها الصالحون، وعليها درج علماء والأئمة عبر العصور، محذراً من الالتفات إلى دعوات القائلين ببدعيتها لما فيها من صد عن ذكر الله وحب المصطفى صلى الله عليه وسلم".
ما هي الصلاة النارية؟
هي صيغة من صيغ الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ونص الصلاة النارية : «اللهم صل صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًا على نبي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب وتقضي به الحوائج»، وتردد 4444، وتجوز الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تجوز بأي صيغة، بشرط أن تشتمل على لفظ الصلاة على النبي أو صلِّ اللهم على النبي، حتى وإن كانت هذه الصيغة لم تَرِد.
حكم الصلاة النارية
سؤال حائر بين الناس، بسبب تحريم البعض لها، مُدعين أنها هذه الصلاة التي تسمى بـ«النارية» لم تثبت ولم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اشتملت على معانٍ باطلة مخالفة للشريعة، لأن الذي يحل العقد، ويفرج الكرب، ويقضي الحوائج هو الله سبحانه لا شريك له.
وزعم من حرم الصلاة النارية، أن هذه الأمور من خصائص الإله ولا يملك ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، قال تعالى: «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ» [النمل :62]، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًا، ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال لفاطمة ابنته": «اعملي ما شئت فإني لا أغني عنك من الله شيئًا». رواه البخاري ومسلم.
ورأى من حرم الصلاة النارية ، أن صفة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بينها لنا حينما سئل: «كيف نصلي عليك؟ قال: قالوا: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» رواه البخاري ومسلم، فإذًا فما يسمى بالصلاة النارية لا يصح.
سبب تسمية الصلاة النارية بهذا الاسم
قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الصلاة النارية أو التفريجية أو القرطبية كما يطلق عليها البعض كلها أسماء لنفس الصيغة التي تعتمد على الصلاة على النبي.
وأوضح أن الصلاة النارية سميت بالصلاة التفريجية نظرًا لحدوث الفرج الشديد لمن يواظب عليها، وسميت بالصلاة القرطبية نسبة للإمام القرطبي، كما سميت بالصلاة النارية تشبيهًا لسرعة تأثيرها مثل النار.
وذكر أن صيغتها هي «اللهم صل صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًا على نبي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب وتقضي به الحوائج»، كما أن هناك صيغ أخرى لها، مضيفًا: «الإنسان لما بيكون له حاجة عند الله بيصلي ويدعو بها 11 مرة والله ويتنتظر تحقيقها، أما إذا كان له مهمة من المهام شديدة يريد أن يحققها الله له يصليها بالعدد الكبير، وهي 4444 مرة لا زيادة عن هذا ولا نقصان».
وأضاف أن هذه الصلاة وردت في كتب الأدعية والصلوات وتلقاها العلماء بالقبول، ويمكن تقسيمها على عدة مجالس، أو مشاركة الآخرين فيها شرط الالتزام بالعدد، وهي صلاة مشروعة وعليها دليل من الكتاب والسنة، ولكن الكتاب لم يختص هذه الصلاة فقط، ولكن الصلاة على النبي بشكل عام دون صيغة محددة.
وتابع: «قضية الذكر والدعاء مبنية على التوسيع في العبادات، ولم يرد فى كتاب الله ما يحرم صيغة هذه الصلاة، أو تقيدها بصيغة معينة، بل على العكس فقد ورد فى الآيات فضل الصلاة على النبي عليه وسلم بشكل مطلق، لافتًا إلى قوله الكريم «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين صلوا عليه وسلموا تسليما».
حكم الصلاة النارية
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه توجد صلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- تسمى الصلاة النارية وهي من الصيغ التي أُلهم بها بعض أهل الله، وسميت بهذا الاسم لأنها إذا قرأت بنية تحصيل أمر من الأمور فتحققه كالنار في الهشيم ولكن هذا كله بفضل وتكرم الله علينا.
صيغة الصلاة النارية
أوضح «جمعة» أن صيغة الصلاة النارية وهي: «اللَّهُمَّ صلّ صلاةً كاملةً وسلّمْ سلامًا تامًا على نبىٍ تنحلُ به العقدُ وتنفرجُ به الكُرَبُ وتُقْضَى به الحوائجُ وتُنَالُ به الرغائبُ وَحسنُ الخَوَاتِيم ويُستسقى الغمامُ بوجههِ الكريمِ وعلى آلهِ»، مؤكدًا أن الصلاة النارية على الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد بها نص شرعي، ولكنها من المجربات التى لها أثر طيب فى فك الكرب وقضاء الحوائج وإظهار الحق وخلافه، موضحًا أنها أخذت من خلال التجربة والتكرار، وسميت بالنارية بسبب استجابة الدعاء بعدها بشكل سريع، مضيفًا أنها أخذت عن الشيخ التازي الفارسى وهو الذى صاغها بهذا الصياغة.