الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفغانستان بين الماضي والحاضر

وأنا أطالع أحد المواقع الإخبارية  وقع بصري علي صورا ترجع لستينات وسبعينات القرن الماضي  لافغانستان صورقديمة تاريخيا كانت انعكاس لانفتاح حضاريا علي كل مظاهر الحياة الحديثة  لدولة افغانستان ومظاهر تقدم علمي  تتشارك فيها المراة والرجل في صنع المستقبل والتنمية صورة لبلد جميل وبمقارنتها بما يحدث الان ندرك الهوة الكبيرة والتغيير الجذري على الفسيفساء الدينية للشعب الأفغاني وكيف كان وماذا اصبح.

في اواخر السبيعينات وتحديد1979حدث الغزوالسوفيتي لمحاولة لفك طوق الولايات المتحدة في جنوب آسيا ووأد حركات التحرركي لاتنتقل الي دول اسيا الوسطي المجاورة والتي كانت جزء من الامبراطورية السوفيتية في ذلك الوقت اضافة التي التنافس مع الولايات المتحدة الامريكية علي منابع النفط في اطار الحرب الباردة ورغبةموسكو في تثبيت دعائم الحكومة الشيوعية التابعة لهم في افغانستان والتي تعرضت لتهديدات بسبب الحركات الاحتجاجية.

استمر هذا التدخل لمدة عشر سنوات والذي كان من ابرز نتائجه تبلورملامح ايدلوجية جديدة عنوانها الابرز الدين فمع بدء الحرب السوفيتية الأفغانية دخلت مفاهيم مثل الجهاد والمجاهدين إلى التداول بمساهمة كبيرة وفاعلة من وسائل الإعلام الغربية والامريكية ورغم ان هذه المفاهيم  كانت خاصة بالشعب الأفغاني الا انه جري تعميمها لإيجاد وعي في العالم الإسلامي ضد الغزو الشيوعي ومع زواله جرت شيطنة هذه المفاهيم من قبل وسائل الإعلام نفسها التي روجت لها وفق استراتجية تحقيق الاهداف.

وارتبط ميلاد المليشيات الدينية المتطرفة بالغزوالسوفيتي من مبدأ تم ترويجه مستخدما العزف علي وتر العقيدة فالذي حدث هواحتلال شيوعي كافر لدولة مسلمة سنية هي أفغانستان وكان لابدمن مقاومة الاحتلال ومن هنا تشكلت الجماعات السلفية الجهادية وظهرلاول مرة مصطلح المجاهدين وبدات معسكرات المجاهدين في باكستان وأفغانستان تستقبل العديد من المتطوعين من كافة انحاء العالم لتلقي تدريب على حرب العصابات برعاية امريكية.

فواشنطن استوعبت درس فيتنام جيدا والرأي العام الأميركي لن يقبل مواجهة مباشرة اوخسائر أخرى في صراع القوى العظمى ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان فكانت فكرة المحاربة بأيدي الآخرين كأحد أنواع الحرب بالوكالة.
ونجحت امريكا واستطاع مجموعة المجاهدين ان يكبدوا الدب الروسي خسائر فادحة وكان المستنقع الافغاني او حرب فيتنام السّوفيتي  من أهم العوامل التي ساهمت في انهيار الاتّحاد السّوفيتي فقد احدثت حالة من الانهيار الداخلي في المعسكر الشيوعي.

وانسحبت موسكو بعد 10سنوات تاركة القوات الحكومية برئاسة محمد نجيب الله وحدها في المعركة ضد المتمردين التقليدين علي الاوضاع السياسية والمجاهدين بالوكالة تصارع حتي وصلت لنهاية الطريق بانفراط العقد واصبحت افغانستان ملعب دولي واقليمي تستخدم فيه كافة اوراق اللعب لتغيير وجه العالم وكان الحرب السوفيتة الافغانية نقظة بدء لها ما بعدها.

وبعد انهيارحكومة نجيب الله عام 1992 بدات الجماعات الاصولية تتطلع لدور اكبر لها وبالفعل وقعت افغانستان في برائن حرب اهلية درات رحاها عدة سنوات حتي استطاع مجموعة من طلبة المدراس الدينية عام1996 ان يسيطروا علي معظم البلاد ويصلوا لمقاليد السلطة ويبايعوا الملا محمد عمر اميرا لهم ويبدأ كتاب التاريح ليسطر فصلا جديدا لامارة طالبان.    

اكتسبت الجماعات الدينية خبرة قتالية كبيرة في حرب العصابات وفي بيئة قتالية صعبة مما أدى الى توجه فائض القوة ضد الغرب والولايات المتحدة  وجاءت احداث 11سبتمبرالتي قد تكون نفذت بايدي الجماعات الاصولية لكن يظل المدبر وراء الستار وسيناريوهات مفتوحة علي كل الاحتمالات.

وكان11ستنمبرهو مفتاح التغلغل الامريكي لمنطقة الشرق الاوسط بحجة الحرب علي الارهاب والبداية أفغانستان ثم العراق ثم سوريا وتوالت حلقات المسلسل الدموي بظهور تنظيم الدولة الإسلامية داعش  وغيره من التنظيمات والحركات التي ما زالت تتوالى على الشرق الأوسط وكان الدين هو الستار رغم دموية هذه الجماعات البعيدة كل البعد عن وسطية ومنهج الدين الا ان القوي الدولية استطاعت ان توظفها كادوات ضغط سياسي وعقائدي من خلال فتن طائفية موجات ثورية ومن ثم جني مكاسب سياسية واقتصادية طائلة.

وهكذ اصبحت أفغانستان مسرحا لحرب جديدة بالوكالة وقبلة حاضنة للجماعات المتشددة تحت مسميات مختلفة ابرزها طالبان والقاعدة والذي تم استخدامهم من قبل لاعبين دوليين في تنفيذ مخططات زعزعة امن المنطقة العربية والشرق الاوسط وواصلت تلك الجماعات جهادها المزعوم سواء في أفغانستان اوخارجها وأصبح الآلاف من العرب المجاهدين الذين غادروا أفغانستان قادة مؤهلين ومنظرين دينين واذرع عسكرية يلعبون أدوارا بالوكالة تحت مسميات وايدلوجيات مختلفة شاهدناها في البوسنة والشّيشان والجزائر في التسعينات ومصر في شكل موجات ارهابية لم تنجح بفضل جيشها وشعبها ومؤسساتها .وللحديث بقية

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط