الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب: مبادرة «الأزهري» ومجلس حكماء رياضي

صدى البلد

الجميع يشهد بأن الوسط الرياضي في مصر أصبح مُحاط بحالة عصبية مسمومة، وخاصة الفترة الأخيرة، من المخيف أصبح ذلك التعصب يُدار بمنهجية شديدة، وترتيب وتنسيق ، وساعد في ذلك وساهم بشدة أدوات "السوشيال ميديا"، وأبرزها وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك الإعلام الذي يُغذى هذه المعركة بمساعدة أفراد يهمها فى المقام الأول إشعال نار الفتنة الكروية فى مصر لادراكها الشديد بأن للرياضة أهمية واهتمام شديد بالنسبة للمجتمع المصري، وخاصة كرة القدم، وللأسف انزلق الآلاف من مشجعي أكبر ناديين فى مصر، والوطن العربي وإفريقيا، بل ومن أكبر أندية العالم من حيث الشعبية والجماهيرية،الأهلى والزمالك، أو الزمالك والأهلي، بل وتحول الأمر إلى ما يشبه الحرب الكروية بين جماهير، وإدارات الناديين العريقين، ومن هذا المنطلق ، وبالنظر إلى أنَّ الرياضة تُوحِد الناس وتُؤلف بينهم، وتزيدهم محبة، خاصة إذا ما كان لاعبي الفريقين هم قوام المنتخب الوطني وقطبي الكرة المصرية، وقد لا يكون من باب المبالغة إذا ما اعتبرنا أن كرة القدم، و الرياضية هي المجال الحقيقي للتعبير عن حب الوطن،
فقد دعا الدكتور "أسامة الأزهري" المستشار الديني لرئيس الجمهورية وأحد علماء الأزهر الشريف، إلى مبادرة لجمع كل الأطراف الرياضية من فريقي الأهلي والزمالك، في جلسة شاي بمسجد "الفتاح العليم" وطي صفحات الإساءة والشتائم بين جميع الفرق الرياضية، وتوجيه الطاقة السلبية إلى نجاح وليس صراع.
وعند النظر إلى تلك المبادرة نجد في باطنها شعار خفي يجب أن يُدَرسَ لمن يريد الفهم الحقيقي لحب الوطن ومحبة أمنه واستقراره ، شعار نابع من قوله تعالى ": {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ} فهذه الدعوة نابعة من مبدأ تسابق الخيرات، والسعي إلى الوحدة بعيدًا عن التخصص، أو العمل المشترك ، فهو دائمًا ما يدعو إلى رفع الهمم وارتياد معالي الأمور. لا شك أنَّ هناك جملة من الأسباب ولعل واحدًا من أهم هذه الأسباب: الهمة العالية في حب وطنه، والسعي إلى المواطنة خاصة عندما تم توضيح المقصد، وأهداف تلك المبادرة، والتي أشار "الأزهري" فيها إلى عدة نقاط مهمة تم توضيحها توضيحًا تامًا، وهو أنَّ هذه ليست مبادرة جلسات عرفية، بل هي تمهيد لتصفية الأجواء، ومنع التجاوز والشتائم، وإتاحة الفرصة للمسار القانوني في أي نقاط خلافية، فالمستهدف من هذه المبادرة ليس إلا إدارة الخلاف بصورة أخلاقية رفيعة، واوضح أنّ كل النقاط الخلافية المتشعبة بين الأندية المختلفة فلها سبيل وحيد للفصل فيها ألا وهو القانون والقضاء ولجان الانضباط والعقوبات في اتحادات الكرة، لكن هل تُحاط عملية التقاضي بالشتائم والكراهية والسباب، أم تُحاط بكل الاحترام والتعامل الراقي الذي تهدأ فيه النفوس ما دامت قد أرجعت الأمر للقضاء؟!!!
كل التحية لمبادرة "الأزهري" التي هي دعوة لكل قادة الرأى فى مصر، وإلى عقلاء المجتمع، ورموزه وهي مبادرة لنبذ التعصب الرياضي وتفكيك حالة الاحتقان في الشارع الرياضي؛ بالحوار الهادئ والمتزن والتقريب بين وجهات النظر بين الناديين الكبار، ونناشد الدكتور "أسامة الازهري" مع هذه المبادرة، وأثناء انعقادها الدعوة لتأسيس مجلس حكماء من لجنة موسعة من المثقفين والرياضيين والسياسيين، ومن كبار لاعبي كرة القدم المصرية القدامى من الفريقين، ويكون له دور انعقاد وتواصل ما إن دعت الضرورة إلى انعقاده، وكذلك عقد جلسات محددة طوال الموسم الرياضي فالأمر يحتاج الآن إلى وقفة حقيقية مع تلك المبادرة من كافة الجهات المعنية فى الدولة، ومن العقلاء والراشدين من أبناء قطبي الكرة المصرية؛ لمعالجة هذه الظاهرة السلبية، واللجوء إلى الحوار المحاورة بدلًا من تبادل الاتهامات والشتائم والصياح بلا فائدة، وهو النموذج والقدوة السيئة للشباب داخل المجتمع، فهذا لا يليق أنْ يحدث بين أكبر ناديين رياضيين فى مصر المفترض أنَّ مهمتهما تربية الشباب على الأخلاق و المنافسة
الرياضية فى إطار الروح الرياضية السليمة.
إننا لسنا فى حاجة إلى تشريعات، أو قوانين بقدر احتياجاتنا لوقف ما يسيطر على الشارع الرياضي من التعصب الكروى، فإن لدينا من القوانين الغير مطبقة الكثير، واللجان الانضباطية الموقوف تنفيذ عملها الأكثر.
كل التحية والإجلال للدعوة الكريمة لتلك المبادرة الأزهرية برعاية الدكتور"أسامة الازهري"، وكل الدعم لمجلس الحكماء إن تم تأسيسه ونرجو ذلك حتى يكون للمبادرة ثمار حقيقية .