فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في حماية أنظمتها الداخلية ومؤسساتها يوم 11 سبتمبر 2001، واستطاعت الجماعات الإرهابية أن تخترق الأجهزة الأمنية الأمريكية كافة وتتسلل إلى الداخل الأمريكي وتنفذ مجموعة من الهجمات وصفت حينها بأنها الأكبر والأعنف في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
ونتج عن هجمات 11 سبتمبر 2001، انهيار برجي التجارة العالميين، والهجوم على مبنى وزارة الدفاع «البنتاجون» ، إضافة لسقوط عدد كبير من الضحايا ممن تواجدوا بمحيط وقوع الهجمات أو داخل الأماكن المستهدفة.
وخلال الـ 20 عاما التي تلت هجمات 11 سبتمبر، جندت الولايات المتحدة الأمريكية، كل قواها العسكرية لتتبع ومحاربة المتورطين في هذه الهجمات ومن ساعدهم، حيث لطخت هجمات 11 سبتمبر اسم وتاريخ الولايات المتحدة واسقطت كل دفاعاتها واستخباراتها داخليا وخارجيا.
وخاضت الولايات المتحدة الأمريكية عدة حروب أبرزها الحرب الأفغانية التي استمرت 20 عاما لأسقاط نظام طالبان ودحر الإرهاب عالميا، وهو ما فشلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وثبت ذلك يوم 15 أغسطس الماضي عندما دخلت طالبان المتطرفة العاصمة الأفغانية كابول بعد 20 عاما، وعادت لتسلم مقاليد الحكم داخل أفغانستان.
وفي السطور التالية يستعرض موقع «صدى البلد»، أبرز المعلومات عن هجمات 11 سبتمبر المؤلمة التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية قبل 20 عاما :
هجمات 11 سبتمبر 2001
في يوم الثلاثاء 11 سبتمبر عام 2001، استولى انتحاريون على طائرات ركاب أمريكية وصدموا بها ناطحتي سحاب في نيويورك مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص.
ومازال الهجوم الإرهابي أحد أكثر الأحداث مرعبة في القرن الحادي والعشرين ليس فقط بالنسبة الأمريكيين ولكن بالنسبة للعالم بأكمله.
وتم الاستيلاء على أربع طائرات كانت تحلق فوق شرق الولايات المتحدة في وقت واحد من قبل مجموعات صغيرة من الخاطفين، وتم استخدامها كصواريخ عملاقة موجهة لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن، حيث ضربت طائرتان البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك، واصطدمت الطائرة الأولى بالبرج الشمالي، أما الثانية فقد اصطدمت بالبرج الجنوبي.
واندلعت النيران في المبنى وحاصرت الناس في الطوابق العليا وغرقت المدينة بالدخان، وبعد أقل من ساعتين انهار كلا البرجين المكونين من 110 طوابق متسببين بسحابة ضخمة من الغبار.
وفي الساعة 09:37 دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» العملاق الواقع خارج العاصمة واشنطن.
وتحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا بعد أن قاوم الركاب الخاطفين وسيطروا عليهم، يعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدام الطائرة في مهاجمة مبنى الكابيتول مقر «مجلسي النواب والشيوخ» في واشنطن العاصمة.
عدد كبير من الضحايا
وبلغ إجمالي عدد ضحايا الهجمات 2977 شخصا باستثناء الخاطفين التسعة عشر، سقط معظمهم في نيويورك، وقتل جميع ركاب وطواقم الطائرات الأربع وعددهم 246، أما في البرجين فقط قتل 2606 أشخاص مباشرة أو فيما بعد متأثرين بإصاباتهم، في مبنى البنتاغون قتل 125 شخصا.
وأصغر ضحية كانت كريستين لي هانسون التي كانت تبلغ من العمر عامين، والتي توفيت على إحدى الطائرات مع والديها بيتر وسو، وأكبرهم كان روبرت نورتون الذي كان يبلغ من العمر 82 عاما وكان على متن طائرة أخرى مع زوجته جاكلين في طريقهما لحضور حفل زفاف.
