الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المعطى أحمد يكتب: الفلوس البلاستيك!

صدى البلد

أخيرا قررت مصر إنهاء الفلوس الورق,والدخول فى عصر التطور عصر أوراق النقد البلاستيك التى عمرها أطول,وتكاليف إنتاجها أرخص,وشكلها أحلى وأجمل,ولاتتفتت وتذوب إذا ابتلت بالماء أو حتى دخلت الغسالة,ولاتقدم وتبلى بعد بضعة أشهر قليلة وتداولها بين أياد فيها النظيف وفيها غير النظيف,مما يجعل الأوراق الورقية وسيلة لنقل الميكروبات,وغير ذلك وأهم إنهاء هواية استخدام هذه الأوراق النقدية وسيلة للكتابة على ظهرها ووجهها من أرقام تليفونات إلى رسائل حب وغرام,وغير ذلك كما يقول الخبراء صعوبة التقليد والتزوير وطول عمر استخدامها أربعة أضعاف عمر الورقة الورقية.وللتاريخ فقد سبق رجل الأعمال المصرى نبيه برزى فى لفت الأنظار إلى هذه الفلوس,وقام بإعداد عينة كاملة منها قدمها إلى محافظ البنك المركزى السابق إسماعيل حسن  قبل نحو 27 سنة,وتم بالفعل طباعة أوراق فئة 20 جنيها على أمل استخدامها فى إحدى المحافظات كتجربة يمكن منها معرفة كم يكون عمر الورقة فى هذه المحافظة,ولكن مثل كثير من المشروعات التى كانت تشهدها مصر ويجرى الحماس لها مات المشروع كما مات غيره كثير!,وربما كان من الصفات التى ستختفى مع اختفاء ورقة النقد أن الجنيه الورقى أو العشرة أو العشرين أو الخمسين كانت سهلة التطبيق فى اليد وتقديمها إكرامية إلى أفراد كثيرين تعودوا فى مهنتهم الاسترزاق عن طريق هذه الأوراق المطوية!

  • التدخل المصرى فى اليمن فى الستينيات كان من أكثر التجارب سلبية فى السياسة الناصرية من حيث أسلوب اتخاذ القرار وتكاليفه ونتائجه,فمن المعروف الأن أن القرار لم يقم على تجميع معلومات محددة,بل كان مرتجلا وتدخلت فيه عدة أهداف دون التنسيق بينها,وهى تأييد المد الثورى فى المنطقة العربية,ومحاصرة السعودية فى عقر دارها دون التأكد من سيطرة عناصر الجيش اليمنى والتأثير على مقاليد الأمور,ودون دراسة المدة المطلوبة لبقاء المساعدات المصرية, بل كان هناك تصور أن المهمة تقتصر على بعض المستشارين العسكريين وليس جيشا مصريا كاملا بلغ عدده فى إحدى المراحل أكثر من سبعة آلاف رجل,بل لم تكن هناك دراسة عن رد فعل القوى الدولية والإقليمية بما فيها بعض القوى الثورية مثل النظم البعثية فى سوريا والعراق,أو حتى رفيق الثورة فى الجزائر,بسبب نقص المعلومات وارتجال القرار, فأصبح التدخل المصرى فى اليمن من أهم سلبيات التجربة الناصرية, وحالة استنزاف خطيرة مهدت- وبحق- للهزيمة الساحقة فى 1967بحيث كان الجيش مشتتا بين جبهات متباعدة جغرافيا,وحتى مختلفة من حيث طبيعة الخصم والطبوغرافيا العسكرية.
  • ننفرد دون دول العالم بمنظومة عقارية عجيبة,فيتم الإعلان عن مشروع سكنى ما,وتتبارى الشركات فى التسويق والإعلان واستخدام كل طرق الإغراءات من تسهيلات ومكالمات تليفونية وإلحاح وخلافه,وترتفع هامات البناء,وتلتقط الصور المغرية من الواقع والخيال,وتظن من الوهم أنك فى جنة الأحلام,وتمتلىء خزائن الشركات بالأموال,ويصبر المتعاقدون الموهومون بالاسترخاء والسكينة مع سكب شقاء العمر فى جيوب المستثمرين,وماهى إلابضعة أشهر أو سنوات قليلة حتى تتكشف بلايا التراخيص والمساحات والمخالفات,ويبدأ مشوار العكننة بتأخير التسليم,وتعثر الشركات,وإيقاف المشاريع,ثم دواليب القضايا والمحاكم وهلم جرا,ويكتشف الإنسان المسكين أن ارتفاع هامات البناء يتم أمام أعين وأبصار المهندسين ورجال المحافظات والمحليات والوزارات وبالمخالفة دون رقيب أو حسيب أوتفتيش فجائى لمراقبة تنفيذ المشروعات بالأسانيد القانونية والهندسية,وكأننا لسنا فى دولة لها نظام يحمى الشعب من أباطرة المخالفات الذين يستعذبون الغش,ويتركون الناس تغلى نفوسهم من الخسارة بعد ضياع تحويشة العمر,ومنهم من تغيبه المطارات فى دهاليز الدول التى تحميهم بالهروب إليها,إما لجنسيتهم, أو طمعا فى المال الحرام المهرب,ومن المشترين من يغيبه الموت والحسرة بلاذنب سوى تصديقه المعيب.ترى هل تشهد مصر حزما وشدة لمثل تلك الأفعال التى تحدث عينى عينك أمام  الجميع؟
  • مشكلة التعامل مع التراث وتجديد الخطاب الفقهى ربما هى الحلقة الأضعف التى يدخل منها العدو لهزيمة المسلمين أنفسهم,ووضعهم فى خانة المتخلف والجاهل,وطرح السفاسف,وظروفنا دفعتنا للغرق فى هذا المستنقع الذى لاأول له ولاآخر,ولن يكون له أول ولاآخر.أنفقنا القرن العشرين كله فى مناقشة هذه القضايا,فيما كان الأعداء يقضمون وطننا جزءا جزءا,ويخربون عقولنا جزءا جزءا,وويخطفون النابهين منا بالجملة والقطاعى,ويستنزفون أموال العرب فى شراء اختراعاتهم وأسلحتهم لنقتل بها بعضنا البعض,فثقافتنا كما قال الدكتور نصر أبوزيد:تعبد النصوص إذ يكفى أن تقول قال فلان حتى يتوقف العقل,ويبدو أننا سننفق القرن الحادى والعشرين فى مناقشة القضايا نفسها لنخرج الخروج النهائى من التاريخ,ونعوى فى الصجراء بلا مأوى.!
  • أهل الباطل لايظهرون إلا بغياب أهل الحق,والإخوان ومن على شاكلتهم ظهروا وتمكنوا من الشارع عندما غابت الدولة وطال غيابها على مدار عقود وعقود كان الإخوان يجمعون التبرعات والصدقات والأضاحى من أهل الخير وهم كثر فى مجتمعنا,ثم يوجهونها صوب مصارف محددة لتحقيق مصالح الجماعة, فيصنعون رسمال سياسى من لبنات اجتماعية وخيرية,لكن الدولة بعد 30يونيو2013استطاعت العودة لتحمل مسئوليتها تجاه كل القضايا فقطعت الطريق على تجار الدين ومرتزقة الأوطان والمتلاعبين بآمال الغلابة,وكان مشروع الأضاحى الذى نفذته وزارة الأوقاف يمثل حلقة من حلقات المواجهة الواعية لسلوكيات مرتزقة الإخوان,واستفاد منه قرابة مليون ونصف المليون أسرة مصرية بقيمة تصل إلى 150 مليون جنيه من خلال توزيع نحو 1400 طن لحوم على المستحقين بشكل يليق بإنسانيتهم ويحافظ على كرامتهم.