قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فضل تنظيف وتطييب المساجد.. أمر يغفله الرجال

تطهير المساجد
تطهير المساجد

فضل تنظيف وتطيب المساجد.. تعد المساجد قناديل التقوى وسبل الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وهي مصابيح أهل الأرض تضء لهم الطريق وترشدهم إلى الله عزوجل والفوز بالجنة، واقترنت لعظم فضلها باسم المولى عزوجل فعرفت بأنها بيوت الله فيقول تعالى:"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا"، وفي فضل تنظيف وتطيب المساجد أمور يجب أن يعلمها كل مسلم.

فضل تنظيف وتطيب المساجد.. وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تبرز فضل تنظيف وتطييب المساجد منها أن رفع القمامة من المسجد هو مهر الحور العين، وأنه صلى الله عليه وسلم افتقد إمرأة كانت تنظف المسجد فعلم بوفاتها وذهب إلى قبرها وصلى عليها، ورويعن عائشة قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب».

وأوضح ابن حجر في شرحه للحديث: «وبه يعلم أنه يستحب تجمير المسجد بالبخور خلافاً لمالك حيث كرهه، فقد كان عبد الله يجمر المسجد إذا قعد عمر رضي الله عنه على المنبر، واستحب بعض السلف التخليق بالزعفران والطيب، وروى عنه عليه السلام فعله، وقال الشعبي: هو سنة، وأخرج ابن أبي شيبة أن ابن الزبير لما بنى الكعبة طلى حيطانها بالمسك، وأنه يستحب أيضاً كنس المسجد وتنظيفه، وقد روى ابن أبي شيبة أنه عليه السلام كان يتبع غبار المسجد بجريدة.

فضل تنظيف وتطييب المساجد

بين الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، فضل عمارة المساجد ونظافتها، بأن النبي صلى الله عليه وسلم، سأل عن إمرأة كانت تقوم بنظافة المسجد وذات يومٍ افتقدها فسأل عنها فقالوا أنها ماتت، فقال صلى الله عليه وسلم: "دلوني على قبرها"، ثم أتى قبرها حتى وقف عليه وصلَّى عليها، مبيناً أن نظافة المسجد ورفع القمامة عنه هو مهر الحور العين حيث ورد أنرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إخراج القمامة من المسجد، مهور الحور العين".

وأوضح الأطرش في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، إلى أن المسجد أطهر بقاع الأرض وأرضه مكتوبة في السماء قبل أن يعمرها المصلين، وهو مصباح منير لأهل الأرض كما تفعل النجوم لأهل السماء، مشدداً على أن استخدام العمارة الحديثة أو القديمة في البناء جائز لكن المهم ألا تشغل المصلي عن خشوعه وخضوعه.

وأفتى الأطرش بجواز زخرفة المساجد شريطة ألا تشغل المصلي عما جاء لأجله من خشوع وتضرع وتذلل إلى الله عزوجل، مؤكداً أن المساجد ينبغي أن تكون في عمارتها مماثلة أو تزد عما بجوارها من مبانٍ تبنى وأن تكون كما جرى على أيامنا مدهونة ومفروشة ومضاءة بصورة حسنة ومقبولة.

وقال رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، رداً على سؤالٍ حول حكم بناء المساجد على الطراز الفرعوني والذي أثار غضب أهالي قرية النزلة بالفيوم: "المساجد بيوت الله، وزوارها عمارها، وحق على المزور أن يكرم زائره من باب التفضل"، مشدداً: "ينبغي أن تخلو المساجد من الزركشة التي تشغل المصلي، وألا تقل عن بيوتنا، فالبيوت في هذه الأيام بها إضاءات ودهانات وفرش ويكون على قدر المنطقة المحيطة به".

حكم تزيين المساجد

أكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، جواز زخرفة المساجد ونقشها؛ مشيرة إلى أنه من باب تعظيمها وإعلاء شأنها؛ امتثالًا للأمر الشرعي برفعها وعمارتها وتشييدها.

واستشهدت الإفتاء، في بيان فتواها، بقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾[التوبة: 18]، وهو أمرٌ جرى عليه عمل المسلمين منذ القرون الأولى، وتفننوا فيه، وذلك يتأكد في العصر الحاضر الذي صار النقش والتزيين فيه رمزًا للتقديس والتعظيم، وشيد الناس فيه بيوتهم ومنتدياتهم بكل غالٍ ونفيس، وإنما نُهي عن تزيين المساجد إذا كان بقصد الرياء والسمعة.

حكم تزيين المساجد بالآيات القرآنية

من جانبه، أكد الدكتور شوقي علام مفتي، الجمهورية، أن كتابة الآيات القرآنية على جدران المساجد من الأمور المشروعة، وهو أمر جرى عليه عمل المسلمين منذ القرون الأولى، وتفننوا فيه، وعدوه تعظيمًا لشعائر الله تعالى، وامتثالًا للأوامر الإلهية بعمارة المساجد ورفعها وتشييدها، وأما الأحاديث النبوية التي أخبر فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن زخرفة المساجد وتزيينها من أشراط الساعة فلا تدل على كراهية الزخرفة أو تحريمها، وإنما هي محمولة على الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، وتعمير الظاهر مع تدمير الباطن.

