الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحكمة من الأذان في أذن المولود؟.. الإفتاء تجيب

الحكمة من الأذان
الحكمة من الأذان في أذن المولود

سَنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- مجموعةً من السُّنَن يقوم بها المسلم عندما يُرزق بمولودٍ جديد كنوعٍ من شكر الله على عطائه، ولكي يَنشأ المولود على الالتزام بأوامر الله -جلّ وعلا- يستحب الإلتزام بم يسن فعله للمولود.
 

ومن العادات التي يحرص عليها المسلمون مع كل مولود جديد، هي ترديد الأذان في أذن الطفل فور ولادته، وهي عادة شرعية توارثوها، ويتم الأذان في الأذن اليمنى للمولود، وتقام الصلاة، أي نداء الإقامة في الأذن اليمنى.

 

الحكمة من الأذان في أذن المولود ؟.. سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، موضحة: بأن الأصل في الأذان أنه قد شرع للإعلام بالصلاة، إلا أنه قد يُسَن في غير الصلاة تبركًا واستئناسًا أو إزالةً لهمٍّ طارئ وغير ذلك من المقاصد الحسنة؛ فيُسن الأذان مثلًا في أذن المولود حين يولد؛ لحديث أبي رَافِعٍ رضي الله عنه قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاةِ»، أخرجه الترمذي في «سننه»، وقال: هَذَا حديث حسن صَحِيح.

 

الحكمة من الأذان في أذن المولود ؟

 

وأضاف دار الافتاء: أن الإمام ابن القيم قال في "تحفة المودود بأحكام المولود" حتى يكون أول ما يطرق سمعه هذه الكلمات التي فيها تعظيم الله وتكبيره والشهادة له سبحانه بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، ولأن الأذان يطرد الشيطان.
 


كما يسن الأذان في أُذنِ المهموم فإنه يزيل الهمَّ، وخلف المسافر، ووقت الحريق، وعند مزدحم الجيش، وشرع الأذان لإذهاب الخوف وعند الضلال في السفر، وللمصروع ، وعند إنزال الميت القبر.

 

 الحكمة من الأذان في أذن المولود

 

حتى يكون أول ما يقرع أذني المولود عبارات التوحيد، وتعظيم الله تعالى، وأن يكون إلقاء كلمة التوحيد على مسامعه بمثابة التلقين لدخول الإسلام، وإبعاد الشيطان وإرغامه، كما يحصل للإنسان عند خروجه من الدنيا حينما يُلقّن كلمة التوحيد، وبسماع الطفل كلمة التوحيد تصل دعوة الإسلام إليه فتسبق دعوة الشيطان

 

 

أدعية للمولود

 

ولا توجد صيغة محددة للدعاء للمولود، فيمكن الدعاء بأي دعاء يجول بخاطرك، ومن بين الأدعية:

« بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره، وجعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم-».

«اللهم أنبته نباتا حسنا، واجعله قرة عين لوالديه، واحفظه وبارك لنا فيه واجعله من أهل الصلاح والتقوى».

 

 

ما يسن فعله للمولود


1- التّهنئة بالمولود: إذا وُلِد المولود حيّاً، وخرج من بطن أمه صارخاً باكياً فإنّه يُستحبُّ لمن كان موجوداً حين الولادة من النّساء أو من كان قريباً من مكان الولادة وعَلِم بالخبر أن يُبشّر والده ومن يُحبّ بذلك؛ لما في البشارة من سرور لأهل المولود وخِلّانهم، فيُستحبّ للمُسلم أن يبادر إلى إدخال السّرور إلى قلب أخيه وإعلامه بما يُسعده.

