مسلسل لن أعيش في جلباب أبي، للفنان نور الشريف ، يعد أحد أهم المسلسلات الاجتماعية في تاريخ الدراما، ليس في حقبة التسعينات فحسب، بل وعلى مر الزمان، فلا زال الجيل الحالي يستعين بشخصياته، ومشاهده في رسم الكوميكسات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع هذه الشهرة التي نالت من مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي » إلا أن بطل المسلسل، الفنان نور الشريف، رفض في البداية تقديم تلك الشخصية (عبد الغفور البرعي)، فقد رأى أن الوقت لايزال مبكرا لتقديم دور الأب وخاصة لجمهور التليفزيون فكان يؤمن أن جمهور المنازل يصدق الأحداث ويتعايش معها بشكل أكبر وأسرع.
وبعدما قرأ نور الشريف، السيناريو الذي كتبه السيناريست مصطفي محرم غير رأيه تماما حيث كان مختلفا بشكل كبير عن القصة الأصلية التي كتبها الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس فقد تناول السيناريو رحلة صعود (عبد الغفور البرعي) والتي استمرت 15 حلقة أما قصة إحسان فكانت تبدأ بنجاح الأب الأمر الذي جعله يقدم علي المشاركة في المسلسل.
كان المسلسل يحمل الكثير من المواعظ والحكم التي توجه للشباب وبقدر هذه المواعظ بقدر تأثيره علي الفنان الراحل فقد تعلم منه أشياء كثيرة أفادته في حياته وغيرت الكثير من قناعاته وأفكاره حيث كشف في أحد حواراته الصحفية السابقة: (أنه بعد تقديمه لهذه الشخصية شعر بالندم الشديد علي حياة البذخ والرفاهية التي كان يعيشها كما تمني أن يكون أبا مثله ينشأ أولاده علي تلك المبادئ).
اللحظات الأخيرة في حياة نور الشريف
وكانت الأيام الأخيرة فى حياة نور الشريف قبل وفاته هى الأصعب، والتى تحدثت عنها زوجته الفنانة بوسى خلال لقائها قبل عامين مع الإعلامية راغدة شلهوب فى برنامج "100 سؤال" على قناة الحياة والتى كشفت فيه عن بعض الأمور التى لا يعرفها الجمهور منها أن نور الشريف لم يكن يعرف طبيعة مرضه حتى غيبه الموت، حيث إنها وباقى أفراد أسرته أخفوا عنه طوال الوقت إصابته بسرطان الرئة وكانوا يقولون له إنه مصاب بالتهاب فى الرئة ويذهب بالعلاج.
ووصفت بوسى زوجها الراحل بأنه مثل الجمل لما لديه من قدرة احتمال لاسيما وأنه كان يجهز لدخول مسلسل جديد خلال الفترة السابقة على وفاته، مضيفة أن نور لم يشك فى إصابته بالسرطان لأن كل من حوله كان متفائلا ولديه أمل كبير فى شفائه وحتى فى الأيام الأخيرة قبل وفاته بـ3 أيام كانت الأمور تسير بشكل طبيعى، فكان فى المستشفى وحضر الموسيقار هانى مهنى لتقابله بوسى وتخبره أنهم ذاهبون إلى المنزل وأنه من الممكن أن يزورهم فيه أفضل من المستشفى.
وأكدت بوسى أن نور الشريف لم يتحدث معها فى الأمور الخاصة بالرحيل والوفاة لأنها وابنتاها كانوا دائما يداعبونه ويضحكون ويتحدون فى أمور كلها فكاهة حتى تكون حالته النفسية أفضل، مشيرة إلى أن نور الشريف لم يترك وصية قبل وفاته ولا حتى أوصاها بشىء خلال الأيام الأخيرة له.
وكشفت أن اللحظة التى شعرت فيها بأنه سيرحل عندما أصبح القلب غير قادر على النبض بشكل طبيعى وتم نقله إلى العناية المركزة قبل وفاته بـ3 ساعات وقتها شعرت بأنه سيتوفى.