الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رغم الرفض مسبقًا.. فرنسا ترضخ للحركيين وتطلب الصفح مقابل تعويضات

ماكرون
ماكرون

طلب  الرئيس الفرنسي خلال الساعات الماضية“إيمانويل ماكرون”،  باسم فرنسا “الصفح” من الحركيين الذي تعود أصولهم للجزائر.


وتقول تقارير صحفية دولية، إن الحركيين اسم يطلق على الذين قاتلوا في صفوف جيش فرنسا خلال حرب الجزائر.

وخلال مراسم تكريم في باريس وعد رئيس فرنسا إيمانويل  ماكرون ، بقانون لتعويض الحركيين قريباً. 
وقال “أقول للمقاتلين: لكم امتناننا، لن ننسى. أطلب الصفح، لن ننسى. شرف الحركيين يجب أن يحفر في الذاكرة الوطنية”.

 

وترأس “ماكرون”، أمس حفل استقبال في قصر الإليزيه “لتكريم” الحركيين الذين قاتلوا إلى جانب فرنسا في حرب التحرير الجزائرية بين الأعوام 1954 و1962.

 

وحسبما ذكرت وسائل إعلام فرنسية، فإنه من المقرر أن يكشف الرئيس الفرنسي، عن إجراءات جديدة تهدف إلى إعادة الاعتبار للحركيين، المعروفين باسم “الحركي”.

وقد أعد مؤرخون فرنسيون بالتنسيق مع جمعيات وممثلين عن “الحركي” تقريرا من 188 صفحة عن وضع الحركيين الجزائريين وعائلاتهم منذ أن وصلوا فرنسا بعد إعلان اتفاق وقف النار في 19 مارس 1962 والذي مهد الطريق لاستقلال الجزائر في 5 يوليو من العام ذاته.


ودُعي إلى قصر الرئاسة الفرنسية - الإليزيه - الاثنين حوالي 300 حركي وأحفادهم، ويحمل التقرير عنوان “فرنسا تكن الاحترام والتقدير للحركي”، ويتضمن 56 إجراء أبرزها إنشاء “صندوق للتضامن ولمساعدة الحركي” بقيمة 40 مليون يورو هدفه تقديم الدعم المالي لهم ولعائلاتهم وتمويل بعض المشاريع الاقتصادية.

وحارب حركيون إلى جانب جيش فرنسا الاستعماري في الحرب الدموية التي دارت ما بين عامي 1954 و1962 ضد جبهة التحرير الوطني الجزائرية.

 

واُتهمت فرنسا بالتخلي عن الحركى، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف منهم ، وتصف قوات جبهة التحرير الوطني الحركى بالعملاء الخونة، وهو ما يقول إن ماكرون سيقوم على تعويض بعض من دعموه وهم أعداد قليلة مقارنة، بما قتلته فرنسا من الأحرار الجزائرين، الذين فاقوا المليون شهيد في حرب تحرير الجزائر.

 

وقال ماكرون إن فرنسا فشلت في القيام بواجباتها نحو الحركى، ووعد بإقامة نصب تذكاري لهم وسن تشريع يخصهم بنهاية العام الجاري.
وقد قاطع بعض الحاضرين في حفل الاستقبال ماكرون أكثر من مرة ، ومن بينهم سيدة اتهمته بتقديم "وعود جوفاء"، حسب موقع فرانس 24.

غير أن آخرين رحبوا بطلب الرئيس الفرنسي الصفح.

وستستمع لجنة إلى إدعاءات المقاتلين الناجين ومن أبنائهم الذين نشأوا في معسكرات في فرنسا.

 

وفي البداية، رفضت الحكومة الفرنسية الاعتراف بحق الحركى في البقاء بالأراضي الفرنسية، ولسنوات عاش العديد منهم في معسكرات اعتقال قذرة، وقُتل من بقي منهم في الجزائر ولم يتمكن من الفرار.

وفي عام 2000 خلال زيارة له إلى العاصمة باريس، وصف الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة الحركى بالمتعاونيين مع النازي، وعلى الرغم من أنه انتقد ظروفهم المعيشية، إلا أنه استبعد عودتهم إلى الجزائر.

وفي سبتمبر من عام 2001، أقامت فرنسا أول يوم وطني لتكريم الحركى، ويبرز سياسيو التيار اليميني قضية الحركى خلال موسم الانتخابات غالباً، لكن دون أن تتحقق نتائج ملموسة على الأرض.

 

وفي سبتمبر من عام 2016، اعترف الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند رسمياً بأن بلاده تخلت عن الحركى، إذ قال هولاند: "أعترف بمسؤولية الحكومات الفرنسية في التخلي عن الحركى، وعاش من نقل منهم إلى معسكرات في فرنسا في وضع غير إنساني".

 

وتعد العلاقات الفرنسية الجزائرية من الموضوعات الحساسة في فرنسا، وسببت إدانة ماكرون في السابق للدور الاستعماري لفرنسا غضب الكثير في البلاد.


بدورها  قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إن هذا الخطاب الذي "لا سابق له يدخل في سياق مصالحة الذاكرة بين الجزائر وفرنسا التي أطلقها الرئيس ماكرون".

 

وذكرت صحيفة "لاكروا"  التي خصصت كذلك مقالا لمعاناة الحركيين، إن الحركيين الذين تخلت عنهم فرنسا تعرضوا لأعمال للمهانة، فبالنسبة لعشرات الآلاف الذين رحلوا الى فرنسا مع عائلتهم فقد وضعوا في مخيمات مؤقتة في ظروف بائسة.