الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضياء العطيفى يكتب: الأغنية الملغومة تبحث عن تشريع عقابي

صدى البلد

أعتقد أن البعض مع حالة التطور التكنولوجي المتسارعة مؤخرًا، أن تلك الخطوات ستعود بالنفع على المجتمعات وتكون يد الحكومات لتحقيق مزيد من الانضباط فيما يخص الجريمة وملاحقة المجرمين، فضلًا عن آثارها الإيجابية على الاقتصاد من خلال التوجه نحو الشمول المالي والاقتصاد الرقمي.. 
لكن كما ذكرت في مقالات سابقة استغل الخارجون عن القانون على مستوى العالم تلك الحالة، في الترويج لنوع جديد من المخدرات لا يضطر فيه متعاطوه للذهاب إلى مكان بيع المخدر وشراءه وتعاطيه، لكن يستطيع المتعاطي أن يذهب إلى مواقع تقع في منطقة "الدارك ويب" و"الديب ويب"، ويشتري هذا المخدر أونلاين مقابل مبلغ من المال، تمامًا كأي تجارة غير مشروعة في الأعضاء البشرية أو السلاح.
الجريمة الجديدة كما وصفها بحث قيم اطلعت عليه لأحد الأساتذة المتخصصين بعنوان المخدرات الرقمية والإدمان الرقمى، وهو الدكتور محمود علي موسى مدرس القياس والتقويم النفس كلية التربية بالإسماعيلية، فالرجل يحدد المخدر الجديد في مقطوعات موسيقية يشتريها المتعاطي ويستمع إليها لكي تعطيه نفس تأثير مخدر الكوكايين، وذلك لأن تلك المقطوعات أو الأغاني التي لابد من استخدام سماعات الأذن للوصول لذلك التأثير، حيث تتراوح الترددات بين 250 ميجاهرتز للأذن اليمنى، و350 ميجاهرتز لليسرى، في حين أن الترددات الطبيعية لابد أن تكون متساوية بين اليمنى واليسرى وتكون 300 ميجاهرتز.
البحث يقول إن ذلك الاختلال يصيب وظائف الأذن بالاضطراب ويرهق المخ في إحداث توازن بين الترددات في كل أذن، ما يحدث تشتت لدى الفرد، ويصيبه بحالة من المتعة النفسية والهيام تجعل عقله شبه غائب عن الوعي، وهي نفس الحالة عندما يتعاطي مخدر الكوكايين بنفس القدر الذي يجعله يغيب عن الوعي.
وفي مرحلة اللاوعي تلك يعيش المتعاطي حالة نشوة زائفة ويطرد أي مشاعر وأحاسيس أخرى قد تكون سلبية رغبةً منه في الهروب من واقعه ومشاكله، كما يحدث تداخل حسي ينشب عنه تهييج الدماغ بدرجتين متضادتين تتراوح ما بين العصبية والانبساطية بدرجه تسبب المتعة النفسية والعبث بالحالة الانفعالية وتسبب البهجة والانبساط الزائد زيادة هرمون الدوبامين والمعروف بأنه "هرمون السعادة".
في مصر انتشر مؤخرًا هذا النوع الخطير من المخدرات بين الشباب والفتيات، وهو أمر من الصعب أن يكتشفه الآباء والأمهات، لأن المتعاطي من الأبناء قد يظل داخل المنزل ولا يظهر عليه آثار تعاطي المخدرات التقليدية، أو لم يلحظه أحد يتردد على أوكار المخدرات وأماكن بيعها، لأن كل ذلك يتم بشكل إليكتروني فيما يعرف باسم "المخدرات الرقمية" والتي لا تقل خطرا عن المخدرات التقليدية المتعارف عليها.
وبناءًا عليه أصـبح انتقـال المتعـاطي إلـى أوكـار تجار المخدرات لـشراء المـادة المخـدرة أو تعاطيهــا سـلوكا تقليـديا قـديما، بفـضل التقنيـة الرقميـة الجديـدة التـي أفـرزت وكـرا جديـدا لتعاطي المواد المخدرات يتميز بمميزات شبكة الإنترنت.

ولكن ماهى علامات إدمان المخدرات الرقمية يجيب الباحث عن هذا التساؤل فى النقاط الآتية..
1- يعيش الفرد حالة من الوحدة النفسية مثل وجوده داخل الغرفة وتجنب ظهوره في أماكن تجمعات الأسرة أو المناسبات الاجتماعية.
2- تصبح الشخصية حادة متقلبة المزاج لديها نوع من التناقض الانفعالي المستمر أو المشاعر المتذبذبة.
3- انصراف المراهق في فترات طويلة تبدأ من 30 دقيقة في البداية ويتخطى الأمر 50 دقيقه حيث لا يتحقق الأثر علي جسم الفرد إلا بعد مرور 15 دقيقة من سماع الأغنية الملغومة.
4- يكون الفرد في حاجة مستمرة في زيادة ورفع صوت الموسيقي بصورة مبالغ فيها والرغبة في تكرار نفس المقطع.
أما من الناحية القانونية بالنسبة للمخدرات التقليدية، فقد أفرد قانون العقوبات  العديد من العقوبات لمتعاطيها أو بائعها أو مروجها، فعلى سبيل المثال المادة 33 من قانون العقوبات، تنص على أن تصل عقوبة الاتجار فى المواد المخدرة إلى الإعدام وغرامة مالية لا تقل عن مائة ألف جنيه، ولا تزيد عن 500 ألف جنيه، وذلك فى حالة استيراد أو تصدير المواد المخدرة، أو إنتاجها وزراعتها فان كافة أنواع المخدرات وردت فى جداول تحظر استعمالها .
لكننا الآن أمام حالة لم يرد نص عقابى لمحاسبة المتعاطى أو المروج لها، والعالم كله يتجه بخطوات ثابتة نحو التحول الرقمي ومنها مصر، لذلك فإن كفاءة التشريع تستلزم التنفيذ الصحيح للقانون وتطوير النص لكي يتلائم مع المستجدات حتى ننجح على أرض الواقع في مكافحة  تلك الجرائم.