EN 
هناك مقولة تقول إن لكل شخص نصيب من اسمه وبعد تأملي للجنازة المهيبة لرجل الأعمال محمود العربي ومدى حب الناس له والدعوات التي نطقت بها ألسنة العمال في مصانعه، وكذلك أبناء بلدته، لفت نظري أن اسم الرجل يختصر سيرته العطرة التي عبر عنها محبيه ممن تعاملوا معه؛ فمحمود من الحمد والرجل محمود فعله من الجميع في الدنيا؛ ونحن شهداء الله في أرضه، كما قالالمصطفى صلى الله عليهوسلم: «أنتم شهداء الله في الأرض»، قال ذلك لما أثنى الصحابةرضي الله تعالى عنهمعلى ميت مرت جنازته وذموا أخرى، فقال: «هذا أثنيتم عليه خيراً، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً، فوجبت له النار" رواه البخاري، وندعو الله أن يكون له نصيب الحمد أيضًا في الآخرة على ما قدمه من خير وعطاء لكل من حوله فيصدق فيه قول ربنا:" وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا" (19: الإسراء).
وكذلك لقب" العربي"هو أبلغ تعبير عن وطنيته كرجل أعمال فهو رمز للعروبة والانتماء لكل ذرة في هذا الوطن، وهو نموذج مشرف لرجل الأعمال الذي بدأ حياته من الصفر حتى أصبح هذا الكيان العملاق في التجارة،رجل حول نجاح تجارته إلى مصدر عطاء للمحتاجين؛بيوت عديدة فُتحت، ويتامى تزوجن، ومرضى تعالجن، وأرامل وجدن ما يسترهن، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم لا يفتُر، وكالصائم لا يفطر" أخرجه البخاري ومسلم، فكان جميع هؤلاء هم رصيد نصرته، وفتح الله له أبواب الرزق والخيركما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم" صحيح البخاري.
لقد تاجر محمود العربي التجارة الرابحة مع الله، فلم يغتر بالمال بل وظفه التوظيف الصحيح، وأعد للسؤال جوابه عندما سيسأل عن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟
لقد كان محمود العربي نموذجًا مشرفًا حال حياته، وكذلك كان الرجل بعد مماته فالعبرة بالخواتيم، وكما قال الإمام أحمد بن حنبل:" بيننا وبينكم الجنائز" وكان يقصد بها أن جنازة المرء شاهد له أو عليه من حيث قربه من الله.
