د. جيهان فرحات تكتب: تاريخ ابداعات المرأة 

حققت المرأة انجازات عظيمة في مختلف أنحاء العالم منذ القدم ولكن على الرغم من تقدمها لخطوات كبيرة إلى الأمام في تأمين حقوقها السياسية والثقافية والاجتماعية، فمازالت المرأة تواجه تحديات مختلفة، في مختلف دول العالم وان اختلفت احتاجتها من دوله لأخرى طبعا لعادات ونظم كل منها.
حتى يومنا هذا مازالت المرأة تجد صعوبة في الحصول على التعليم المميز أو الرعاية الصحية السليمة في بعض الدول، ولكن يوجد أخريات مهما صعبت الدنيا عليهم النجاح، فهم لديهم قدر على التحمل والصبر بل أيضا قدرة على التفوق من أجل بناء حياة تتمتع فيها بالاستقلال المادي والعائلي والنفسي ولديها القدرة على المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للارتقاء بأفراد اسرتها الصغيرة.
ولو بحثنا في حياة المرأة على مستوى العالم نجد العديد من قصص النجاح والكفاح والإصرار من اجل الوصول الى الابداع والابتكار الذي ساهم بشكل كبير في تغير شكل العالم وقلل من صعوبات الحياة التي كان يعاني منها الفرد وخاصا المرأة في الماضي حتى في أصغر الأمور ومنها تنظيف بيتها وغسل الملابس واعداد الطعام فكانت تبذل جهد كبير وتهدر وقت طويل لعمل هذه الأمور.
فهناك قصص عن المرأة المبدعة لها ابعاد متعددة وغير ظاهرة للكثيرين حول العالم، قصص كفاح ونجاح لأكثر من 3.5 مليار امرأة متواجدة في أكثر من 200 دولة.
ركز على دور المرأة المؤثر في مختلف المجالات، خصوصا مع وجود كوادر نسائية مؤهلة في مجالات عدة، من اجل تنمية ودعم وتطوير المجتمع.
فاذا نظرنا حولنا نجد انه لا يوجد وسيلة للدفاع عن المرأة أفضل من البحث في تاريخها وانجازاتها، فهي كانت دائما جزءاً فعالاً في البناء والتطوير في مختلف نواحي الحياة بل تفوقت في معظم الأحوال على الرجل في أماكن عديدة. 
فكانت مخترعة عظيمه على مدار القرون الماضية وما زالت، أذهلت العالم بإنتاجها الفكري وافكارها العبقرية من الشرق الى الغرب، ونحن سوف نحاول القاء الضوء على أهم الاختراعات التي استفادت منها البشرية حتى الان والتي لا يعرف الكثيرين انها قد وصلتنا من خلال خيال وتركيز وذكاء امرأة في أي دولة من دول العالم 
ساهمت المرأة من خلال الاختراعات التي قدمتها في تغيير حياتنا اليومية للأسهل والأفضل ووفرت العديد من الوقت لاستثماره في أشياء أخرى اهم في الحياة، ورغم العادات والتقاليد التي تسعى للتقليل من شأن المرأة على مدار التاريخ، والواجبات المكلّفة بها في المنزل ورعاية الأطفال، إلّا أنها استطاعت أن تقدم لنا اختراعات رائعة جعلت الحياة مشرقة ومريحة وخاصا فيما يتعلق بحل المصاعب والمشاكل التي تقف دون أداء واجباتها اليومية وتعرضها للإرهاق والتعب المستمر.

أدعوكم معنا لزيارة هذا العالم النسائي الفريد، عالم المبدعات الذين خالدو أسمائهم عبر التاريخ بأحرف من نور.
Also see
ولدت مارجريت نايت في يورك، بولاية مين، حصلت على أول براءة اختراع لها في سن الثلاثين، وكان الابتكار كان دائمًا جزءًا من حياتها.، فلقد صنعت الزلاجات والطائرات الورقية لأشقائها عندما كانت فتاة صغيرة.