2- الأذان والإقامة في أُذنَيْ المولود: يُستحبّ لمن وُلد له مولودٌ - ذكرٌ كان أم أُنثى- أن يؤذِّن في أذنه اليُمنى، ويُقيم الصّلاة في الأذن اليُسرى بعد الولادة مُباشرةً، وذلك لما رواه أبو رافع: «أنّ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أذَّن في أذن الحَسن حين ولدته فاطمة»، ويرجع بعض العلماء سبب مشروعيّة ذلك ليكون أول ما يَرِد على سَمع المولود هو توحيد الله جلّ وعلا، كما يُلقَّن عند خروجه من الدّنيا بالموت، ولِما فيه من طرد الشّيطان عنه، فإنّه يُدبِر عند سماع الأذان كما جاء في الخبر، ويُسَنّ أن يقول في أُذن المولود اليمنى: «إني أُعيذها بك وذُريّتها من الشّيطان الرّجيم».

3- تحنيك المولود: يُسنّ أن يُحنِّك المولود بتمرة؛ بأن يمضُغها شخصٌ، ثم يُدلّك بها داخل فم المولود ولثّته وشَفَتيه، ويفتح فمه، حتّى ينزل إلى جوفه منها شيء، فإن لم يجد تمراً جاز له أن يُحنِّكه بأي شيءٍ حلو، لما في الصّحيحين عن أبي موسى قال: « وُلِدَ لي غُلامٌ، فأَتَيتُ به النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فسمَّاه إبراهيمَ، فحنَّكَه بتمرةٍ، ودعا له بالبَركةِ، ودفَعه إليَّ، وكان أكبرَ وَلَدِ أبي موسى».

4- حلق شعر رأس المولود: يُستحبّ حلق رأس المولود في اليوم السّابع من ولادته، أي بعد أن يُصبح عمره أسبوعاً، ويُسمّى في ذلك اليوم بعد ذبح العقيقة، ويُتَصدَّق بوزن شعره الذي حُلِق ذهباً أو فضةً؛ لأنّه عليه الصّلاة والسّلام أمر فاطمة، فقال: « زِني شعر الحسين، وتصدّقي بوزنه فضةً»، كما قال لها لما ولدت الحسن: «احلقي شعر رأسه، فتصدّقي بوزنه من الوَرِق»، أي الفضّة، وقِيس الذّهب على الفضّة.

5- ختان المولود الذكر في اليوم السّابع: يُسنُّ لمن وُلِد له مولود ذكر أن يختنه، وتختلف الأعراف بموضوع الختان من بلدٍ لآخر، كما يختلف الحكم بحسب طبيعة البلد من برودة أو حرّ، وقد كره الحنفيّة ختان المولود في أول يومٍ من أيّام الولادة وحتّى اليوم السّابع؛ لأنّ ذلك من فعل اليهود، أمّا عند الشافعيّة فيُستحبّ أن يكون الختان في اليوم السّابع من ولادته؛ لما أخرجه البُيهقيّ عن عائشة: « أنّ النبيّ عليه الصّلاة والسّلام ختن الحسن والحسين يوم السّابع من ولادتهما»، وهو سُنّة مُؤكّدة عند المالكيّة والحنفيّة للذكور فقط ، ويُستحبّ أن يُؤخَّر عند المالكيّة حتى يبلغ الصبيّ سنَّ الصّلاة ويُؤمَر بها، وذلك من سنّ سبع سنوات إلى عشر سنوات.

6- العقيقة عن المولود: والعقيقة اصطلاحاً: ما يُذكَّى عن المولودِ شُكراً لله تعالى بِنِيّةٍ وأحكامٍ مَخصوصة، وتُسمّى نسيكةً، أو ذبيحةً، اختلف الفُقهاءُ في حُكم العقيقة؛ فذهب الإمام الشافعيّ وأحمد بن حنبل إلى أنَّ العقيقة سُنَّةٌ مُؤكَّدةٌ، ورجَّح المالكيُّة أنَّ العقيقة مندوبةٌ، وقال الحنفيُّة أنَّها جائزةٌ مُباحةٌ فيجوز فعلها ويجوز تركها.