كيف أتوب من الغيبة والنميمة .. عادة ما يعاني الشخص المسلم من عدم قدرة على التوبة من الذنوب وخاصة الغيبة والنيمية حيث أنه كلما عزم التوبة منها يعود إليها وعادة ما يتسأل الشخص “ كيف أتوب من الغيبة والنميمة ” ومن ثم هناك بعض الخطوات التى تجيب على سؤال “ كيف أتوب من الغيبة والنميمة ” وهي
كيف أتوب من الغيبة والنميمة
هنالك العديد من الأمور التي تُساعد المسلم على ترك الغيبة والنميمة والتّخلُّص منهما، منها الأمور التالية
الاستعانة بالله -تعالى- وطلب العون منه للتخلُّص من الغيبة والنميمة.
مُجانبة المجالس التي يَكثُر فيها الغيبة والنميمة.
فهم ضرورة المحافظة على الأعراض وصِيانتها.
إدراك خطورة فعل الغيبة والنميمة لِما فيهما من حقوق العباد.
معرفة أنَّ الغيبة والنميمة من الأسباب المُوجبة لِسخط الله -تعالى- ومَقْته، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ).
المداومة على حفظ اللسان، وإشغاله بذكر الله -تعالى- والاستغفار، والإكثار من الصَّلاة على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
المداومة على تذكر قول الله -تعالى-: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، وقول الله -تعالى-: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
معالجة الأسباب المُؤدية للغيبة والنّميمة، من حسدٍ، وكبرٍ وعُجبٍ، وتَملُّق، ونحو ذلك
الاشتغال بعيوب النفس وعلاجها، والكف عن تتبُّع عيوب الآخرين.
إشغال النفس بالمفيد من الأعمال، التي تزيد من إيمان المسلم وتُقرِّبه إلى الله -تعالى-؛ كتلاوة القرآن الكريم وحفظه.
تدريب النفس وتعويدها بالتدريج على عدم الغيبة والنميمة.
تدريب النفس على القناعة والرضا بما كتب الله -تعالى- لها، وشُكره على نعمه.
تدريب النفس وتعويدها على الصبر وكظم الغيظ، لئلا تقع في الغيبة والنميمة.
الشعور بالآخرين؛ وذلك بوضع الإنسان نفسه مَحل من يغتابه أو يَنمُّ عليه.
الحرص على الصُّحبة الصّالحة التي تُعين على التقرُّب إلى الله -تعالى- ومُجانبة المعاصي والآثام.
تعريف الغيبة والنميمة
الغيبة اسم من اغتاب اغتياباً، وهي ذِكر العبد أخاه بما يكره في الغيب ومن وراء ظهره، سواءً كانت هذه الغيبة في بَدن الشّخص أو دينه أو خُلقه أو مَاله أو زوجه أو أولاده أو أيّ شيءٍ يتعلّق به، وتكون الغيبة باللسان، أو كتابةً باليد، أو الإشارة بالعُيون أو الرأس، سواءً كانت تلميحاً أو تصريحاً، كما في الحديث: (قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته) [رواه مسلم].
النميمة هي نقل الكلام بين الناس بقصد الإساءة وإيقاع الضّرر والإفساد والعداوة بينهم، مثل نقل الكلام بين صديقين، أو زوجين للإفساد بينهما، سواء ما تمّ نقله كان حقاً وصدقاً، أم باطلاً وكذباً، والنمام هو من ينقل الكلام بين الناس بقصد الإساءة، قال تعالى: (هماز مشاءٍ بنميم) [القلم: 11].
وتعد النميمة عند السلطان أشد أنواع النميمة نظراً لقدرة السلطان على البطش بالآخرين وإيقاع الضرر الشديد بهم.
الغيبة والنميمة محرّمتان في كتاب الله وسنّة نبيّه بالإجماع؛ لأثرهما الكبير في إفساد المجتمع وتخلخل العلاقات بين أفراده ونشر العداوة والبغضاء بينهم.
أسباب الغيبة والنميمة
تتعدد الأسباب التي تقود الشخص إلى أن يغتاب أو ينّم، منها
الحسد والغيرة. السخرية والتقليل من شأن الشخص والاستهزاء به.
مجاراة رفقاء السوء.
محاولة الشخص إظهار الكمال من خلال الانتقاص من الآخرين.
إيقاع الضرر والمفاسد بين الناس.
محاولة إضحاك الناس للظهور بمظهر خفيف الدم. طرق التخلص من الغيبة والنميمة الإيمان بكراهية هذه الصفات وضرورة التخلص منها.
تذكير النفس بحُرمة هذه الصفات وكره الله ورسوله لها، والإثم الكبير الذي يَحصل عليه منهما.
اختيار الرّفقة الصالحة التي تُعين على تركها؛ فالرّفقة الصالحة تُذكّر الشخص باستمرار بترك الغيبة والنميمة، ولا تُفسح المجال أمام الشيطان ليتمكّن من السيطرة على الشخص وجرّه للغيبة أو النميمة.
