الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: في أنوار الصلوات «4»

صدى البلد

 عزيزي القارئ لا زال الحديث عن أنوار الصلوات على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وكنا قد توقفنا في المقال السابق عند سؤالين هما : الحكمة من إضافة الله تعالى الملائكة عليهم السلام إليه عز وجل في الصلاة على النبي . ومتى بدأ الحق سبحانه وتعالى صلاته على النبي ؟ . ولنبدأ بالإجابة عن السؤالين .أولا.. بالنسبة للسؤال الأول وهو إضافة الله تعالى الملائكة عليهم السلام في صلاتهم  على النبي .. معلوم أن الملائكة مخلوقة من أنوار الصفات وهم من أخص المخلوقات وأكرمهم على الله تعالى وهم قائمون بأمر الله تعالى ومفطرون على طاعته عز وجل  والحكمة من إضافتهم في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله هي تشريف الله تعالى لهم بإضافتهم إليه سبحانه وتعالى وإظهارا  لشرف النبي  ورفعة منزلته وسمو قدره وعلو مكانته عند ربه عز وجل  بالإضافة إلى أن أنوارهم متصلة بنور النبي فأنوارهم المخلوقة من أنوار الصفات تأخذ مددها من أنوار  الذات المحمدية  . وبصلاتهم تزداد أنوارهم وترتقي منازلهم . هنا نتوقف عند سؤال ربما يرد على ذهن القارئ وهو : ماهي الحقيقة المحمدية المتعلقة بالذات المحمدية النورانية  التي أشار إليها  العارفون بالله بأولوية عالم الخلق ظهورا  وما الأدلة على صحة قولهم ؟. الحقيقة المحمدية تعني أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله خلقه الله تعالى من النور قبل أن يخلق الجسد الطاهر .وأن حقيقته النورانية هي أول الموجودات . والحقيقة المحمدية عند الصوفية  كما يقول أستاذنا فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بارك الله في عمره  ( هي أصل الحياة وسرها الساري في كل الكائنات والموجودات. والحقيقة المحمدية عدة أسماء منها ..حقيقة الحقائق  وأول الموجودات والعقل الأول والتعين الأول . هذا والأنبياء والرسل عليهم السلام في الحقيقة نوابه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وورثته ودورهم إنما هو يتجسد للحقيقة المحمدية أو الروح المحمدي قبل ظهور جسده الشريف. ومن الحقيقة المحمدية يستمد كل الأنبياء والأولياء والعارفين علومهم وأنوارهم.  وبهذا الإعتبار سمي صلى الله عليه وسلم وعلى آله بنور الأنوار وأبي الأرواح وسيد العالم بأسره وأول ظاهر في الوجود ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى  ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) . وقوله عز وجل ( وسراجا منبرا ) . وقوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ( أنا نبي وآدم بين الروح والجسد ) وفي رواية أخرى ( أنا نبي وآدم مجندل في طينته ) .إنتهى.. هذا عن الإجابة عن السؤال الأول . أما عن الإجابة عن السؤال الثاني وهو متى بدأ الحق عز وجل الصلاة على النبي ؟. وللإجابة على هذا السؤال نعود إلى أصل وبدأ خلق الخلق ولماذا خلق الله تعالى الخلق وهو غني عنهم فلا حاجة له سبحانه ولا عوز فهو تعالى الموجود بذاته سبحانه . والغني بذاته .والقائم بذاته .والمستغني بذاته عما سواه .فلماذا خلقهم وما حكمته  تعالى ومراده فيهم ؟..هذا ما سوف نجيب عنه في المقال التالي بمشيئته تعالى ..