مروة حمودة تكتب: للخلاف وجه أخر

حين تهديك الأيام سكونا وركنا تحسبه بسوء ظنك أمان تعيش بوجوده ولوجوده تحبه وتعاهد نفسك ألا يكون في قلبك غيره حين يسمعك ما يروق لك من كلمات ويهديك من الأفعال ما كنت تحلم به في وسط كل هذا لو سألك أحدهم عنه لقلت له هو العوض والجبر بعد الصبر بل لنعته بالحياة وحلوها كل هذا جميل أقدره جدا لكن يؤسفني أن أقول لك أنه ليس كافيا ليكون وصفه ونعته عندك بما ذكرت أنت لا تعرف الناس وقت الحب فقط أنت في الحب ربما لا تعرف شيئا أساسا ففي الحب وجه جميل زين بكل ما يدعم فكرة الارتباط ويدعم التعلق والتمسك الشديد لكن إذا أردت أن تعرفه أكثر إختلف معه في وجهة نظر ما ثم شاهد كيف يكون رده ؟ كيف يقدر الإختلاف وكيف يكون عنده تعدد الأراء؟؟ وكيف يتعامل بعد تلك المناقشه معك ؟ أمازال هو الهادئ رقيق التعامل ؟أما زلت بعد كل هذا الجدال تراه نفس ما كنت تراه ؟مجرد مناقشة واختلاف بسيط سيظهر لك الكثير لكن إذا أردت أكثر فانتظر ماذا لو حدث خلاف؟ ماذا لو بعدنا قليلا ؟ماذا لو باتت النهاية فارضة نفسها لا محالة ؟هل سيتصرف نفس الشخص بنفس لحظات الحب والوصال ؟أنا لا أرفض أبدا أن يكون هناك إختلاف في الحالتين فنحن بشر بديهيا جدا أن تتغير ملامحنا وقت الغضب بديهيا جدا أن أحدنا لا يستطيع التحكم في أعصابه وقت إحتدام الجدل والخلاف بيننا لكن ما يرفض كليا هو أن ترى شخصا غير ذاك الذى كنت تعرفه شخصا لا يجيد أيا من أبجديات الأخلاق وقت الخلاف شخصا يجعلك تكره نفسك التي وثقت واختارات وانتقته دونا عن كل الأشخاص إن أكثر مواقف تظهر حقيقة الناس هي الخلافات أكثر مواطن تسقط فيها الأقنعة وتجد نفسك مغترب أشد الاغتراب هي مواطن الخلاف واقتراب النهايات ذاك الذى ظننته صديقا وسندا ماذا فعل حين اشتد بينكم الخلاف وبات الخصام حلا ولو مؤقتا ماذا عنه حين يذكر اسمك أمامه في غيبتك؟؟ وماذا عن سرك معه وحياتك التي كانت بمثابة كتاب مفتوح أمامه؟؟ هل مازال للعهد حافظا وللسر ساترا؟ ماذا عن هذا الذى كنت تظنه حبيب ذات خلق يختلف عن كل من مضوا أما زال في الخلاف هو نفسه الشاب الدينجوان الذى من بين الجميع إنتقاه قلبك أم في الخلاف أصبح إمرأة تجيد فن الكيد والإسقاط ثرثارة في كل مكان تذكرك لو وجدتم حقيقة تظهر فيها الناس ما وجدتم غير حقيقتهم وقت الخلاف وقت ما عاد شئ يستحق التلون لأجله والتخفى والتظاهر بخلق غير الخلق وجلد غير الجلد كل البدايات مبهرة كلهم فيها مهتمون علي غير العادة مدققون في كل ما يسر أعيونكم كلهم في البدايات أصحاب شغف وذوات طرقا غير تقليدية في الرد والتعامل كلهم بلا استثناء في البدايات لم ولن يظهروا ولو واحد في المائة مما يبطنوا وحدها الخلافات هي ما تظهر وحدها هي ما توضح لذا في كل مرة تنبهر تذكر أنك منبهر بنصف وجه أو بوجه ومازالت لا تعرف الوجه الآخر وفي كل مرة لا أريدك أن تتعجل الخلاف لتتبين الوجه الأخر لكن أرديك أن تتذكر فقط أن للخلاف وجها أخر لا تبدي رأيك كاملا وتمضي عليه بعمرك دون أن تراه عليك كلما وثقت وإزداد بريق الكلام المعسول في عينك أن تهدأ قليلا وأنتظر من الأفعال ما يؤيد رحيق الكلام وأنتظر وقت الخلاف صدق أو كذب كلاهما وستعلم وقتها بحق أن للخلاف وجها أخر.