الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: العقائد في الإسلام (1)

صدى البلد

 المُُحاضرة الأولى من سلسلة مقالات دين حياة  في العقائد عن العقيدة وما يتعلق بها . في البداية نُعرف معنى ومفهوم العقيدة في الإسلام .. العقيدة هي كل ما يعتقده الإنسان ويؤمن به غيبا إعتقاد يقيني بلا شك أو لبس أو حيرة .يقول تعالى (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة يوقنون )  هذا ومعنى العقيدة إصطلاحا هو عبارة عن مجموعة الأصول التي يجب على المسلم التصديق بها بقلبه والإطمئنان بها في نفسه بحيث يبلغ تصديقه مرتبة اليقين الجازم الذي لا يُخالطه شك أو تردد أو حيرة . والعقيدة في اللغة مأخوذة من العقد وهو ما يدل على الربط والشد والوثاق  بمعني ( إعتقاد في القلب إستقر وشُد عليه وربُط وعُقد عليه عقده لا تنفك أبدا ) . والعقيدة الإسلامية هي اليقين الكامل والتسليم الكلي والإيمان الجازم بوجود الله تعالى ووحدانيته وتفرده بالخلق والإيجاد والإيجاد من العدم والأحياء والإماتة وبعث الأموات وحسابهم. وكذا الإيمان بسائر أركان الإيمان التى أشار إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عندما سأله الأمين جبريل عليه السلام عن الإيمان بقوله ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وقضاء الله خيره وشره ) . وكذا الإيمان بأركان الإسلام الخمس التي أشار إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله ( بُني الإسلام على خمس.  شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.  وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة  وصوم رمضان وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا  ) . والإيمان بكل ما هو قطعي في الدين ( أي ما جاء به نص بآية محكمة أو حديث نبوي صحيح ) . هذا ومحل الإيمان القلب . لقوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ( الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ) . وكذا الإيمان بكل الغيبيات التي أخبرنا الله تعالى بها في كتابه الكريم وكل غيب أخبر به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله  . هذا والعقيدة هي الأساس الذي يُقام على أثرها العبادات والتكاليف الشرعية والإلتزام بالأوامر والنواهي الإلهية وإقامة الحدود والأحكام التي شرعها الله تعالى وأوجبها على المسلمين . هذا ولابد أن تكون العقيدة كاملة وراسخة ومستقرة في قلب المسلم . والله تعالى لا يقبل بالنقصان فيها . ولقد أمر الحق عز وجل المؤمنين بحق تقاته فيما يتعلق بأمر العقيدة فقال تعالى  ( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) . هذا وعندما يستقر الإيمان في قلب العبد ويلزم خط الإستقامة يرتقى من الإيمان بالغيب إلى إيمان الشهود . أي يتحقق بإيمانه ويصبح إيمان شهود لا إيمان  إعتقاد غيبي والدليل على ذلك قوله تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا  ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياءكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها تدعون نزلا من غفور رحيم ) . والدليل على ذلك أيضا ما كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله والصحابي الجليل سيدنا حارث بن مالك الأنصاري رضي الله عنه حينما سأله رسول الله كيف أصبحت ياحارث؟ .فقال : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله . فقال: أنظر ما تقول فإن لكل شئ حقيقة فما حقيقة إيمانك ؟ . فقال : قد عزفت نفسي عن الدنيا وأسهرت بذلك ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار يطضاغون فيها . فقال صلى الله عليه وسلم : عرفت فألزم ..