الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الجامع الأزهر: الثقافة بدون ضوابط شرعية تهدم الوطن وتقضي على الهوية.. التدين دون علم "معلول" يحتاج إلى علاج .. ويكفي طلاب العلم فخراً أن الملائكة تضع أجنحتها رضاً بما يصنعون

صلاة الجمعة من الجامع
صلاة الجمعة من الجامع الأزهر

عبد الفتاح العواري يخطب الجمعة بالجامع الأزهر:
 التدين دون علم هو تدين معلول يحتاج إلى علاج
 العلم أول أسباب التقدم ونهضة الأمم
يكفي طلاب العلم فخراً أن الملائكة تضع أجنحتها رضاً بما يصنعون
 

بثت الفضائية المصرية، شعائر صلاة وخطبة الجمعة، من الجامع الأزهر، حيث يلقي خطبة الجمعة، الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف.

وحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة بعنوان: "حق الوطن والمشاركة في بنائه"، مؤكدة على جميع  الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.

وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إنه قد جرت سنة الله في الكون، أن تقدم الأمم ونهوضها وبناء حضارتها والمحافظة على مستقبلها ومستقبل أبنائها، أن تأخذ تلك الأمم بأسباب التقدم وبوسائل هذا البقاء.

وأشار العواري خلال خطبة الجمعة بالجامع الأزهر الشريف، تحت عنوان "أسباب البقاء والتقدم" إلى أن هذه الأسباب وتلك الوسائل التي متى أخذت بها الأمم في الكون الذي نعيش فيه كتب الله لها البقاء، يأتي على رأسها وأولى أولوياتها الأخذ بالعلم، لافتاً إلى أن العلم هو النور به يتبدد ظلام الجهل وظلماته، هو النور الذي به تشرق شموس المعرفة، وهو الهدى الذي ينير الطريق فيعرف سالكوه سبل الرشاد من الغي فيحذروا الشيطان ويكونوا حزب الله هم الغالبون.

وتابع العواري أن العلم هو أول أية تنزلت على قلب حبيبكم سيدنا محمد، فكانت أمراً بأدواته ووسائله، فمفتاح العلم هو القراءة، وأي تلميذ منذ نعومة أظفاره يدفع به أهله إلى معلم يعلمه أول ما يبدأ معه قائلاً "اقرأ يا ولدي"، موضحاً أن القراءة هي مفتاح العلوم ووسيلتها وأدائها والتي متى أتقنتها الأمة وأفرادها فقرأوا قراءة حقيقية تحقق لهم كل أهدافهم من تقدم اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي، دانت لهم الدنيا فأقبلت إليهم راغمة لأنهم ملكوا أداة العلوم إنها القراءة، فالقراءة بسم من لا باسم نبي ولا عالم ولا رئيس ولا مرءوس إنما باسم الله افتتح بها الوحي متنزلاً على قلب رسول الله "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، أي إن الذي أوجدك من العدم فسواك بشر سويا واختارك لرسالته واصطفاك لدعوته قادر على تعليمك دون معلم.

وشدد على أنه ما أحرانا ونحن نعيش في وطن يقدر العلم وأهله، أن نبذل قصارى جهدنا في تحصيل العلوم لا فرق بين ديني ودنياوي فالطب واجب في الشريعة، والرياضيات والفلك والكيمياء والأحياء والفلسفة والمنطق، وعلوم الزراعة، الصناعة وغيرها، وحري بالوطن أن يحقق أبنائه فروض الكفاية من تلك العلوم حتى لا يكونوا متسولين على موائد المجتمعات، فطالب العلم في كنف الله وعليه الصبر والجلد والتحصيل وأن يتقن علمه وتجويد علومه ليعود ذلك بالنفع على دينه ووطنه.

 

واختتم قائلاً: "يكفي طلاب العلم فخراً أن الملائكة تضع أجنحتها رضاً بما يصنعون، حيث يقول النبي "من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع"، مشدداً أيها المسلمون كونوا واعيين لهذا الأمر الجلل أفراداً وجماعات ووزارات ومؤسسات وشركات، راعو أبنائكم ولا تقصروا فالمستقبل للعلم والعلوم ولا مستقبل لوطن من الأوطان إن تخلف، فهو أمر ضروري تحتاجه المجتمعات والأوطان وحري بنا أن نكون كما أراد الله امة العلم والمعارف والفكر والعلوم والنظر والتدبر والتعقل والتأمل". 

وقال خطيب الجامع الأزهر، إن الشريعة الإسلامية  حثت على طلب العلم وبينت أن سنن الله في الكون لا تجامل أحدا، فتدين المتدينين بدون علم ، هو تدين معلول يحتاج إلى علاج.

وأضاف العواري، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، أن ثقافة المثقفين بدون ضابط من ضوابط الشرع، يهدم الوطن ويقضي على الهوية.

وأشار إلى أن أي علم من العلوم والمعارف التي نكتسبها حري أن تدثر بدثار التدين والشرع وإلا كانت وبالا على صاحبها وطالبها.

وذكر أن كثير من الأمم تخلت عن التدين والشرع، وتفوقت في العلم المادي فأنتجت علوما دمرت الشعوب وقضت على البيئات وأفسدت الأرض وأهلكت الحرث والنسل.

وأشار إلى أن العلوم في الشرع هي علوم مطلوبة لكن لابد أن تكون منضبطة بضوابط الشرع والدين، وهذا هو الذي يريده الإسلام وأخذ به سلفنا، حيث تفوقوا في العلوم وصدروها للغرب قبل الشرق.