الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب أحمد البراهمي تكتب: الطبقة المتوسطة 

صدى البلد


إن الطبقة المتوسطة هي الخط العريض الفاصل بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة , وهذه الطبقة هي المعول الرئيسي الذي تعتمد عليه الدولة في الإستقرار الإجتماعي والسياسي بل هي المنوط بها حفظ الإستقرار  وحماية القيم الاجتماعية والثقافية من الانهيار حيث إنها احد الأعمدة الأساسية للاستقرار السياسى والسلام  الاجتماعى وحفظ الأمن  لاسيما أنها تمثل تقريبا 70% سبعين بالمائة من الشعب ولذلك يجب الإهتمام بتلك الطبقة من الدولة وكذلك من الطبقة المتوسطة نفسها تجاه نفسها .
فمعيار قياس إقتصاد الدول يكون بالنظر إلي ما تكون عليه الطبقة المتوسطة فإن كانت تعيش  في راحة  فمعني ذلك أن تلك الدولة متقدمة إقتصاديا , وإن كانت تعاني فمعني ذلك أن الدولة متأخرة اقتصاديا . 
فمن الملاحظ في الأونة الأخيرة أن بعض المهن كانت تعد من الطبقات الغنية فنزلت إلي الطبقة المتوسطة بل أحيانا لا تجد ما يكفي إلتزاماتها الأساسية . 
لذلك يجب أن تراعي الدولة الحفاظ علي هذه الطبقة ولا ترهقها بالالتزامات المالية  والتي تتمثل في تحميلها زيادة معدلات الإنفاق في الإصلاح , عن طريق رفع أسعار السلع  .
يجب أن يكون العبء الأكبر في الإصلاح والتعمير علي الطبقة الغنية  مثل أصحاب الدخول الكبيرة في بعض  الوظائف الحكومية بإقتطاع 2% من المرتب شهريا لن تؤثر عليهم . وكذلك  طبقة الأثريا والتي يوجد منها عدد كبير في المجتمع البعض منهم  يساهم في زيادة الإنتاج والإرتفاع بالمستوي الاقتصادي  كأصحاب المصانع  والمستشفيات الإستثمارية  والجامعات الخاصة . 
والبعض الآخر يساهم في زيادة الإنفاق فيما ليس له ضرورة وينفق بشكل مستفز ولا يحسن تقييم الأمور ويجب علي الدولة أن تفرض ضرائب علي هؤلاء الذين ينفقون ببذخ علي السلع التي يحصلون عليها . والخدمات التي تقدم لهم , مثل الحفلات باهظة الثمن . 
وبالرغم  من أن الدولة تعمل جاهدة لرفع مستوي المواطن في كل مجال  إلا أن  الطبقة المتوسطة قد أصبحت  تنحدر  إلي الطبقة الفقيرة بسبب إرتفاع أسعار السلع وبسبب تغير الاهتمام لدي أفرادها أنفسهم , فسابقا كانت الطبقة المتوسطة تعيش في حياة بسيطة و لكن كانت تعيش مستوي أفضل برغم عدم توافر كثير من الإمكانيات .فكان أولادها جميعهم يحصلون علي التعليم  الجامعي ويعيشون حياة هادئة مستقرة ويجدون فرصة عمل . 
أما حاليا الطبقة المتوسطة تحاول اللحاق بالطبقة الغنية فترهق ميزانيتها فيما ليس في إمكانها , بل أن المجتمع كله تغير فأصبح التكييف والغسالة الأوتوماتيك والديب فريزر أساسيات وبالتالي زيادة إستهلاك الكهرباء وأصبح النت ضرورة لا غني عنها لكل  فرد باقة ولكل فرد هاتف فزادت الإلتزامات وأصبح الأولاد يقلدون بعضهم البعض في المظهر  فأرهقت ميزانية رب البيت بالمصاريف  الزائدة , بل أصبح من يزوج أبنه أو أبنته يتحمل ديونا  باهظة وقد يدخل السجن من أجل إرضائهم .  
فيجب أن نحافظ  جميعنا علي الطبقة المتوسطة من الضياع لأنها هي التي يقوم عليها وجود الدولة , فلا ترتفع أسعار الكهرباء والوقود والمواصلات تباعا وكذلك المنتجات  فتصبح الطبقة المتوسطة غير قادرة علي متطلبات الحياة من مصاريف مدارس ومأكل ومشرب وغيرها . 
ويجب علي تلك الطبقة أن تعود إلي سابق عهدها في تنشئة أولادها بحيث يكون لديهم العزة بالنفس والقناعة  بالموجود والإعتداد  بالذات والعمل والعيش في مستوي معقول , فإن قلدت الأغنياء لن تستطيع ولا يجني أولادها غير الحنق والبؤس . 
أما الطبقة الفقيرة فقد أصبحت أشد فقرا في ظل إرتفاع السلع والكهرباء وكان يجب علي الدولة أن تجعل الكهرباء في الشريحة الأقل أقل سعرا مما هو عليه  حتي لا يكون عبئا علي الفقراء , وأن  ترتفع  كلما زاد الاستهلاك  وأن يلتزم جميع المواطنون بالعداد مسبق الدفع . 
مع تحويل الكهرباء في المصالح الحكومية إلي عداد بالكارت علي أن تقدم الدولة مبلغ محدد لكل مصلحة كل اول شهر لشحن العداد وكذلك المياه , لأنه فعلا كما الدولة تطالب المواطنين بترشيد الإستهلاك  فإنها يجب أن تطالب نفسها بذلك وخاصة أن أغلب المصالح عملها في النهار ومع ذلك كل الأضاءة تعمل في كل المصالح نهارا . كما أن بعض المصالح والأماكن العامة لا ترشد في إستهلاك المياه , أو بمعني أصح توجد بها صنابير تالفة وتهدر المياه دون فائدة , فبقليل من التصرفات السليمة والتي حث عليها الدين نحقق قدرا كبيرا من التقدم ورفع المستوي الإقتصادي .