الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيخ القراءات العشر

الشيخ محمود خليل الحصري مدرسة متفردة في تاريخ دولة التلاوة امتع خلالها الملايين من شتي انحاء العالم باول مصحف مرتل مجود واول مصحف معلم اسلوبه الفريد العبقري في التلاوة جعل  دول عدة تطلب من مصر تسجيل القرآن الكريم بالقراءات التي تلون بها فسجل محمود خليل الحصري القرآن للمغرب برواية ورش وللسودان وإفريقيا برواية الدوري عن أبي عمر ولتونس وموريتانيا وليبيا برواية قالون عن نافع.
وعندما امتهنت العمل الاعلامي وكنت اريد ان احسن من قدراتي اللغوية قال لي اساتذتي اسمعي الشيخ محمود خليل الحصري لما له من قدرات لغوية هائلة وعبقرية خالصة في علوم تجويد القرآن فكان لي ولغيري صاحب مدرسة منضبطة لايقارعه احد فيها  في تعلم ضبط مخارج الالفاظ والقراءة المتقنة والحديث عن شيخ عموم المقارئ المصرية نهر لاينضب.
فقد اجتمع له مع حلاوة الصوت جودة التلاوة حيث استندت  قراءة الشيخ الحصري علي الشكل التقريري الذي لايعتمد علي استعراض الامكانيات والطبقات الصوتية بقدر مايعتمد علي دقة احكام التجويد والتلاوة ودقة الوقف فتشعر وكانه يقرأ القران كما انزل من السماء بدون زخارف صوتية فكانت تلاوة الحصري الخطوة الأولى لمن اراد حفظ القرآن الكريم لذلك طلبت منه وزارة التربية والتعليم لاول مرة تسجيل المصحف المعلم الذي تربي عليه معظمنا حيث علق في آذان كل من سمعه. 
وان كان أول من أمر بجمع القرآن الكريم الصحابي أبو بكر الصديق واول من نسخه الصحابي عثمان ابن عفان رضي الله عنهما  فان الشيخ الحصري أول صوت يجمع القرآن الكريم مرتلاً على أسطوانات بالقراءات العشر الصحيحة.
قد كان الشيخ الحصري بحكم مكانته كشيخ عموم المقارئ المصرية يسافر إلي مختلف من دول العالم لنشر القراءة الصحيحة وبحكم منصبه المختص بمراجعة المصحف كان يتحري الدقة في آيات الله المطبوعة فوجد بعض الأخطاء التي تغير معني بعض الايات والتي لا تلفت نظر المسلم غير المتخصص في علوم القران ومن هنا جاءت فكرة التسجيل الصوتي علي أسطوانات وزعت ملايين النسخ منها على المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي والمراكز الإسلامية والذي رفض ان يتقاضي عنه مقابل وكان هذا أول جمع صوتي للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابي له في عهد اول الخلفاء أبي بكر الصديق.
واصبحت هذه التسجيلات مرجعاً أساساً لقراء القرآن الكريم ومستمعيه في كافة أنحاء المعمورة وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على إذاعة قراءاته للقران منفردا نحو عشر سنوات حتى اسماها الناس إذاعة الحصري .
طاف الحصري العالم شرقا وغربا لينشرويعلم علم القراءات التي برع فيها واستقبله العديد  من الملوك والرؤساء من جميع دول العالم ويعتبر أول من قرأ القرأن فى الهند فى رحلة بصحبة الرئيس جمال عبد الناصر واول و آخر قارئ رتل القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي والبيت الابيض بعد مرافقتة الرئيس أنور السادات في زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية كما كان اول من تلا القرآن فى الامم المتحدة والقاعة الملكية بلندن.
فكان شيخنا الجليل هو احد ادوات القوي الناعمة للدولة المصرية وخير سفيرا لها  ويكفي انه في إحدى الزيارات لماليزيا أصر المسلمون على حمل سيارته وهو يجلس بداخلها وكان القارئ المصري الوحيد الذي أم المصلين داخل الحرم المكي بعدما قدمه مقرئي وأئمة الحرم للصلاة فأبكى المصلين وقررت الحكومة السعودية السماح له بالقراءة في الحرمين كلما زار الأراضي المقدسة.
الحديث عن الشيخ الحصري والجمال الطاغي لروعة تلاوته التي تتسرب برفق لشغاف القلب والروح  لا ينتهي رحم الله عالما شغفه علم القراءات العشر بروايتها و أسانيدها حتى أصبح عالما فيه له اثنا عشر مؤلفا فى علوم القرآن الكريم .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط