تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: "كيف أفرق بين وسواس النفس ووسوسة الشيطان؟
وأجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إن العلماء يقولون فى هذا الأمر إن الشيطان وسواس خناس، يأتى فيلقى بوسوسته ثم يهرب “إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا”.
وأضاف أمين الفتوى: أن النفس الإمارة بالسوء، سميت “أمارة” لأنها كثيرة الأمر، تتلقى هذا الوسواس من الشيطان وتلح به على ذهن الإنسان.
وأشار أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على يوتيوب إلى أن الشيطان يأتى أصل الشر والنفس تلح على الإنسان فى ذلك.
وأكد أنه يجب على الإنسان أن يلجأ إلى الله ويجاهد نفسه ويعمل على تنقيتها حتى تنتقل من مرتبة النفس الأمارة إلى النفس اللوامة.
أيهما أخطر وسوسة النفس أم وسوسة الشيطان؟
قال الشيخ أحمد الصباغ، الداعية الإسلامي، إن الوسوسة التي يصاب بها الإنسان مصدرها الأول: النفس البشرية، والثاني: الشيطان.
واستشهد «الصباغ» خلال فيديو مسجل له ، بقول الله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» (سورة ق: 16)، وقال تعالى: «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ» (سورة طه: 120).
وألمح إلى أن وسوسة الشيطان تكون بغير إلحاح على الإنسان بفعل معصية بعينها وإنما بفعل معاصٍ متعددة تجعلك بعيدًا عن طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وكلما جاهدته أتاك بمعصية أخرى غير سابقتها لتفعلها.
وشدد على أن وسوسة النفس أخطر من وسوسة الشيطان، وتسمى الجهاد الأكبر، مستدلًا بقول رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجَّة الوداع: «ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ».
هل كل ما يقوم به الإنسان من الذنوب والمعاصي بسبب الشيطان؟
أكد الدكتور علي جمعة المفتي السابق ، خلال لقائه بأحد الدروس الدينية المذاعة عبر موقع اليوتيوب، قائلًا: إنه ليس كل ما يقوم به الإنسان من ذنوب ومعاص بسبب الشيطان، رغم أن الشيطان أحد الأسباب فهو الوسواس الخناس إلا أن النفس الأمارة بالسوء طرف ثان.
وأشار جمعة، الى أنه إذا جاءك دعاء الذنب مرة فهو من الشيطان فلو تكرر فهو من نفسك لأن النفس أمارة أى تكرر الأمر وتلح عليك، فالشيطان أقل إغواءً من النفس لكن الشيطان يرميها مرة ويجري. إن كيد الشيطان كان ضعيفا. أما التى ليست ضعيفة فهى نفس الإنسان الأمارة التى تحتاج دائمًا إلى مقاومتها لجعلها نفس لوامة ثم نفس ملهمة.
واستطرد علي جمعة: والدليل على ذلك قوله تعالى {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.