لا يتصف صاحبها بالنفاق .. يجهل كثير من الناس ما في الفرائض والنوافل من خصال رغب عليها الشرع الحنيف، فما بين توجيهات قرآنية بأهمية الصلاة والحفاظ عليها وتخير أوقاتها مناجاة لرب العالمين، وتوصيف النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم بأنها راحة للعبد؛ فكان دائماً ما يدعو الصحابي الجليل بلال- رضي اللّه عنه- للأذان، ويقول: "أرحنا بها يا بلال"، ومن بين ركعات السكينة والراحة ركعات الشفع والوتر.
ومن بين التوجيهات القرآنية؛ الترغيب على قضاء وقت من الليل في طاعة اقتداءً بفعل النبي المصطفى فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ»، وكان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يدعو بدعاء خاص في هذه الصلاة، وهو الدعاء المعروف بقنوت الوتر.
الشفع والوتر سنة أم فريضة
ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر بصفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" سؤالاً، تقول صاحبته: هل ركعتي الشفع والوتر سنة أم فرض؟.
وقال الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة الشفع والوتر من السنن وليست الصلوات المفروضة على عموم المسلمين كالصلوات الخمس والجمع، موضحاً أن حكمها سنة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم من أقامها أخذ الثواب العظيم ومن تركها لا شيء عليه.
فضل صلاة الشفع والوتر
قال الشيخ عبدالله العجمى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن لصلاة الشفع والوتر فضل وفضلها هذا يأتى فى إطار الثواب العام لقيام الليل.
وأضاف العجمى، فى إجابته على سؤال ما هو فضل صلاة الشفع والوتر؟، أنه مما جاء فى فضل الصلاة ليلًا قوله تعالى {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا} ومدح الله أقوامه فى كتابه الكريم فقال تعالى {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} وقال عز وجل {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} .
وبيًن أنه جاء أيضًا فى فضلها وبرها أن هذه الصلاة تدفع عن صاحبه صفة النفاق فصاحبها دائمًا صادق، فهذا وقت ليس فيه مظنة رياء إنما هو جوف الليل ولذلك عندما أراد أخوة يوسف عليه السلام أن يستغفر لهم أبوهم {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} فأخرهم إلى وقت السحر.
عدد ركعات صلاة الشفع والوتر
السُنة الإيتار بواحدة، أو ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم-، يوتر في الغالب على إحدى عشرة ركعة - عليه الصلاة والسلام-، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بتسع، أو سبع، أو بأقل من ذلك، لكن كان غالب إيتاره - صلى الله عليه وسلم - يوتر بإحدى عشرة يسلم من كل اثنتين، ثم يوتر بواحدة - عليه الصلاة والسلام - هذا هو الأفضل، وإذا أوتر الإنسان بثلاث، أو بخمس، أو بسبع، أو بتسع، فكله طيب.
كيف تصلى صلاة الشفع والوتر
يجوز للشخص أن يُصلي ركعات الشفع والوتر متصلة كهيئة صلاة المغرب، أي بأداء ركعتين ثم تشهد أوسط ثم ركعة وبعدها التشهد الأخير ثم التسليم، ويمكن أداء صلاة الشفع والوتر بثلاث ركعات متصلين دون تشهد أوسط ، وتكون صلاته صحيحة، والأفضل أن يؤدي المُصلي ركعتين ويسلم، ثم يُصلي ركعة مفردة، لكن الثلاث هيئات لصلاة الشفع والوتر هي صحيحة شرعًا.
دعاء صلاة الشفع والوتر
ورد عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ : «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».