آداب الاستئذان.. فرض الله تعالى آداباً على المسلم تحسن من خلقه بين الناس، وتجعله أكثر انضباطاً وحياءً من بينها، آداب الاستئذان والتي جعلت للبيت حرمات يجب صونها، والحفاظ على أهلها من أن يروا في مواضع لا يجب أن يروا فيها، فجعل لذلك آدابًا للزائر يجب عليه أن يتحلى بها، فينبغي عليه أن يحسن اختيار الوقت المناسب للزيارة؛ فلا يكون في وقت راحةٍ أو انشغالٍ لأهل البيت ونحو ذلك من الآداب.
ونستعرض فيما يلي آداب وضعها الإسلام ضابطاً لدخول البيوت مهجورة كانت أم آهلة بالسكان أو نملك مفاتحها.
آداب الاستئذان عند دخول البيوت للزيارة
يجب على الزائر أن يستأذن قبل زيارته لأحد أقاربه أو أصدقائه، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: 27].
وقالت دار الإفتاء، إنه يجب على الزائر حسن اختيار الوقت المناسب للزيارة ؛ فلا يكون في وقت راحة أو انشغال لأهل البيت ونحو ذلك، فإن لم يأذن له أهل البيت بالزيارة فليرجع عنها ، ولا كراهة في ذلك؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلَّا فَارْجِعْ».
وبين الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأصدقاء مما حث عليه الشرع الشريف، وجعل لذلك آدابًا للزائر يجب عليه أن يتحلى بها، فينبغي عليه أن يحسن اختيار الوقت المناسب للزيارة؛ فلا يكون في وقت راحةٍ أو انشغالٍ لأهل البيت ونحو ذلك، ويجب أن يستأذن قبل زيارته لأحد أقاربه أو أصدقائه، وأن يُعلِمَهم قبل الزيارة بأي وسيلة كانت حتى يستعدَّ أهلُ البيت، ويجب عند الزيارة إلقاء السلام على أهل البيت عند الاستئذان للدخول، ويُعرِّف بنفسه واسمه حتى يُأذَنَ له بالدخول، وينبغي ترك الزيارة والرجوع عنها إذا كانت هناك ظروف تمنع أهل البيت من استقباله، وينبغي ألَّا يطيلَ من وقت الزيارة، ولا يكرّرها كثيرًا؛ حتى لا يملَّ أهلُ البيت منه.
آداب الاستئذان عند دخول البيوت لأهل البيت
لم يفرض الإسلام ضابطاً معيناً لمن يدخل على أهله، إلا أنه وفق سنة النبي المصطفى فإن السلام أولى لأهل البيت، قال قتادة: إذا دخلت على بيتك فسلم على أهلك، فهم أحق من سلمت عليهم، فإن كان فيه مع الأهل أمك أو أختك، فقال العلماء: تنحنح واضرب برجلك حتى تنتبها لدخولك لأن الأهل لا حشمة بينك وبينها، وأما الأم والأخت فقد تكونان على حالة لا تحب أن تراهما فيه.
آداب الاستئذان عند دخول البيوت للصغار
ويستأذن الصغار الذين لم يبلغوا الحُلُمَ والمماليك على أهليهم قبل الدخول في ثلاثة أوقات: من قبل صلاة الفجر، ووقت الظهر، ومن بعد صلاة العشاء؛ قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 58]؛ قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "من فوائد الآية الكريمة: وجوب استئذان هذين الصِّنفين من الناس: الصغار والمماليك في ثلاثة أوقات فقط، وهي المذكورة، وأما من سواهم فيجب عليهم الاستئذان دائمًا... خوفًا أن يفاجئهم على عورة"، وقال في الفائدة الثالثة عشرة: "عناية الله سبحانه وتعالى بالخلق، وأنهم وإن رضوا بما يُستقبح، فلن يرضى الله به، فقد يقول قائل: أنا لا أبالي إذا دُخل عليَّ في هذه الأوقات الثلاثة، فنقول له: ولكن الله سبحانه وتعالى قد اعتنى بك، ومنع من الدخول عليك في هذه الأوقات الثلاثة".
آداب الاستئذان عند دخول البيوت للبالغين
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَقَالَ "لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ" رواه البخارى .. كتاب الاستئذان.
فيعلمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى هذا الحديث أدبًا من آداب الاستئذان، فإن رسول الله يحب أمته ودائماً ما ينصحهم بما يضمن لهم حقوقهم ويحقق لهم السعادة والطمأنينة وأقل هذه الحقوق هو أن يكون الإنسان مطمئنا ألا أحدًا يستطيع الاطلاع على عورات البيوت فلهذا كان الرسول يأمرنا بالاستئذان قبل الدخول.
ومعنى الحديث: نظر رجل – قيل هو الحكيم بن أبى العاص بن أمية- من ثقب مستدير فى حجرة النبى (صلى الله عليه وسلم) وكان النبى معه حديدة يحك بها رأسه فهى شئ يكون مع الماشطة اسمها "المدرى" فقال له الرسول لو أعمل انك تنظر لطعنتك بالمدرى فى عينك التى تنظر بها على عوارت البيوت فلقد شرع الاستئذان قبل الدخول من أجل ألا يقع النظر على أهل البيت ويطالع أحوالهم.