قبل ساعات قليلة من الكشف عن اسم المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني، قال الإعلامي الرياضي محمد شبانة، إنه حصل على معلومات من داخل اتحاد الكرة، تفيد بأنه وقع الاختيار على الكابتن حسن شحاتة، مديرا فنيا لمنتخب مصر، خلفا لحسام البدري، وأضاف خلال حلقة برنامجه الإذاعي "من الآخر مع محمد شبانة"، على قناة "نغم إف إم"، أنه جرى تعيين ضياء السيد مدربا عاما، ووائل جمعة مديرا، وحمص ومحمد شوقي مساعدين، والكابتن عصام الحضري صاحب القفازات المحفوظة في متحف "فيفا" مدربًا لحراس المرمى.
وأعلن اتحاد الكرة، الاثنين، عن إقالة حسام البدري - رسميا - من تدريب منتخب مصر، عقب التعادل المخيب للآمال مع منتخب الجابون في الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.
المعلم رجل المهام الصعبة
حصلت مصر على 4 بطولات في 41 سنة، بينما فاز حسن شحاتة بثلاثة ألقاب في ست سنوات فقط، لعب خلالها 18 مباراة في نهائيات الأمم دون هزيمة، وأعاد اكتشاف الوجوه الجديدة، التي كانت هوايته المفضلة، ويرى الخبراء أن حسن شحاتة يستطيع وحده أن يعد من الآن فريقا متكاملاً، فهو يمتلك حساً كروياً لا يتواجد عند غيره، شريطة أن يمارس عمله بحرية تامة، فهو ينتقل بين القرى والنجوع ليكتشف العشرات من الوجوه الشابة، مثل اكتشافه «جدو» في 2010، رغم تعرضه لهجوم من معارضيه، فقد هاجموه على اختياره لاعبا مجهولاً ليحل محل «ميدو» المعروف بشهرته فى إنجلترا، ومع ذلك كانت أعصاب حسن شحاتة فولاذية، ورفض كعادته أن يرد على خصومه، وفضل الانتظار إلى ما بعد البطولة، أملاً فى أن تكون الخاتمة هى رسالة لهم يوم أن يعود بالكأس للمرة الثالثة على التوالى.
الأرقام القياسية تتحدث
حقق المعلم حسن شحاتة، المدير الفني للمنتخب الوطني، منذ توليه مسئولية تدريب المنتخب العديد من الأرقام القياسية، التي لن يستطيع أي مدرب علي مستوي العالم مجرد الاقتراب منها خلال عقود من الزمن، لأن ما حققه حسن شحاتة يشبه الإعجاز إلي حد كبير، فيكفي أن الرجل أضاف إلى دولاب بطولات المنتخب ثلاثة ألقاب قارية، تحققت علي التوالي خلال أعوام 2006 و2008 و2010، ليحقق حسن شحاتة بمفرده ما يقرب من نصف بطولات المنتخب الوطني القارية الذي حصل علي 7 ألقاب.
والمعلمشحاتة هو المدرب الوحيد في العالم الذي فاز بثلاث بطولات قارية علي التوالي، ويتفوق علي الغاني تشارلز رجيفي الذي فاز بالبطولة ثلاث مرات، لكنها لم تكن علي التوالي، المنتخب الوطني فاز قبل عصر حسن شحاتة بـ 4 بطولات منذ انطلاقها في 1957 الذي كان يدرب المنتخب خلالها المصري مراد فهمي، وفاز المنتخب أيضاً بالبطولة عام 1959 تحت قيادة فنية للمجري تيتكوسن، لتغيب البطولة بعدها عن مصر لمدة 27 سنة، وتعود مرة أخري في عام 1986 وكان يتولي وقتها الإنجليزي مايكل سميث مسئولية المدير الفني في البطولة التي أقيمت بمصر، لتبعد مصر عن منصة التتويج بعدها لمدة 12 سنة، وتعود مرة أخري إلي الصدارة الأفريقية عام 1998 ليحصل المنتخب علي اللقب في البطولة التي أقيمت ببوركينا فاسو تحت قيادة فنية للمدير الفني الراحل الجنرال محمود الجوهري، وهي البطولة الرابعة في تاريخ المنتخب المصري، الذي حقق البطولات الأربع في 41 سنة،
أما حسن شحاتة ففاز بثلاث بطولات في ست سنوات فقط، وهو أمر جعله يتصدر أفضل المدربين الذين تولوا مسئولية تدريب المنتخب الوطني، بل لفت إليه أنظار العالم ليؤكد العديد من خبراء كرة القدم أن شحاتة يستحق الحصول علي لقب الأفضل علي المستوي القاري والعالمي.