ففي عام 1838 بنيويورك- ذهبت نايت إلى المدرسة حتى بلغت 12 سنة، وبدأت العمل في مطحنة القطن.  خلال السنة الأولى من العمل، لاحظت حادثًا في مصنع نسيج.، قامت مارجريت نايت باختراع جهازاً يقوم بإيقاف حركة الماكينات الصناعية إذا ما علق بها شيء ما، مما ساهم في تقليل الحوادث واصابات العمال  في المصانع .
بعد الحرب الأهلية، بدأ مارجريت العمل في مصنع أكياس الورق في ماساتشوستس. وبينما كانت تعمل في المصنع ، فكرت كم من الأسهل لحزم المواد في أكياس الورق إذا كانت القاع مستوية.
ولقد أدركت هذه الفتاة الصعوبات الذي يواجها الاشخاص في الأسواق التجارية عند استخدام الأكياس الورقية، 
ألهمت هذه الفكرة نايت لإنشاء الآلة التي من شأنها تحويلها إلى مخترعة امرأة مشهورة. آلة Knight تقوم آلياً بتثبيتها وصبغها في أكياس الكيس الورقي - مما يخلق الأكياس الورقية ذات القاع المسطح والتي لا تزال تستخدم في هذا اليوم بالذات في معظم متاجر البقالة.
واخترعت جزءًا جديدًا من الماكينة يقوم تلقائيًا بحشو الأكياس الورقية وصمغها لإنشاء قيعان مربعة للأكياس الورقية. كانت الأكياس الورقية أشبه بالمظاريف من قبل. وبحسب ما ورد رفض العمال نصحها عند تركيب المعدات لأول مرة لأنهم ظنوا خطأ "ماذا تعرف المرأة عن الآلات؟" 
أسست مارجريت شركة Eastern Paper Bag في عام 1870واستمرت في إبداعاتها حتى عام 1870 حتى توصلت إلى صنع آلة من الخشب تقطع وتثني وتلصق الأكياس الورقيّة لعمل قاعدتها بشكل مربع، ثم صنعت آلة من الحديد.
وعندما فكرت في تسجيل براءة الاختراع باسمها لما قامت بابتكاره، تعرضت لمعانه كبيرة بسبب سرقة رجل يدعى تشارلز عنان سرقة فكرة نايت والحصول على الفضل في الحصول على براءة اختراع.
فقامت برفع دعوى قضائية وكان الجدل جادل ببساطة بأن المرأة لا تستطيع أبداً تصميم آلة مبتكرة كهذه ، عرض مارجريت  دليلاً فعلياً على أن الاختراع واستعانت برسوماتها الخاصة لإثبات حقها وبالفعل حصلت على بحكم ببراءة الاختراع عام 1871
وحصلت على 26 براءة اختراع لمثل هذه المواد المتنوعة كإطار إطار وشاحنة ، وآلات لقطع نعال الأحذية ، وتحسينات لمحركات الاحتراق الداخلي. وهناك عدد قليل من الاختراعات الأخرى الخاصة بـ Knight:
وفستان وتنورة الدرع - 1883المشبك للأردية 1884البصق - 1885
وآلة الترقيم - 1894وإطار النافذة وشاح – 1894 ومحرك دوّار - 1902

في وقت كان لا أحد يصدق ان المرأة قادرة على تصمم وتصنيع آلة، واستمرت في مشوار حياتها الممتلاء بالتحدي والنجاح رغم الظروف الصعبة المحيطة بها حتى حصلت على أكثر من 27 براءة اختراع وقامت بابتكار 90 لاختراع أهمها الة للترقيم، وإطار النافذة، وغيرها من الاختراعات التي انتفعت بها البشرية، وتوفت مارجريت نايت عام 1914 عن عمر يناهز 76 عامًا. والجدير بالذكر انها لم تتزوج. ولقد تم تعيين نايت في قاعة الشهرة الوطنية للمخترعين في عام 2006. ووضع آلة صنع الأكياس الأصلية التي صنعتها مارجريت في متحف سميثسونيان بواشنطن العاصمة.
وتركت ورائها تاريخ طويل حافل بالابتكارات التي ساعدت على حل مشاكل عديدة في الزمن التي عاشت فيه ونحن النساء الان في 2021 نفتخر بها ونرسل لها كل الفخر والامتنان لما وصلت له وأثبتت قدرة المرأة على التغير والابداع.