الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلهام فاروق شبانة تكتب: لا سجود إلا لله

صدى البلد

 

استيقظنا يوم الخميس ٩ سبتمبر ٢٠٢١ على واقعة تبكي لها العين، وينفطر لها القلب، ويقشعر لها البدن، تتلخص في (أن طبيب يستهزيء بممرض كبير السن وينتقم منه بدعوى أنه أهان كلبه، ويطلب منه أن يسجد لهذا الكلب)، وكأن إهانة الكلب أصبح عقابها إهانة الدين وازدراءه، وكأن هذا الطبيب المسلم لم يسمع مطلقًا قول الله تبارك وتعالى: 
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ» [الحج: 18].

فالسجود عبادة جليلة لا تُصرَف إلا لله وحده؛ فلا يُعبَدُ ولا يُسجَدُ لشيءٍ من المخلوقات كلها مهما كَبُرَت أو عَظُمَت.

تلك العبادة التي تُعد أحد البراهين على إيمان العبد وتوحيده لله _سبحانه وتعالى_، حتى هدهد سليمان كان يعرف قدرها، فأنكـر على أهل سبأ سجودهم للشمس من دون الله قال تعالى: « إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ • وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ» (٢٣-٢٤).

فالسجود أعظم أركان الصلاة لما فيه من مظاهر الخشوع والانقياد والخضوع لعظمة الله تعالى، واعترافًا من العبد بأن له إله واحد أحد يفتقر إليه في جميع أحواله، وطائع لأوامره ومتذلل بين يديه وبه يتحرك إيمان العبد المؤمن ويستشعر عظمة الصلاة وما فيها من ذكر لله تعالى.

ولما كان السجود بهذه المنزلة الربانية العالية ما كان ينبغي لهذا الطبيب _مهما علا قدره_ أن تُسول له نفسه الاستهانة بهذه العبادة، ويكفي ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم أهل الهمم العالية من أصحابه في هذه العبادة حيث قال لربيعة ابن مالك الأسلمي عندما كانت أمنية حياته مرافقة النبي في الجنة (فأعني على نفسك بكثرة السجود) صحيح مسلم.

فقد نتفهَّم محبة صاحب الكلب لكلبه، ونقدر حجم انزعاجه عند الاساءة له، ولكن لن نَتفهَّم أبدًا الاساءة للدين الإسلامي ولا للسلام الوطني.