المعلم صاحب العين الخبيرة
الأرقام القياسية التي حققها شحاتة لم تتوقف عند الحصول علي ثلاث بطولات، بل إن المعلم خاض 18 مباراة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، لم يخسر أي مباراة منها، فمنذ مشاركة شحاتة في بطولة 2006 التي أقيمت بمصر لم يخسر أي مباراة، فإذا قال البعض إن البطولة أقيمت بمصر وكان للجمهور المصري أثر كبير في ذلك فإن البطولتين الأخيرتين أقيمتا في غانا وأنجولا ولم يخسر أيضاً شحاتة أي مباراة في البطولتين، بل كان شحاتة في بطولة أنجولا المدير الفني الوحيد الذي فاز في كل مبارياته، وكان اكتشاف النجوم أيضاً أحد إنجازات شحاتة منذ توليه المسئولية، حيث استطاع حسن شحاتة خلال فترة توليه القيادة الفنية إطلاق سراح عدد من المواهب المدفونة في الدوري، التي تبحث عن فرصة لإثبات أنها جواهر تثاقلت عليها الأتربة، وكان شحاتة بمثابة الجواهرجي الذي ازاح تلك الاتربة لتلمع من جديد، مثل حمص الاسماعيلي الذي أحرز هدف مصر في منتخب إيطاليا في كأس العالم للقارات في مباراة عالمية، بعدما أعاد له شحاتة ثقته في قدراته، بعد أن كان حبيس أسوار الاسماعيلي فقط، وفي البطولات الأفريقية أيضا أعاد اكتشاف البلدوزر عمرو زكي والجان عماد متعب في 2006، وفي 2008 أعاد اكتشاف هاني سعيد وأحمد المحمدي، وفي 2010 كان محمد ناجي «جدو»، وهو الاكتشاف الأعظم لشحاتة بدليل أن اللاعب حصل علي لقب هداف البطولة، لتكون المرة الأولي الذي يفوز بلقب الهداف لاعب بديل لا يشارك أساسياً مع فريقه.
أطول فترة تدريبية لمدرب الفراعنة
يعد حسن شحاتة، أطول من شغل منصب المدير الفني للفراعنة في تاريخ المنتخب المصريمن 2004 إلى2011، وقاده لإحرازكأس الأمم الأفريقيةثلاث مرات متتالية في أعوام 2006و2008و2010، وبذلك يصبح المنتخب المصريُّ أكثَرَ منتخب إفريقي حازكأس الأمم الأفريقية بسبعة ألقاب، والوحيد الذي استطاع إحراز 3 بطولات متتالية، كما صعد بالمنتخب المصري إلى المركز التاسع في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهو ثاني أفضل تصنيف لمنتخبات أفريقيا في ذلك الوقت، كما حصل شحاتة على جائزةالكاف لأفضل مدرب في إفريقيا عام2008، وصنف كأفضل مدرب في أفريقيا عام 2010 في ترتيب الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم،وجرى اختياره ضمن أفضل 5 مدرِّبين في تاريخ القارة الأفريقية.
مورينيو يرفع القبعة للمعلم في كوماسي
أثناء بطولة الأمم الأفريقية في غانا، عام 2008 وعقب وصول منتخب الفراعنة إلى المباراة النهائية أمام الكاميرون، تواجد المدرب العظيم البرتغالي جوزيه مورينيو لهدفين، الهدف المعلن هو تحليل المباراة النهائية لصالح إحدى القنوات، والهدف الثاني هو متابعة اللاعب حسني عبد ربه نجم الاسماعيلي، الذي تم اختياره كأحسن لاعب في البطولة، بعد الأداء الرائع الذي قدمه نجم الدراويش، وتصدرت صورته أغلفة الصحف الرياضية العالمية المتابعة لبطولة إفريقيا،
وكان لدى مورينيو رغبة في متابعته على أرض الملعب بغية ضمه إلى نادي انتر ميلان الايطالي، الذي كان يدربه في ذاك الوقت، وعقب انتهاء المباراة قال مورينيو: "لا أملك الا ان أرفع القبعة لمدرب المنتخب المصري، الذي لعب مباراة عالمية بطريقة السهل الممتنع، أمام منتخب الكاميرون القوي، الذي يضم كتيبة من المحترفين، واستطاع تحقيق هدفه بالفوز 1- صفر".