الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إصلاح الفكر الديني!


الدعوة لتجديد الخطاب الديني جاءت نتيجة لمرور الخطاب الديني بأزمة عدم التجديد فى الموضوعات المطروحة، وأيضاً عدم التجديد في الصياغة المكتوبة وطريقة الإلقاء المنطوقة، وأصبح المفهوم لمعنى تجديد الخطاب الديني هو أن يكون الخطاب وسطي معتدل في مواجهة التطرف.
مع أن الفكر المتطرف سيظل موجوداً ليظهر واضحاً عند الصراع على الحكم، ولمواجهة التطرف يجب البحث عن المصدر الحقيقي للفكر المتطرف ومعالجته، ومنها مراجعة الفكر الديني. 
والفكر الديني هو مجموعة الأفكار والمفاهيم التي تم فهمها عن الدين، ولذلك فإن مواجهة الجماعات المتطرفة لا تتم أمنياً فقط، لكن يجب مواجهتها فكرياً من داخل الدين، وإذا لم يبدأ إصلاح الفكر الديني فسوف ينتشر الفكر المتطرف، ويتكرر ما حدث وما يحدث الآن.
والمواجهة تتم بإصلاح الفكر الديني لكشف أمراض المتطرفين من كراهية وتكفير وقتل، والتي هى منبع الإرهاب، فإصلاح الفكر الديني هو إصلاح ما تم إفساده من فكر وممارسة عملية للدين، مع توضيح الفرق بين مظاهر التدين وبين حقيقة الدين.
قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) البقرة 205، فمن نتائج الإفساد خراب الأرض وقتل الناس وهما نفس ما ينتج عن التطرف.
والمطلوب هو دراسة أزمة الخطاب الديني لوضع خطة لتجديده، مع الربط بين تجديد الخطاب وتجديد الفكر الديني، مع دراسة تطور الفكر الديني، وأيضاً دراسة للمصادر والمرجعيات التي يقوم عليها الفكر الديني، وبعد ذلك ستتحدد طريقة تجديد الخطاب الدينى.
فالإصلاح ليس للدين ولكن للفكر الديني، والإصلاح لن يتم باستبعاد الدين كما حدث في الغرب، لأن الدين عندنا مكون أساسي للثقافة، والإصلاح يتضمن تهيئة الدعاة ورجال الدين ليكونوا علماء فعلاً: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء..) فاطر 28، فالعالِم ليس بحفظه للنص، بل باتساع معرفته وثقافته بالدين والدنيا، ويتم ذلك بالتحول التدريجي من الاعتماد على النقل للاعتماد على العقل .  
لذلك فطريق الإصلاح يحتاج لأجيال لإصلاح ثقافة المجتمع، وعندما ندرك أن مشكلتنا بدأت من تغييب العقل والمنطق والموضوعية، وعندما ندرك أن العدو الأول للإسلام هو الفهم غير الصحيح للإسلام، نكون قد بدأنا الخطوة الأولى باتجاه إصلاح الفكر الديني.
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط