نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية تقريراً مطولاً عن الوضع في أفغانستان من ناحية إمكانية ظهور تنظيم "داعش" على الساحة من جديد.
وبنت الصحيفة تكهناتها على أساس أن فرعا محليا تابعا للتنظيم "داعش في خراسان" ساعد بشكل غير مباشر حركة "طالبان" للسيطرة سريعا على مقاليد الحكم في أفغانستان في وقت قياسي، عندما شن هجوماً دامياً علي مطار كابول أواخر الشهر الماضي وراح ضحيته مئات المدنيين، بالإضافة إلى مقتل 13 جندياً أمريكياً.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في نهاية الأسبوع الجاري، سيحيي العالم أيضا الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، التي كانت أكبر الهجمات الإرهابية على الغرب في الآونة الأخيرة، والتي تبناها تنظيم "القاعدة" المنافس لتنظيم "داعش".
وأضافت أن عودة ظهور التنظيم الإرهابي في أفغانستان الآن ستكون مصدر إلهام للمتطرفين الراديكاليين من جميع الأطياف.
ونقلت الصحيفة العبرية عن كاثرين زيمرمان، المحللة في معهد "أمريكان إنتربرايز بواشنطن"، قولها: "يجب أن تكون وكالات الاستخبارات الغربية بالفعل في حالة تأهب قصوى بالنظر إلى الذكرى السنوية القادمة لهجمات 11 سبتمبر، وهي فترة دائما ما تكون ملهمة للهجمات، بالإضافة إلى انتصار طالبان في أفغانستان" وأضافت: "لقد دعا الجهاديون بالفعل إلى مزيد من الهجمات على الغرب".
في سياق متصل، نقلت الصحيفة أيضاً عن محللين سياسيين قولهم لوكالة أنباء "فرانس برس": "إنه منذ انهيار ما يُسمى بالخلافة في أعقاب هجوم عسكري متعدد الجنسيات، تغير التهديد الجهادي بشكل كبير مع افتقار داعش الآن إلى القدرة على الضرب في قلب أوروبا، كما كان الحال في عام 2015".
وأردفت الصحيفة أن تأثير التنظيم الإرهابي استمر على الفصائل الموالية له في بلاد مثل اليمن ونيجيريا ومالي، التي تشهد بصفة شيه يومية تفجيرات وهجمات دامية، مع استمرار نشاطه المفرط على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤدي إلى جذب المتابعين.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى فشل أجهزة المخابرات في كثير من الأحيان في إحباط هجمات للتنظيم، وضربت مثلا بهجوم التنظيم على مطار كابول الذي نجح على الرغم من تحذير الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المسبق من أن وكالات المخابرات كانت على علم بالمؤامرة.
واستطردت الصحيفة أيضا أن وكالات المخابرات الغربية من لانجلي إلى وايتهول إلى أوكلاند أثبتت أنها غير قادرة على القضاء على تهديد مهاجمي الذئاب المنفردة، الذين يضربون بأسلحة مرتجلة مثل السكاكين أو المركبات.
وفي هذا الإطار، نقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن جان بيير فيليو، الأستاذ بمعهد الدراسات السياسية في باريس، قوله: "إن عدم قدرة واشنطن على منع هجوم كابول سمح للتنظيم في خراسان بتضخيم فاعليته الدموية".
وأضاف: "المواجهة المباشرة بين القوات الأمريكية وطالبان فتحت فجوة أمنية يمكن أن تستغلها العناصر الإرهابية"، وتابع: "هجوم كابول دفع التنظيم في خراسان إلى الأضواء السياسية والإعلامية".
والجدير بالذكر أن البنك الدولي أوقف المساعدات لأفغانستان ومنع صندوق النقد الدولي 460 مليون دولار من احتياطيات الطوارئ التي كان من المقرر دفعها الأسبوع الماضي إلى حكومة الرئيس الأفغاني المعزول، أشرف غني، وفقاً للصحيفة كما تم تجميد ما يقرب من 9,5 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية الأفغانية، معظمها في الولايات المتحدة.