الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسامة علي يكتب: عضة كلبك ترياق يا باشا 

صدى البلد

قبل سنوات لم أكن أعرف للكلب وظيفة فى بيئتى البدوية سوى أنه الحراس الأمين للمواشى، فقد تربى على الحراسة دون غيرها، وللكلب الأفضل درجة أعلى وهي أن يسمح له صاحبه مرافقته ليلا عند المرور من مزارع الزيتون الممتلئة بالذئاب المتربصة من الجو في شتاء فبراير القارس، فإذا تجرأ وترك مكان حراسته أو حتى دخل منزلنا، فمصيره القتل.


بعد السفر والاستقرار بالقاهرة، اكتشفت أن الكلب "نفسيته بتتعب" وتتحسن بالسفر للساحل الشمالى، كنت أعمل فى مكتب للتشطيبات والمقاولات العامة، وذات يوم ذهبت ومعى عمال لتركيب الرخام للعمل بإحدى فلل التجمع الخامس، فى التاسعة صباحا استقبلنا الخفير، وبدأ العمال في العمل، فى العاشره صباحا أدار أحدهم "الصاروخ" الذى يصدر عنه صوت مزعج لتقطيع الرخام، فما من الخفير إلا أن جاء بأنفاس متقطعة، قائلا: "الكلب تعبان عاوزين تقطعوا أكل عيشى بلاش صوت عالي". 


صدمت ومن معى، وطلبنا من الخفير مواصلة العمل، فيجب الانتهاء منه اليوم وإلا لن يحصل العمال على مقابل لعملهم، ولكنه أصر على موقفه وطالب بعدم استخدام الصاروخ إلا بعد الواحدة ظهرًا بعد أن يستفيق الكلب ويتناول طعامه. 


فى بادئ الأمر شككت أن للكلب قصة مثيرة، احتل بها مكانة عند صاحبه، قد يكون أنقذه من الغرق، أو قبض على لص اخترق الفيلا وهدد حياة ابنته، زال الشك، عندما كشف الخفير قصة الكلب قائلا: "شوف يا أستاذ الكلب دا جاي استيراد من ألمانيا عنده 4 شهور بـ 26 ألفا، ليه جواز سفر، وطبيب بيكشف عليه كل 15 يوما، إضافة لمدرب شراسة يحضر ثلاثة أيام أسبوعيا، للكلب 4 أنواع من البرفان،عند الاستحمام، والنوم، نوعان منها يضافان مع طعامه "البسكوت". 


واصل الخفير حديثه قائلا: "طبيب الكلب كشف عليه من أسبوع وقال لازم يروح الساحل لأن نفسيته تعبانة، وبالفعل سافر الكلب مع السائق للاستجمام وعاد أمس ليلا ولسه نايم ماصحيش" أحد العمال قاطع الخفير قائلا: "طب قول لصاحب الكلب ممكن ياخدنى وانا اهوهو ليه بس أعيش عيشة الكلب". 


انخرطت بعد ذلك فى العمل الصحفى الخاص بمتابعة أخبار البرلمان وما يصدر عنه من تشريعات، ووجدت أن مشكلة الكلاب تعاظمت مع مرور الوقت وحضرت تحت قبة البرلمان حتى تطلَّب ذلك حضور 7 وزراء عام 2019، ظننت حينها أن تعاظم أهمية الكلاب ستتوقف عند هذا الحد إلا أنه فى تطور خطير خرج علينا رئيس قسم العظام بجامعة عين شمس مطالبا ممرضًا بالسجود لكلبه، بعد وصلة من التعذيب النفسي والجسدى للممرض المكلوم في لقمة عيشه.
 

تعاظمت مشكلة الكلاب والعيب ليس فيها.