رغم مناشدات كل عام التى يطلقها المزارعين للحفاظ على معاناة شهور طويلة مع محاصيلهم الزراعية، إلا أن أزمة نقص الأسمدة تأبى أن تنتهى بمحافظة قنا خاصة فى فصل الصيف ، ما يتسبب فى مشاكل عديدة للمحاصيل الزراعية خاصة محصول القصب الذى تحتل محافظة قنا المركز الأول فى إنتاجه على مستوى الجمهورية.
الأزمة لم يكن سببها تقصير المزارعين فى دفع المستحقات المالية اللازمة لشراء الأسمدة ، لكن حجج واهية تعلنها الجمعيات الزراعية و موردى الأسمدة ، فالأموال يتم إيداعها بالملايين فى البنوك أملاً فى وصول الأسمدة فى مواعيدها المقررة ، إلا أنها لا تصل إلا بعد شهور طويلة .
قال أحمد عبدالحكيم " محام" ، قنا أكثر محافظة تزرع محصول قصب سكر على مستوى الجمهورية، لكنها رغم ذلك تعانى من أزمة أسمدة ، وهو ما يجعل أهم محصول زراعى فى مصر يعانى بشدة من نقص الأسمدة، وهو ما يؤثر بشدة على هذا المحصول الذى يستهلك كميات كبيرة، و تحدثنا كثيراً مع المسئولين عن ضرورة توفير الأسمدة لانقاذ المحاصيل الزراعية، إلا أن الحجج كثيرة، مرة يدعون نقص إنتاج الكميات من المصنع ومرة أخرى الأسمدة فى الطريق لكنها لا تصل فى النهاية.
وتابع عبدالحكيم ، الأسمدة أصبحت أزمة كل عام ، فالرسوم يتم تسديدها مقدم قبلها بـ ٤ شهور، ولا نعلم أين تذهب المبالغ المدفوعة، وهو ما يضطر المزارعين إلى شراء الأسمدة من السوق السوداء لانقاذ محاصيلهم والتى تصل فى بعض الأحيان إلى 400 جنيه للشيكارة الواحدة، مقابل سعرها الرسمى المقدر بـ 170 جنيه حال توافرها على الحيازة الزراعية.
و قال حسن ماهر " خطيب مسجد" ، تأخر وصول الأسمدة تسبب فى حدوث إصفرار لمحصول القصب وتلف لأطرافه وهو ما يهدر تعب المزارعين بعد عام كامل يقضونه فى الحر والشمس الحارقة أمام محصول القصب، لذلك لابد أن تقوم الجمعيات الزراعية بدورها الحقيقى فى توفير السماد و حماية الأراضي الزراعية و المزارعين من التلف.
و أوضح ماهر، بأن شيكارة الأسمدة تصل فى السوق السوداء إلى ٣٧٠ جنيه ولا نجدها فى الكثير من الأحيان ، فى حين أن سعر طن القصب لا يتجاوز ٧٢٠ جنيه، رغم كل التكاليف التى يتكبدها المحصول طوال العام ، لذلك لابد من تدخل فورى و عاجل لإنقاذ زراعات القصب المهددة بالتلف نتيجة نقص الأسمدة.
و أشار محمد على اسماعيل "مزارع " إلى أن تأخر السماد يتسبب فى أزمة كبيرة لجميع المحاصيل، لكن محصول القصب من أكثر المحاصيل التى تتأثر بنقص الأسمدة ويظهر ذلك على لون المحصول و إنتاجيته فى نهاية الموسم، والتى لا تتناسب مع ما ينفق على المحصول طوال العام.
و طالب اسماعيل، بأن تفتح الدولة تحقيق موسع فى تأخر وصول الأسمدة للمزارعين ، ومن المستفيد من وراء تلف المحاصيل، فلا يحق أن تعانى محافظة بأكملها من تأخر وصول الأسمدة الضرورية لمحصول منتج و قوى .