قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محارب من طراز رفيع.. المشير طنطاوي يكبد شارون خسائر فادحة بالمزرعة الصينية

المشير محمد حسين طنطاوي
المشير محمد حسين طنطاوي
×

انتقل إلى رحمة الله - تعالى- المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، عن عمر يناهز الـ 86 عاما، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، وانتشرت حالة من الحزن بين جموع أبناء الشعب المصرية، بعد رحيل المشير محمد حسين طنطاوي القائد العسكري رفيع المستوى والذي نجح في حماية مصر طوال تاريخه العسكري سواء خلال خدمته في صفوف الجيش على ضفة قناة السويس، أو عمله في منصب وزير الدفاع، وتولي شؤون البلاد بعد تنحي الرئيس الراحل مبارك عام 2011.

وخلال السطور التالية يستعرض "صدى البلد"، أبرز النقاط المضيئة في مسيرته العسكرية ومشاركته في صد هجوم إرييل شارون في المزرعة الصينية.

مسيرته العسكرية

شغل المشير طنطاوي العديد من المناصب القيادية في صفوف القوات المسلحة المصرية، قبل أن يكلفه الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بتولي مسؤولية القيادة العامة للقوات المسلحة، ولعل أبرز المناصب التي تولاها كالتالي:

  • قائد الجيش الثاني الميداني1987.
  • قائدالحرس الجمهوري1988.
  • قائد عام القوات المسلحة ووزيرا للدفاع عام 1991برتبة فريق.
  • ترقى إلى رتبة مشير في 4 أكتوبر 1993.
  • حكم مصر كرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة من فبراير 2011 وحتى 30 يونيو 2012.
  • عين مستشارا لرئيس الجمهورية في 12 أغسطس 2012.

المشاركة في 5 حروب

ولا يعرف الكثير من أبناء الأجيال المصرية الحديثة أن المشير محمد حسين طنطاوي هو بطل عسكري من طراز خاص، وذلك لأنه شارك في خمسة حروب، أربعة منها دخلتها مصر ضد إسرائيل، منذ العدوان الثلاثي عام 1956 وكان وقتها حديث التخرج من الكلية الحربية في سلاح المشاة، مرورا بحرب النكسة عام 1967، ثم شارك في حرب الاستنزاف، وكانت آخر الحروب هي حرب أكتوبر المجيدة فكان قائد الكتيبة 16 مشاة، أما الحرب الخامسة التي شارك فيها هي حرب الخليج الثانية عام 1991 وكان وقتها وزيرا للدفاع.

حرب الاستنزاف

شارك المشير محمد حسين طنطاوي في حرب الاستنزاف ومن أقواله عن تلك الفترة أنها كانت فترة زاهرة في تاريخ القوات المسلحة المصرية، فكان ضباط الجيش يقاتلون العدوان الإسرائيلية بالتزامن مع الاستعداد لحرب أكتوبر وإعادة بناء القوات المسلحة، فقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس، كما منحت الشعب الثقة فى الجيش.

المزرعة الصينية

كان المشير محمد حسين طنطاوي أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وكان قائدا للكتيبة الـ 16، في الفرقة الـ16 مشاة، وحقق واحدة من ملاحم الحرب الكبيرة أثناء عبور القوات المصرية قناة السويس، ودخل المشير طنطاوي في تلك الفترة في مواجهات مباشرة مع القوات الإسرائيلية وكان قائدها أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق والذي كان في تلك الحقبة قائد كتيبة 143 مدرعات في الجيش الإسرائيلي.

وفي يوم 12 أكتوبر، تم دفع إحدي الوحدات بقيادة المشيرة طنطاوي وكان وقتها برتبة مقدم وقائد الكتيبة 16 مشاة ضمن الفرقة الـ16 المتمركزة في الصفوف الجنوبية للجيش الثالث الميداني، وذلك لتأمين الجانب الأيمن للفرقة لمسافة 3 كيلومترات، وتمكن طنطاوي بمجموعته من تأمين الجانب الأيمن للفرقة للمسافة المطلوبة واستولى أيضا على نقطة حصينة على الطرف الشمالى الشرقى من البحيرات المرة، واجبر الجنود الإسرائيليين على الهروب من أمام قواته.

وفي مساء يوم 15 أكتوبر شارك المقدم طنطاوي بقواته في التصدي لعملية "الغزالة" وهي عملية عسكرية شنتها القوات الإسرائيلية والتى ضمنت قوات مجموعة شارون وهي فرقتي مدرعات، وكان على الجانب المصري فرقتي مشاة ومدرعات بالضفة الشرقية، وعرفت هذه المعركة فيما بعد بمعارك "المزرعة الصينية"، ونجح طنطاوي والقوات المصرية من الفرقة 16 في تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة وكانت أرض المعركة ملئية بالدبابات الإسرائيلية المحترقة.

دهاء إستراتيجي

وكان دور كتيبة المقدم محمد حسين طنطاوي جليا في صباح يوم 16 أكتوبر عندما قامت قوات العدو بالهجوم على الكتيبة 18 مشاة وتمكنت الكتيبة من صد الهجوم ودمرت 10 دبابات اسرائيلية و4 عربات نصف مجنزرة، ثم امتد الهجوم بعدها للكتيبة 16 وهي التي يقودها طنطاوي والجاري الأيسر للكتيبة 18 مشاة على خط القتال، وكانت قوة الهجوم عليه من لواء مظلي ومعه لواء مدرع وكتيبة أخرى، وهنا ظهرت حكمة وصبر طنطاوي وذكاءه العسكري والإستراتيجي فقد قرر حبس النيران لأطول فترة ممكنة لتقييم قوات العدو، وبإشارة ضوئية منه تم فتح نيران جميع أسلحة الكتيبة ‏16‏ مشاة ضد هذه القوات المتقدمة واستمرت المعركة لمدة ساعتين ونصف الساعة حتى أول ضوء.

وفي الصباح وبسبب الضباط تمكنت القوات الإسرائيلية من سحب خسائرها من القتلى والجرحى‏، ولكنها لم تستطع سحب دباباتهم وعرباتهم المدرعة المدمرة والتي ظلت أعمدة الدخان تنبعث منها طوال اليومين التاليين‏.