أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، عن سؤال (هل كل ما يقوم به الإنسان من الذنوب والمعاصي تكون بسبب الشيطان؟).
وأوضح علي جمعة، خلال لقائه بأحد الدروس الدينية المذاعة عبر موقع اليوتيوب، قائلًا: إنه ليس كل ما يقوم به الإنسان من ذنوب ومعاصي تكون بسبب الشيطان، رغم أن الشيطان أحد الأسباب فهو الوسواس الخناس إلا أن النفس الأمارة بالسوء طرف ثان.
وأشار علي جمعة، الى أنه إذا جاءك دعاء الذنب مرة فهو من الشيطان فلو تكرر فهو من نفسك لأن النفس أمارة أى تكرر الأمر وتلح عليك، فالشيطان أقل إغواءًا من النفس لكن الشيطان يرميها مرة ويجري إن كيد الشيطان كان ضعف أما الذى ليست ضعيفة هى نفس الإنسان الأمارة التى تحتاج دائمًا إلى مقاومتها لجعلها نفس لوامة ثم نفس ملهمة.
واستطرد علي جمعة: والدليل على ذلك قوله تعالى {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.
أيهما أخطر وسوسة النفس ووسوسة الشيطان
قال الشيخ أحمد الصباغ، الداعية الإسلامي، إن الوسوسة التي يصاب بها الإنسان مصدرها الأول: النفس البشرية، والثاني: الشيطان.
واستشهد «الصباغ» خلال لقائه ببرنامج «اسأل مع دعاء» المذاع على فضائية «النهار»، بقول الله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» (سورة ق: 16)، وقال تعالى: «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ» (سورة طه: 120).
وأوضح الفرق بين وسوسة النفس وسوسة الشيطان، منوهًا بأن النفس تلح على الإنسان لفعل معصية بعينها لشهوتها بها، وكلما جاهدها الإنسان كلما ألحت عليه لفعل تلك المعصية.
وألمح إلى أن وسوسة الشيطان تكون بغير إلحاح على الإنسان بفعل معصية بعينها وإنما بفعل معاصٍ متعددة تجعلك بعيدًا عن طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وكلما جاهدته أتاك بمعصية أخرى غير سابقتها لتفعلها.
وشدد على أن وسوسة النفس أخطر من وسوسة الشيطان، وتسمى الجهاد الأكبر، مستدلًا بقول رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجَّة الوداع: «ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ».
كيفية التغلب على النفس الأمارة بالسوء ؟
سؤال أجاب عنه الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فيديو مسجل له عبر قناة اليوتيوب.
وأجاب العجمي، قائلًا:على الإنسان أن يستعيذ بالله وان يدعو بصرف عنه وساوس الشيطان وشر الإنس والجن وأن يأخذ بالأسباب التى تضمن له الراحة من هذا، وعليه ان يجتهد فى الطاعة والعبادة لأن هذه الأذكار تطرد الشيطان.
وقال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن النفس الأمارة بالسوء تأمر صاحبها بالمعصية والمخالفة والمعاندة.
وأضاف "جمعة"، خلال أحد الدروس الدينية عبر فضائية «سي بي سي»، أن النفس الأمارة بالسوء يسمونها النفس الناطقة أى النفس الخلقية التى خلقها الله سبحانه وتعالى وأنزلها فى الإنسان، لكنه بعد ذلك علمها الخير والشر، وليست صفحة بيضاء ولكن بها فطرة تدعو إلى الخير وتميل إليه وتبعد عن الشر، فالنفس الأمارة محلها القلب وذكرها "لا إله إلا الله".
مراتب النفس البشرية
ذكر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن مراتب النفس البشرية سبع، أولها النفس الأمارة بالسوء، التي تحض على ارتكاب المعاصي والذنوب، مشيرًا إلى أن وصول الإنسان إلى هذه المرحلة، أي أنه خالف الفطرة السليمة، التي تدعو وتحث على الخير.
وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المُذاع على فضائية «سي بي سي»، ثانيًا: أن المرتبة الثانية والأعلى هي النفس اللوامة، التي تمثل الضمير الإنساني، لافتًا إلى أن كثرة ذكر "لا إله إلا الله" تشعر المرء بأن النفس خرجت من نطاق "الأمارة بالسوء" والتي محلها القلب، إلى "النفس اللوامة" محلها الروح، مما يقوّم من سلوك الفرد المسلم.
وأشار إلى أن ثالثًا: المرتبة الأعلى هي "النفس الملهمة" تريد أن تعلو بروحها وبعلاقتها مع الله، ثم رابعًا تأتي في المراتب العليا "النفس المطمئنة" التي وردت في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك خامسًا: النفس الراضية، وسادسًا: المرضية، وسابعًا: النفس الكاملة.