وأضاف علام، في فتوى نشرت عبر البوابة الرسمية للدار، أنّ هذه الزخرفة تتأكد في العصر الحاضر الذي صار النقش والتزيين فيه رمزًا للتقديس والتعظيم، وشيد الناس فيه بيوتهم ومنتدياتهم بكل غالٍ ونفيس، واشترط الفقهاء أن تكون الكتابة محكَمة مُتْقَنَةً غير معرَّضة للسقوط والامتهان. ومَن كَرِهَها أو حرَّمها فلِتَخَلُّف ذلك وعدم تحققه.

وتابع أنّه يجب عند كتابة الآيات القرآنية على المساجد تعهد الكتابة بالصيانة والتنظيف والترميم، وينبغي أن يُراعَى فيها تناسق الشكل والمضمون، وتناسب الجمال مع الجلال؛ كما هو مشاهَدٌ في الكتابات البديعة في مساجد المسلمين عبر التاريخ، شرقًا وغربًا؛ والتي صار كثير منها معالم بارزة يرى الناس من خلالها روائع الفن المعماري الإسلامي.

حكم بيع المساجد الموقوفة

كما ورد إلى دار الإفتاء سؤال من الجالية الإسلامية بجنوب إفريقيا مفاده: هل يجوز بيع المساجد إذا اضطرت حكومة المسلمين إلى ذلك طبقًا لقوانينها؟ مع شرح كيفية الاعتراض.

وقال الشيخ حسن مأمون، مفتي الجمهورية الأسبق،إن المساجد التي يحتاج إليها المسلمون لإقامة الشعائر الدينية فيها لا يجوز بيعها مهما أدت الضرورة إلى ذلك؛ لأنها تعتبر وقفًا، وبيع الوقف باطل.

واستطرد المفتي: "إذا تخرب المسجد وليس له ما يعمر به واستغنى الناس عنه لبناء مسجد آخر، أو لم يتخرب ولكن تفرق الناس من حوله واستغنوا عنه لخراب قريتهم؛ فقد اختلف الشيخان محمد وأبو يوسف صاحبا أبي حنيفة في حكمه:فقال الإمام محمد: إنه يعود إلى ملك الواقف إن كان حيًّا، وإلى ورثته إن كان ميتًا؛ لأنه عينه لقربةٍ مخصوصةٍ، فإذا انقطعت رجع إلى المالك، وإذا لم يعلم صاحبه ولا ورثته جاز بيعه وصرف ثمنه في مسجد آخر، ومثل المسجد جميع لوازمه.

وقال القاضي أبو يوسف: هو مسجد أبدًا إلى قيام الساعة، ولا يعود بالاستغناء عنه إلى واقفه، ولا إلى ورثته؛ لأنه قد سقط ملكه عنه لله سبحانه وتعالى، والساقط لا يعود، ولا يجوز نقل أنقاضه ولوازمه إلى مسجد آخر.

وشدد على أن أكثر المشايخ على قول أبي يوسف، ورجحه العلامة ابن الهمام في "الفتح"، وروي عن القاضي أبي يوسف أيضًا أنه لا يعود إلى المالك، لكن يحول نقضه وما فيه من لوازم إلى مسجد آخر، أو يباع ذلك بإذن القاضي ويصرف ثمنه في أقرب مسجد إليه. وقد جزم بهذه الرواية صاحب "الإسعاف" وأفتى بها كثير من المتأخرين؛ لأن ترك الأنقاض وخلافها بدون صرفها إلى مسجد آخر مما يؤدي إلى ضياعها إذا طال الزمان.

وذكر بعضهم أن قول الإمام أبي حنيفة كقول الإمام محمد، وبعضهم ذكره كقول القاضي أبي يوسف.

حكم استخدام أدوات المسجد للأغراض الشخصية

بينت دار الإفتاء المصرية، حكم استخدام أدوات المسجد للأغراض الشخصية خارج المسجد وتعريضها للتلف، كالسلم، والماء لغسيل السيارات أمام المسجد، والكهرباء لإنارة البيوت، حيث قال

الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في إجابته على السائل:"لا يجوز استخدام ما وُقِفَ للمسجد إلا لحاجة المسجد، وقد حذَّر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم من إخراج شيء من مخصصات المسجد مهما قلَّ نفعُه؛ فقال: «إِنَّ الْحَصَاةَ لَتُنَاشِدُ الَّذِي يُخْرِجُهَا مِنَ الْمَسْجِدِ» رواه أبو داود".

وأشار إلى أن استخدام أدوات المسجد في غير شؤونه فيه إثمٌ وذنبٌ عظيمٌ، وفيه تضييعٌ لأموال المسلمين الموقوفة، وتعريضٌ للمسجدِ ومَرافقِه للتلف والتعطيل، ويدخل هذا تحت قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا﴾ [البقرة: 114].