وعندما ضربت الطائرة الأولى برج التجارة العالمي كان هناك ما يقدر بنحو 17400 شخص في البرجين، لم ينج أحد من الذين كانوا في الطوابق الواقعة فوق مستوى ارتطام الطائرة بالبرج، لكن 18 شخصا تمكنوا من الهروب من الطوابق الواقعة فوق منطقة ارتطام الطائرة في البرج الجنوبي.
وكان الضحايا ينتمون لـ 77 دولة وفقدت مدينة نيويورك 441 فردا من طواقم الإنقاذ والإسعاف والإطفاء الذين هرعوا لمواقع الهجمات.
وأصيب آلاف الأشخاص مباشرة أو في وقت لاحق بأمراض مرتبطة بالهجمات، بما في ذلك رجال الإطفاء الذين استنشقوا مواد سامة كانت موجودة داخل حطام الأبنية.
بزوغ نجم القاعدة
قامت مجموعة إسلامية متطرفة تعرف باسم «القاعدة» بالتخطيط للهجمات انطلاقا من أفغانستان بقيادة أسامة بن لادن، وحملت القاعدة الولايات المتحدة وحلفائها مسؤولية الأزمات والصراعات التي يعيشها العالم الإسلامي.
ونفذ 19 شخصا عمليات خطف الطائرات وتوزعوا على أربع مجموعات ضمت ثلاث منها خمسة أفراد والرابعة ضمت أربعة وهي التي خطفت الطائرة التي تحطمت في ولاية بنسلفانيا.
وضمت كل مجموعة شخصا تلقى التدريب على قيادة الطائرات في مدارس طيران في الولايات المتحدة، وكان خمسة عشر خاطفا من مواطني المملكة العربية السعودية مثل بن لادن نفسه، واثنان من الإمارات العربية المتحدة وواحد من مصر وواحد من لبنان.
رد الولايات المتحدة الأمريكية
بعد أقل من شهر على الهجمات قاد الرئيس الأمريكي جورج بوش عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي للقضاء على تنظيم «القاعدة» ولإلقاء القبض على بن لادن، ولم تتمكن الولايات المتحدة من معرفة مكان بن لادن إلا بعد مرور عشرة أعوام على الهجمات حيث تمكنت القوات الأمريكية من تحديد موقع بن لادن وقتله في باكستان المجاورة.
وتم القبض على المتهم بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر وهو خالد شيخ محمد، في باكستان في عام 2003 وهو قيد الاحتجاز في معسكر غوانتانامو منذ ذلك الحين ولا يزال ينتظر المحاكمة.
تنظيم القاعدة مازال موجود بكل قوة في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا ولديها حاليا أنصار داخل أفغانستان.
وتغادر القوات الأمريكية أفغانستان هذا العام بعد ما يقرب من 20 عاما وهناك مخاوف لدى العديدين من عودة الجماعات الإسلامية المتطرفة إلى الظهور.
وتم تشديد الإجراءات الخاصة بسلامة الطيران في جميع أنحاء العالم في أعقاب 11 سبتمبر وفي الولايات المتحدة تم إنشاء إدارة أمن النقل لتعزيز الأمن في المطارات والطائرات، واستغرق الأمر أكثر من ثمانية أشهر لتنظيف «غراوند زيرو»، موقع برجي مركز التجارة العالمي.
ويوجد الآن نصب تذكاري ومتحف في الموقع لتخليد ذكرى الضحايا وعادت المباني إلى الظهور مرة أخرى في الموقع لكن بتصميم مختلف، والبناء الأساسي الجديد هو مركز «تجارة عالم واحد» أو «برج الحرية»، كما يعرف ويبلغ ارتفاعه 1776 قدما في موقع الشمالي الأصلي الذي كان ارتفاعه 1368 قدما، حيث استغرقت عملية إعادة إعمار مبنى البنتاغون أقل من عام بقليل وعاد الموظفون إلى مكاتبهم بحلول أغسطس 2002.