الذكر بعد صلاة الفجر ، يعد الذكر بعد صلاة الفجر ، من الأمور المهمة والتي يثاب عليها المسلم كثيرا إذا فعلها وداوم عليها.
فضل الذكر بعد صلاة الفجر
من جلس في المسجد بعد صلاة الفجر يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلّى ركعتين كان له أجر حجة وعمرة تامة كما جاء في الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِى جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ) رواه الترمذي، والذي يجلس في المسجد وهو يقرأ القرآن أو يطلب العلم ويستمع لدروسه هو في ذكر، وله أجر الذاكرين.
فضل الجلوس بعد صلاة الفجر
ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أحاديث نبوية كثيرة تشير إلى فضل التعبد بعد أداء صلاة الفجر، وأهمها ما ورد في الحديث: «مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ»، [صحيح].
الذكر بعد صلاة الفجر حتى الشروق
لا بدَّ من أن يكون للمسلم نصيب من الذكر بعد صلاة الفجر، فهذا له الأجر العظيم، فيجلس في المسجد ولو مرة واحدة في الأسبوع ذاكراً لله تعالى، تاليًا للقرآن حتى تطلع الشمس، فيصلي ركعتين ويرجع إلى أهله بالأجر العظيم.
أذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق
الذكر عقب الصلاة من الأمور المطلوبة شرعًا؛ وذلك للأمر الرباني بالذكر عقب الصلاة في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103].
وأفادت السنة ذلك أيضًا في أحاديث كثيرة صحيحة في أنواع منه متعددة، عن أذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق
، وأجمع العلماء على استحباب الذكر بعد الصلاة. انظر: "الأذكار" للإمام النووي (ص: 70، ط. دار الفكر).
أذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق
ما رواه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الدعاء أسمع؟ قال: «جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ».
ومنه: ما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتكبير".
وما رواه مسلم أيضًا عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقال: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ».
وما رواه مسلم أيضًا عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ».
وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتعوذ دبر الصلاة بهؤلاء الكلمات: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ».
وروى الترمذي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة".
أفضل الذكر بعد صلاة الفجر
وروى أبو داود عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيده وقال: «يَا مُعَاذُ، وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ»، ثم قال: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ، لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».
وروى النسائي عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في دبر كل صلاة: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ».
وروى الطبراني في "الأوسط" عن أنس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ثم قال: «بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي الْهَمَّ وَالْحَزَنَ».
وروى الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: ما صليت خلف نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم إلا سمعته حين ينصرف يقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَذُنُوبِي كُلَّهَا، اللَّهُمَّ انْعَشْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ؛ إِنَّهُ لَا يَهْدِي لِصَالِحِهَا وَلَا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ».
وروى ابن السني في "عمل اليوم والليلة" عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان مقامي بين كتفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى قبض، فكان يقول إذا انصرف من الصلاة: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ، وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ، وَاجْعَلْ خَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ».
وقد جاء الإرشاد إلى قول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر؛ ثلاثًا وثلاثين لكل واحدة منها كذلك عقب الصلاة، ومما ورد في ذلك:
ما رواه الشيخان -واللفظ للبخاري- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: ذهب أهل الدُّثُور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم؛ يُصَلُّون كما نُصَلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فَضلٌ من أموال يَحُجُّون بها، ويَعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون، قال: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ: تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ»، فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فرجعت إليه، فقال: «تَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لله وَاللهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ». والدثور: جمع دثر -بفتح الدال، وإسكان الثاء المثلثة-، وهو المال الكثير.
وما رواه مسلم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ: ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً».
وما رواه أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».
وهذا الإرشاد الشرعي بالذكر عقب الصلاة جاء مطلقًا، ومن المقرر أن المطلق يجري على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده؛ قال الإمام الزركشي في "البحر المحيط" (5/ 8، ط. دار الكتبي): [الْخِطَاب إذَا وَرَدَ مُطْلَقًا لَا مُقَيِّدَ لَهُ، حُمِلَ عَلَى إطْلَاقِهِ] اهـ.