تحل اليوم الاثنين ٦ سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنان فؤاد المهندس ذلك الفنان المتكامل الذي أثرى الحركة الفنية المصرية طوال ما يزيد على نصف قرن، عبر المسرح والسينما والتليفزيون والراديو.
ولد فؤاد المهندس يوم 6 سبتمبرومات في اليوم السادس عشر من نفس الشهر، بعد احتفاله بعيد ميلاده الـ81 بعشرة أيام فقط، لتطوى صفحة "المهندس" من دنيانا، ذلك الفنان المتكامل الذي أثرى الحركة الفنية المصرية طوال ما يزيد على نصف قرن، عبر المسرح والسينما والتليفزيون والراديو.
الطفل الصغير "فؤاد المهندس" خرج للنور في 6 سبتمبر 1924م من حي العباسية وسط أجواء صعود الشخصية المصرية بعد سنوات قليلة من قيام ثورة 19، ترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد أختين هما صفية ودرية، وجاء بعده الشقيق الرابع سامى المهندس، الذي يتشابه معه إلى حد التطابق في الملامح.الوالد هو عالم اللغة العربية الكبير "زكي المهندس" الذي تحول بيته إلى حصن منيع للغة العربية خرج منه العديد من التلاميذ، وكان في مقدمة هؤلاء التلاميذ، الطفل "فؤاد" وأخته التي عرفناها بعد ذلك كإذاعية عملاقة اسمها "الأستاذة صفية المهندس".
أسرار فؤاد المهندس الفنية وقصة صعوده الكبير، كان لها شاهدا عيان أساسيان، الزوجة ورفيقة العمر، الفنانة الكبيرة الراحلة شويكار، ورفيق الدرب الفني الفنان الكبير الراحل عبد المنعم مدبولي.
"شويكار" هي أحد المفاتيح الرئيسية لعالم فؤاد المهندس، الحبيبة والزوجة وشريكة العمر، التي شكلت ثنائيا كوميديا لا ينسى مع الأستاذ، التقيا للمرة الأولى في مسرحية السكرتير الفني، وعرض عليها الزواج فوق خشبة المسرح، عندما خرج عن النص بجملته الشهيرة "تتجوزيني يا بسكوتة؟".
لم يتعامل "المهندس" مع الفن على أنه مجرد صناعة ترفيه، مع القيمة الكبرى للترفيه في حد ذاته، لكنه كان يعتقد دائما أن الفن رسالة سامية ويستطيع خدمة المجتمع، لذلك جاء برنامج الفوازير الذي قدمه للأطفال في نهاية العمر، ليحقق نجاحا جارفا بين الصغار، جعل جيل التسعينات يعتبر "عمو فؤاد" من أيقوناته المفضلة، التي يحملونها في ذكريات الطفولة.نبرة الصوت الشهيرة لـ فؤاد المهندس جعلت له شعبية في الإذاعة المصرية، قدم في بداية حياته برنامجا إذاعيا اجتماعيا يوميا بعنوان "كلمتين وبس" عبر أثير إذاعة البرنامج العام عام 1968 يسلط به الضوء على سلبيات المجتمع المصري على لسان سيد أفندي.
رغم النجاحات الكبرى التي حققها فؤاد المهندس على شاشتي السينما والتليفزيون فإن المسرح كان هو الملعب الفنى المفضل للمهندس، ومنه صنع تاريخه الذى لا ينسى، وكان شريك الرحلة المسرحية "عبد المنعم مدبولي".اشترك فؤاد المهندس مع عبد المنعم مدبولي وسمير خفاجي في تكوين فرقة "الفنانين المتحدين" عام 1959، حيث تم اكتشاف أبرز النجوم الذين سيطروا على الحياة الفنية في مصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، منهم عادل إمام، وسعيد صالح والضيف أحمد.
شكل فؤاد المهندس مع "مدبولي" الثنائي الأجمل في تاريخ المسرح المصري، لم يفترق الصديقان، وصنعا معا صفحات مجيدة في تاريخ المسرح، ومع تجربتهما في فرقة "الفنانين المتحدين، استقبلا الفنانة شويكار في أول مرة تأتي فيها إلي المسرح، وشهدت خشبة المسرح العديد من المواقف الكوميدية التي كان "مدبولي" شاهدا عليها في رحلته مع فؤاد المهندس وشويكار، ولذلك لم يكن غريبا بعد مرور أكثر من 5 عقود على شراكة "المهندس" و"مدبولي" الفنية، أن تأتي وفاتهما بطريقة درامية وبفارق أسابيع عن بعضمها البعض، رحل "عبد المنعم مدبولي" في منتصف يوليو من عام 2006م، ولحق به صديق العمر "فؤاد المهندس" بعدها بأسابيع قليلة في مثل هذا اليوم من سبتمبر في نفس العام.