تدريب اللسان على الاستغفار والتسبيح والتهليل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم عند الشعور بالرغبة في الغيبة أو النميمة.
طرق ترك الغيبة
تقوى الله سبحانه وتعالى، وزيادة الحياء منه.
تذكر مقدار الحسنات التي يخسرها من يمشي في الغيبة، ويُعطيها للشخص الذي يغتابه.
مُجالسة الأشخاص الصالحين، وأهل الخير، والورع، والتقوى، والعلم، والأدب، وأهل مكارم الأخلاق، والبُعد عن مُجالسة الباطلين الفاجرين، وأصحاب الشرور، والبدع المُحرمة.
الحرص على قراءة سير الصالحين، والتعلم من أخلاقهم وسلوكهم،مُعاقبة النفس حتّى تُقلع عن الغيبة، فعلى سبيل المثال يكون عقاب النفس كلّما اغتابت أحداً بالصيام، أو بالتصدق بمقدار من المال، وهكذا.
تذكر العيوب والانشغال بها بدلاً من الانشغال بعيوب الآخرين، فالإنسان الذي يذم المخلوق كأنَّه ذمَّ الخالق.
كظم الغيظ في حالات الغضب.
حفظ اللسان.
مُعالجة سوء الأخلاق (الغيبة) بالعلم والعمل، أي التعرف على أنَّ الغيبة مشكلة ومرض، ومن ثم العمل الدؤوب على علاجها.
الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى.
الحرص على التواضع، وذلك لأنَّ من تواضع لله رفعه.
طرق ترك النميمة
يُمكن التخلص من النميمة باتباع النصائح التالية
توعية النمام بخطورة النميمة، ويكون ذلك بتذكيره بالآيات القرآنية، والأحاديث، والحكم التي تُبين عقوبة النمام، فقد كانت النميمة من إحدى صفات إمرأة لوط التي عذّبها الله.
يجب على المستمع عدم تصديق النمام، وذلك لأنَّه فاسق وشهادته غير مقبولة.
ضرورة حفظ اللسان عن كل ما هو قبيح.
تذكر مجموعة الأمور التي تسببها النميمة وهي كالآتي:
تقود النميمة إلى سخط الله وعقابه.
تعمل على تفريق الأحبة، وتخريب البيوت، وإفساد القلوب.
يجب نشر المحبة والتآلف بين المسلمين.
إدراك حقيقة أنَّ من يتتبع عورات الآخرين يتتبع الله عورته، ويفضحه وهو في داخل منزله.
اليقين الكامل بأنَّ كل شخص يتعرض للنم سيصبح خصيم وعدو النمام يوم القيامة.
يجب تذكر الموت، وأنَّ الدنيا زائلة وهي دار ابتلاء.
موقف الإسلام من الغيبة والنميمة
أجمع القرآن الكريم، والسنة النبويّة، وأهل العلم على حُرمة الغيبة، حيث اعتبرها العلماء من كبائر الذنوب، وشبّه الله سبحانه وتعالى المغتاب بآكل لحوم البشر ميتاً، إذ يقول في محكم تنزيله: «أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ» ، كما وأجمعت السنة والكتاب والإجماع على تحريم النميمة؛ وهي من أعظم الذنوب المُقترفة بحقوق العباد، حيث يقول تعالى: «هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ »
دعاء كفارة الغيبة والنميمة
نصحالرسول صلى الله عليه وسلم أصحابة والأمة الإسلامية بأن من تحدث في مجلس ونم واغتاب أحدًا وكثر لغطه فيه، فيقلدعاء كفارة المجلس.
وروى أبوهريرة رضي الله عنهقال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.
دعاءكفارة الغيبة والنميمة
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي في شرحه: وقول صلى الله عليه وسلم في الحديث "فكثر" بضم الثاء، لغطه بفتحتين أي تكلم بما فيه إثم لقوله غفر له، وقال الطيبي: اللغط بالتحريك الصوت والمراد به الهزء من القول وما لا طائل تحته فكأنه مجرد الصوت العري عن المعنى فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: «سبحانك اللهم وبحمدك» ولعله مقتبس من قوله تعالى: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ» (الطور: 48 ).
ويشير الحديث إلى أن الإنسان إذا جلس فى مجلس وكثر فيه لغطه فإنه يكفره أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك قبل أن يقوم من مجلسه فإذا قال ذلك فإن هذا يمحو ما كان منه من لغط وعليه فيستحب أن يختم المجلس الذي كثر فيه اللغط بهذا الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ومما ينبغي في المجالس أيضًا أن تكون واسعة فإن سعة المجالس من خير المجالس كما قال صلى الله عليه وسلم: خير المجالس أوسعها لأنها إذا كانت واسعة حملت أناسا كثيرين وصار فيها انشراح وسعة صدر وهذا على حسب الحال قد يكون بعض الناس حجر بيته ضيقا لكن إذا أمكنت السعة فهو أحسن لأنه يحمل أناسا كثيرين ولأنه أشرح للصدر. «شرح الترميزي».